ﻛﻨﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﺧﺎﺭﺝ
ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﻌﺪ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀﻭﺍﻷﺭﺽ ﺗﺤﺘﻀﻨﺎﻥ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺗﺸﻜﻼﻥ ﻧﺼﻔﻲ ﻛﺮﺓ ﻛﻞ
ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻧﺼﻒ ﺍﻷﺧﺮﻯ ،ﻓﻘﻂ ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ
ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺍﻧﺎ ﻓﻘﻂ ﻛﻨﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﺠﻮﻓﺎﺀ ﻓﻲ ﻓﺮﺍﻍ ﻻ
ﺃﺑﻌﺎﺩ ﻟﻪ ﺣﻴﺚ ﺷﺢ
ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ،ﻭﺃﻧﻔﺎﺳﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﺒﻮﺗﻪ
ﻻاﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ اطلق لها ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ،ﻓﻜﻠﻤﺎ
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺇﺳﺘﻨﺸﺎﻕ ﺍﻷﻛﺴﺠﻴﻦ ﻓﺸﻠﺖ
ﺭﺋﺘﺎﻱ ﺑﺬﻟﻚ ، ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﻩ
ﺣﺘﻰ ﺳﺌﻤﺖ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ، ﻭﻣﺎﻛﺎﻥ ﻣﻨﻲ
ﺇﻹ ﺍﻹﻧﺼﻴﺎﻉ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺎ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﺳﺘﻨﺸﻖ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﺢ ﻭﺃﺳﻤﻊ ﺗﻼﻃﻢ ﺃﻣﻮﺍﺝ
ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺗﻄﺮﺑ ﻣﺴﺎﻣﻌﻲ
ﺑﺎﺣﻠﻰ ﺍﻻﺣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﺴﻴﻢ ﻳﺪﺍﻋﺐ ﺧﺪﻱ
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﻔﺎﻋﻠﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ حيث
ﻇﻬﺮﺕ ﻣﻌﺎﻟﻤﻬﺎ ﻭﺍﺿﺤﻪ ﺑﻲ ﻭﻣﺎﺣﻮﻟﻲ
ﻭﺇﻧﺘﻌﺶ ﺟﺴﺪﻱ ﺍﻟﺒﺎﻟﻲ ﺇﺳﺘﺠﺎﺑﻪ ﻻﻣﺮ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻪ
ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺪﻡ ﺫﻟﻚ ﻃﻮﻳﻼ ﺣﻴﺚ ﺇﻧﺘﺎﺑﻨﻲ
ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻗﻮﺓ ﺟﺬﺏ
المغنطيسي ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺟﺒﺮﺗﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ
ﻟﻠﺸﺎﻃﺊ نظرت رغما عني فاتجه نظري ليرى ﺿﺒﺎﺏ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻠﻘﻰ
ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ، ﺣﺮﻛﺖ رأسي ﻋﻠﻲ ان
ﺃﻓﻴﻖ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺣﻠﻤﺎ ﺑﻞ ﻛﺎﺑﻮﺱ
ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﺭﺗﺠﻒ ﻭﺃﺑﺘﻠﻊ ﺭﻳﻘﻲ ﻭﺃﺗﻴﺒﺲ
ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪﻱ حنوت ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ
ﻭﺗﻠﻮﺕ ﺃﻳﺔﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻛﻲ ﺃﻃﻤﺄﻥ ﻟﻜﻦ
ﺗﻐﻠﺐ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻠﻲ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﻓماهي ﺇلاّ لحظة حتى شعرت
ﺑﻤﻌﺎﻭﺩﺕ ﺍﻟﺠﺬﺏ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻜﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﻩ ﺃﻗﻮﻯ ﻛﺮﺭﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻩ ولكن
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﻩ ﺑﻌﻤﻖ ﺃﻛﺒﺮ ، ﻓﻔﻮﺟﺌﺖ
ﺑﺸﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺼﻮﺕ
