العودة لرحلة الكتاب

18 1 0
                                    

بزغت الشمس مشرقة يخترق نورها الآفاق لينير
الحياة والأحياء عبر النور من نافذة مشفى مدينة (ديماس) فاصطدم بعيني كين النائمتين فأيقظتهما ، فتح كين  عينيه ليرى ضوءاً أبيض ساطع ، فغطاهما بيده ثم
استدار يمنه فوجد المدرب مستلقياً على جنبه
يتلمس الضماد الذي ربطت به ساقه فنهض فزعاً
وصرخ :

"أين أنا مالذي حدث ."

أدار المدرب رأسه ثم أرجعه وقال :

"استيقظت أخيراً اهدئ أنت في المشفى ستزعج
المرضى بصوتك ."

"مشفى ؟"

تلمس كين صدره وذراعيه ثم ركبتيه فرآها مدججة
بالضماد وقد تبدل ردائه الممزق برداء أبيض خفيف
فقال منبهراً أقرب للسرور :

"مالذي حدث يا مدربي كيف جئت إلى هنا ."

"حملتك الشرطة إلى هنا بعدما سقطت أمام مدخل
القبو ."

"الشرطة !!"

قال كين منفعلاً :

"صحيح يجب أن أذهب لأبرئ تهمتي ."

" لا عليك لقد انتهى الأمر ."

"انتهى؟ كيف ."

"لقد ألقت شرطة المدينة القبض على رجال القبو وصادرو أسلحتهم وألصقت تهمة الإنفجار بهم لوجود الألغام في صدورهم ."

"هكذا إذاً هذا يريح الفؤاد حقاً ، لكن ترى ما هدفهم من كل ذلك ."

"لم تعرف الشرطة بعد لكن حسب ما تبين أنهم من
المعجبين بالسيد أركون العظيم الذي كان له أكبر
الفضل في التصدي لممكلة سرداق أيام الحرب
وضحى بروحه فدائاً لذلك فبعدما انقطعت سيرته
وقل خبره بين الناس أرادوا إحياء اسمه بأعمال
الشغب والعنف لأن مصمم هذه الألغام هو السيد
أركون وهي ألغام تحتوي داخلها على قطع من
القماش والمعدن تنتشر حول الإنفجار حاملة لهيب
النار معها فتحرق كل ما تمسه ، واستعملت بكثرة
في الحرب المنصرمة ، أما أين وجدوها هي والبنادق
وكيف تعلموا استخدامها فهذا لم يتضح بعد ."

"هكذا إذاً هذا يفسر ذكر ألسنتهم لإسمه بكثرة ."

"لكن الغريب في الأمر أن هذه الأسلحة مر عليها
زمن ليس بقليل وقد أكلها الصدئ ، أما الألغام كانت
كذلك أما البنادق فلم أرى عليها أي أثر يدل على
قدمه حين تشابكت معهم في القبو كان معدنهم
يلمع ، كان حديث الصنع وليس قديماً ولم نرى مثله
أيام الحرب ."

"ربما حفظ جيداً منذ ذلك الوقت إلى الآن وجاء هؤلاء
الحمقى وسرقوه مع جملة ما سرقوا ."

"ثم كيف علموا مكان ذلك القبو إن هذا القبو لا
يعلم مكانه إلا قلة هل حقاً هم غرباء عن هذه
المملكة كما قال لنا ميدو ؟"

تسائل المدرب بملامح توضح تعجبه الشديد فقال كين مبتسماً يرفه عن مدربه :

"لا تشغل بالك يا مدربي هذا عمل الشرطة وقد
أمسكت بهم فلم يعد لنا يد في هذه المسألة لقد
انتهى الأمر أخيراً ."

لعنة التناقضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن