واهتز عرش قلبي ج1 .. سلسلة الهاربات بقلم ملك جاسم

10

كان الطريق إلى منزل يوسف من أصعب لحظاتهم جميعا بسبب الصمت المخيم عليهم والبكاء المكتوم من ورد التي تسكن حضن نيسان والغضب الذي يشع من آدم ليشعروا بخوف من انفجاره بأي لحظه كان الوضع مقلق وعندما وصلوا تنهدت نيسان براحه

كان يوسف يقف على الباب مع والدته بانتظارهم أول من نزل آدم وكأنه يفر من جحيمه المستعر ليزفر سومر بغضب وهو يرى جنون صديقه وبكاء ورد الذي لا يتوقف القى نظره موجوعه عليها قبل أن يتبع آدم حتى يوقفه عن جنونه لم يتبقى داخل السيارة غير نيسان وورد المنهارة بين احضانه ابعدت عنه قصة وجع لحال هذه الطفلة وهمست لها

-هيا الجميع ينتظرنا

لم تنطق ولم تتحرك فقط تبكي وهي جالسة بين يديها تنهدت نيسان وهي تهز رأسها بالرفض لسومر والجميع الذي ينظر عدا آدم الذي وقف بجمود وينظر بعيدا بتجهم لتقترب والدة يوسف باتجاههم وتفتح الباب من جهة ورد لتدخل وتجلس بقربها وتاخذها من نيسان التي نظرة بخجل لها فهي أول مرة تشاهدها

-أعرف ما تشعرين به وكيف قلبك يكاد ينفطر من المه لبعدك عنه وخوفك من الرجوع لمكان لم تعرفيه ولم تجدي به سوى الخوف والمعامله السيئه تظني أنه خذلك لأنه ابعدك عنه انظري إليه واخبريني ماذا ترين

قالت بهمس امومي وهي ترفع وجهها لتجعلها تنظر باتجاه آدم المتجهم ليزداد بكائها لرؤيته

-أنه غاضب مقيد لا يستطيع أن يفعل شيء انت قيوده التي تمنعه عن الحركة لا يستطيع أن يتركك لديه أكثر من دون علم أهله وليس لديه القدرة والتحمل على تقبل أن يرجعك لمكان هربتي منه

رايتي عجزه الذي يحاول أن لا يظهره أنا أعرف كيف يشعرون ويفكرون هؤلاء الثلاثة فهم تربوا امام عيوني عندما توفي زوجي كانوا ثلاثتهم مازالوا مراهقين ولكنهم تصرفوا كالرجال رغم سنهم الصغير جعلوني اقف بوجه الحزن وجميع من طمع بي وبما املك من مال كانوا سندي عندما لم يكن لي أحد

اتعرفي اعلم كيف تشعرين من أنه خذلك وكذب عليك عندما اخبرك أنه سيكون الأمان لك والان يبتعد ويتركك لعالم قاسي يسحق من يقع فيه لأن هذا ما شعرت فيه عندما توفي زوجي شعرت بأنه خانني اتعرفي ماذا اخبرني صديقنا الغاضب هذا بأن يجب أن لا احزن وأتوقف عن تعذيب نفسي لأن الحياة مستمره وهذا مصير الجميع ما يرحل اليوم يأتي ما هو أفضل منه غدا الله يعوضنا بالأجمل دائما لهذا توقفي عن البكاء وتذكري أن الاجمل قادم بحياتك لأن غيمتها السوداء رحلت عن سمائها وتوقفت امطارها هيا يا صغيرتي ولا تؤذيه أكثر فهو يتالم لرؤيتك حزينه هكذا صدقيني

مسحت نيسان دموعها التي كانت تنزل بصمت بسبب كلام والدة يوسف فهي طوال حديثها الهامس المواسي كانت تشارك ورد الباكيه النظر إلى آدم لأول مرة تنظر له بطريقة مختلفه طالما ظننته شاب مجنون لا يهتم بأحد يفعل ما يدور برأسه فقط ولكنها كانت مخطئه كعادتها بالحكم على الأشخاص يبدوا أنه نسخة اخيها ولكن بطريقة مختلفة نظرت لاخيها ويوسف وهم يقفون بعيدا عنه وكأنهم يعطوه مساحته ولا يضغطوا عليه أكثر عاودت البكاء مجددا مع همس ورد وهي تبكي وتنظر لآدم وكأنها تلمسه بعيونها من بعيد