"السادس"

109 4 0
                                    

بِين الفَلا والسرَاب وبِين الجورِي الي طغَت ريحته في المكَان وأصوَات الهبُوب الي تحرَك الاورَاق,تمشِي كأنهَا منزلة من سمَا الرحمَن,شافتهَا الجدَه الي واقفه مرتكزَه بعصا خشبيه بيدها وأبتسمَت من أقبلت عليهَا: ياهلا بالي أقبلت بكِل زِين ونشرَت النور بكَل بقاع الأرض ياهلا ببنت القلب والروح
مِيرَال ضحكت بحيَاء وتقدمت وهي تبوس جبين جدتهَا ويدها:هلا بك ياعيون مِيرَال وجوفهَا
الجدَه وهي تتفَقد ملامحها الي مستهَله: بك شيء؟
مِيرَال والإبتسَامة على محيَاها: مافينِي إلا كِل مسَره وشفتك وزَادت المسرَه وصارت مسرَات
الجدَه وهي حَاسه بشيء غرِيب: مِيرَال يمه!
مِيرَال ناظرتها وهي لازَالت مبتسمه وأناملهَا تلعب في أطرَاف شعرها المذهَب: لبيه؟
الجدَه وهي مستنكره: لا لا بك شيء مانتي طبيعيه وش صار بالفلا؟
مِيرَال ضحكت: وأنتي ما يفوتك شيء ها؟
الجدَه: دامه شيء فيك لا بالله ما يفوتني .. ادخلي داخل وعلميني بالي صار ..
مِيرَال مسكت يد جدتها وبدت تمشي معها لداخَل ومن دخلوا جلست معهَا على طرف السرير وهي تناظرها وتلعب بشعرهَا ..
الجدَه وعيونها عليهَا: أي وش الي صار؟
مِيرَال: ما قلت لك الصبح شاهدت شاب غريب؟,الشاب عاود وهالمره دَار بينا حديث اطول من الي فات
الجدَه حسّت بإن قلبهَا أنقبض وكأنها خَافت من هالسِيره: ما قلت لك ماهو نَاسي الي شَافه وبيعاود ليتك مارحتي للفلا اليوم
مِيرَال بإستغراب وعدم فهَم: وليه ياجده ما أروح؟
الجدَه و تنهِيده من بين صدرهَا طلعت: كَان فِي بصيص إنه ينسَى ويتنَاسى لكن الحِين عزالله ماهو بناسي .. رفعت رأسها وهي تناظر مِيرَال: وش هي قصة الشاب؟
مِيرَال بدت تحكِي لها قصته على حسَب مافهمت منه ..
الجدَه تنهدت وخذتها الهواجِيس لمكَان بعِيد ..
مِيرَال كانت تناظرها بإنتظَار رد,رفعت يدها وهي تتحسس كتفها: ياجده؟
الجدَه ناظرتها: اويلي عليك من جَاهد البلاء كِنت أقول إن فيك مني الكثِير وصَار لكن عسَى قدرك ونصيبك يمّه ماهو مثلِي ..
مِيرَال ما كَانت فاهمه شيء: عودنا على ألغازك .. ماودَك الليله تشاركِيني قصَة جديده عن الحيَاة يكفي امس نمَت وماسمعت منك شيء
الجدَه أبتسمَت واشرت لها تنسدح على حجرها كالمعتَاد وبالفعل أنسدحت عليها مِيرَال وبدت الجدَه تمرر يدها على شعرهَا الحرِيري ..
الجدَه: في زمَن من الأزمَان إنوجَد بنت مالها في الأرض مثِيل ومن زود جمَالها تقول للقمر قم ياقمر وتجلس مكانه,توالف قلبهَا بقلب واحد مقدور الحَال لكن كان يحبها والحُّب يابنيّه أكبر من أي مال وزهد وفلوس بهالحيَاة ولا يهم إن حبيت فقير ولا غني المهم كيف هو يحبني ويعاملني وبالفعل تزوجوا وكان يدللها لكن كان يتمنى لو يرتفع بمنصبه وحاله وهنا صارت الزوجه تشتغل عنه شغله وتكبره بعيون مدرائه كانت هي الي تقوم بمشاريعه وأوراقه والمستندَات وبدأ بين كل سنتين يترقَى ويعتلي بالمنَاصب ومرَت ١٠ سنين وصَار هو مالك شركه من عقب ما كَان ذاك الفقير مقتدر الحَال ..
مِيرَال بإبتسَامه: عطَاء ربي يفوق كَل العطَاء سبحان الله
الجدَه هزت راسها بالايجاب: صحِيح هو الآخذ وهو المعطِي وهو الي يفعل مايشَاء,قدر الله وجاء الزوج بيوم وليله لزوجته وهو يعيبها بإنها تغيرت وسمنت وصارت وحده من ربات البيوت ولا هي بمنصب لاجل تصير زوجة واحد يملك كل هالشركات,كلامه كسَر الزوجه كِيف يتجرأ يحكي كذا وهي الي شدّت عوده وهي الي وقفت معه وسندته يوم الكل اعطاه قفاه وشلون ينسى جميلها معه ويعيبها اليوم وهي الي وصلته للي وصل له ولولا الله ثم هي ماكان اليوم يملك كل هالثروه كيف يحكي ماهي من مقامه بعد كل هالسنين والعشره والجمايل
مِيرَال وحواجبهَا انعقدت: لِيه ماهو كَل البشَر يوفون وشلون هَان عليه يحكِي لها هالجمله وهي الي تجملت عليه طوال ١٠ سنين!
الجدَه: ماهو كَل من تلقى الوفَاء رد عليه بوفَاء الأصِيل يعطي لأصَالته إما الردِي وإن عطَاء يجيه يوم ويبِين معدنه
مِيرَال رفعت راسها وناظرت الجدَه: وهالأشخاص اليوم موجودين؟
الجدَه: عديم الأصل دايم موجود إن جمعتنَا الدروب به ولا أبت هم موجودِين والردى يجرِي بعروقهم مثل ما يجري الدم بالعروق
مِيرَال وعيونها بعيون جدتهَا: ومافِي أحد يردعهَم؟
الجدَه رفعت اصبعها السبَابه وهي تأشر على السمَا: يردعهَم الي خلقهَم إن مَاقدروا البشَر وما على الخالق من صعب
مِيرَال أبتسمَت: ونعم بالله
الجدَه حضنت مِيرَال وباست رأسها: والحِين عرفتِي ليه القلب والروح يخَافون عليك من الدنيا ومن فيها؟
مِيرَال هزت رأسها بالايجاب رغم حقيقة إنهَا تعبت من هالخوف وتتمنَى لو تعيش الحيَاة الي تعيشها أي أنثى غيرها في هالارض الواسعه تطَلع تمشِي تتعرَف تصَاحب تجرَب وتحكِي,صحِيح تفَاصيل بسِيطه لكَن عندهَا كانت تفاصِيل تتوّق لاجل تعيشها لو للحظة ..
في مكَان ثَاني وتحديدًا في بيت أبو نَايف وبعد وصول عُلا ووهَج للبِيت,دخلوا الثنتِين لدَاخل وبعد ما سلموا وجلسوا شوي مع أم نَايف راحوا لعنَد السدِّيم الي كَان باب غرفتها مفتوح ..
عُلا تقدمت وجلسَت على السرير ووهَج وقفت قريب منها,وبعد دقَايق طلعت السدِّيم من الحمَام بعد ما غسلت وجهها من عَقب اللي صار في الإسطبل وهي كَانت تهل مدامعهَا بلا توقف ..
وهَج تقدمت ناحيتها وهي تمسك يدهَا: كيف صرتِي؟
السدِّيم ناظرت فيها بنظرَات مو مفهوم منها شيء:صدقِيني هذا السوال الي أجهَل إجَابته لا روحي بمكَانها ولا قلبِي مستريح وحتى عقلي الي دَايم يوريني الدروب هالمرَه كل مافيه سرَاب
وهَج تنهدت ومسكتها وهي تمشيها للسرير: ارتاحي ولا تفكرين
السدِّيم ضحكت: وشلون ما فكَر وأنا سمعت منه "لا تدورين الصَلاح من بعد ما فات الاوان" عَافني هالمره كلِي أنا وقلبي وروحي معي
عُلا كَان قلبها يعورها من حَالتها ومو عَارفه كيف تزيح عنهَا: صدقيني ما صَار إلا كِل خِيره ولو كَانت الواقعه شديده دام ربي الي كَاتبها فربي يعرف الصواب
السدِّيم: وقلبي الي أنفطَر ياعُلا؟ وروحِي الي خسرتهَا؟
عُلا تنهَدت ومسكت يدها الثَانيه: إن كانه عَاف وراح عوفي وتجردي منه
السدِّيم: الكلام أسهل من الفعَل ولا الحقيقه ماهو سهَل تدعسين على مشاعر مابه أكبر منها وعلى حُب تمكن منك لين صَار كلك ماهو سهل ابد
وهَج تكلمت وعيونها بعيونها: أنتي بنت فيصل الي صيته يهز الجبَال أنت السدِّيم الي لا بعدك ولا قبلك أحد ماهو حُب الي يكسر مجَاديفك ادعسي على قلبك وعلى الشعور وأشري ذاتك وعزتك وشموخك
السدِّيم: تحسبيني راضِيه بضعفي وأنا الي ما بينِي وبين الضعف طرِيق؟ ولا تحسبيني مستهَله في وضعِي وأنا الي كَنت أحط الدار بكفه والحُّب بكفه ومن زوَد غطرستي ما كنت أشوف ان الحُّب لحاله يكفِيني واليوم يوم إني خسرَت الحُّب وراعيه ايقنت أني سجنت روحي في سجَن بنيته بيدي
وهَج: أكسري قضبان السجَن ولو ما أنكسرَت أنا أشيلك واسندك ونكسره سوا,لا تحسبين إنك في العتمَه لحالك ترانِي معك بكل محل ومحَط
السدِّيم سندت راسها على كتَف وهَج واكتفت بالصمَت ..
عمّ السكوت بينهم لِين ما نطَقت عُلا: لا نقعَد في قفص الحزَن والهواجيس, خلونا نتعَلل وخلونا نسّج ونهرب بعد
السدِّيم ناظرتها وأبتسمَت بحزَن: يازين ما قلتي بس لوين ووش نسوي؟
وهَج فزَت وقامت: صح كلام عُلا مشينا نغير جو مع العيَال تحَت منهَا تمِيم يضحكنا ومنها ناخذ من علومهم وسواليفهم وش قلتوا؟
عُلا ناظرتها وضحكت: ماعندي مشكله اهم شي سديم تقوم معنا
السدِّيم ناظرتهم وهي متردده: ماودي يشوفوني بهالشكَل والضعف .. واصلًا يمكنهم ما رجعوا من الدوام او حتى رجعوا والتعب هاد حيلهم لا لا خلونا نغير
وهَج ناظرتها: مافييي قومي عدلي نفسك والبسي وتكشخي زي عادتك يابنت فيصل يلا وأنا بروح أشوف العيال واجيكم .. طَلعت من الغرفه وراحت لغرفة تمِيم القريبه منهم,وبعد ما طَقت الباب ضلت تنتظر ثواني لين سمَعت صوته ودخلت وهي تنَاظره قاعد على المكتب ويناظر اللاب ..
وهَج: تمِيم فاضي ولا تشتغل؟
تمِيم بعد سماعته عنه وناظرها: حتى ولو مالينِي الشغل لاجل عينك أفضى امريني؟
وهَج أبتسمَت: ياجعلني ما عدم منك لكن احكي جد فاضي ولا؟
تمِيم ناظرها باستغراب: فاضي والله شفيك وش بغيتي فيكم شيء؟
وهَج والابتسَامه اعتَلت مبسمهَا: لا بس قم للمقلط نفسيتنا يادوب وقلنا مايطلعنا من هالطور إلا تمِيم العزّ
تمِيم ضحك وقَام: أبشروا بي خلاص يلا بلبس ثوبي وانزل لكم بس هالله الله بالجلسه الونيسه ولا تراني برجع للغرفه
وهَج ضحكت: ازهلني بس .. سكرت الباب وتقدمت لغرفه نَايف ودخلت بصمت ومن شافته منسدح بلا اي شغل طَبت على السرير بجنبه ..
نَايف لف بفجعه: اعوذ بالله يابنت علامك انهبلتي
وهَج ضحكت: قوم قوم الملقط بننزل لكم وبسوي لكم اطلق جلسه نبي نضحك ونستانس والله اننا طفشنا بالحيل
نَايف ضحك: واضح الطفش من نطتك ذي يابطوطة
وهَج ضربت كتفه: شقصدك اني دبه يعني؟
نَايف وهو لازال يضحك: وه بس دبدوبتنا
وهَج دفته: خيررر والله اني نحيفه وش ذا كلها زاد وزني اثنين كيلو
نَايف ضحك وهو كان متعمد يغيضها: اوله اثنين كيلو مره وحده وانا اقول علامه السرير بغا ينكسر
وهَج قامت عنه: طيب طيب يجيك يوم يانايف يجيك يوم
نَايف ضحك وسكر الباب من طلعت وبدأ يلبس ثوبه أما وهَج راحت للبنات وفتحت الباب ..
وهَج: لا تطولون تعدلوا وتعالوا المقلط بجهز قهوة وارتب الحلا وأجهز الجلسه على ما تخلصون كلكم .. سكرت الباب ونزلت لتحت وبالفعل قعدت تسوي القهوة والشاي وراحت المقلط وهي تحط طاولة البلوت والاوراق وتعدل الجلسه لهم وبعد مرور نصف سَاعه نزلوا كلهم وتجمعوا كلهم في المقلط الي حَافته مشَاعر بسِيطة لكن أثرها وذكراهَا يلامس الروح والقلب ..
نَايف ناظر في عُلا: نورتي البيت يابنت العَم
عُلا: البيت منور بأهله
ألتفَت نَايف على وهَج: وانتي يا البطه نورتِينا
وهَج سوت نفسهَا ما تسمعه ..
تمِيم: ما اسمح لك تزعل صغيرة العايله عاد
وهَج ضحكت: تعلم تعلم بس ماعليه يلا نلعب
نَايف ناظرها: أسلمي وش عندك
تمِيم والبنات لفوا يناظرونهَا ..
وهَج: أول لعبه عندي مجموعة اسئله بالايباد الي عليكم تجاوبون السؤال غلط ومدة الاجابة على كل سؤال ٥ ثواني بس غيره راح تخسر وتنفذ حكم حلويين؟
السدِّيم هزت رأسها بالإيجاب: حلوين
تمِيم رفع شوي من ثوبه وتربّع: هاتي ماعندك يابنت عمي
عُلا ضحكت عليه وجلست بجنب السدِّيم: يلا
وهَج ناظرتهم وضحكت على حماسهم وفتحت الايباد: يلا بنبدأ من يميني يعني الأول تمِيم .. يقول السؤال وش فايدة خشمك؟
تمِيم بسرعه وحمَاس: يتنفس
كلهم ضحكوا عليه وهو يناظرهم بعدم فهم ..
وهَج وهي تضحك: يالله تونا نقول غلط غلط
تمِيم حك شعره: يابوي مابعد استعديت داخليًا والله غش
وهَج: مالي دخل الحين خسرت نقطه وعدد النقاط ثلاث باقي لك ثنتين شد حيلك,يلا دورك نيوفي يقول السؤال وين أسنانك؟
نَايف بثقه وبسرعه: برجلي
وهَج صفقت له: عاش عاش يعجبني الفاهم,يلا سديمي أين يقع برج أيفل؟
السدِّيم: في شروره
كلهم ضحكوا والسدِّيم تناظرهم: وش تراني جاوبت صح
عُلا: ماهو على الاجابه على كيف طرت لك الاجابه
السدِّيم: عاد اول ما جت في عقلي هي
وهَج ناظرت في عُلا: يلا بنت ابوي دورك,وين عقل الإنسان؟
عُلا بتسرَع وبدون تفكير: بدبره
كَل الي كانوا بالجلسه غشّوا من الضَحك بينما عُلا مرَت بلحظة صمت وهي تتذكر ردها وحسَت بحراره في ضلوعها وصدرهَا وملأها الخجَل ..
السدِّيم: يامخرج سوي كت وخلينا نوقف هنا والخاسر تمِيم الوضع خرج عن السيطره
عُلا قبصتها وهي خجلانه: خيررر والله تكلمت بدون تفكير اف خلاص انسوا
تمِيم وهو يبي يكحلهَا: وهي صادقه هالايام الاوادم عقولهم بالدبور
ضحكوا عليه وضحكت عُلا ..
وهَج ناظرتهم: يلا يالمعزز حكمك خفيف وبسيط وجميل
تمِيم ناظرها: وش هو؟
وهَج ناظرت بعد لحظة تفكِير: شرايك تعزف لنا والله بسيط ومنه حلو لك ولنا
تمِيم: ويجي فصولي ويشلوطني
ضحكوا عليه وناظره نَايف: ماعليك فصولي طالع يلا عاد منزمان ما سمعنا صوتك
تمِيم قام وهو ياخذ العود من زَاوية المقلط ويتقدم لجلستهم الدائريه البسِيطه ويجلَس متربع و بحجره العود: عشانكم بس ماني رادكم ماهو عشاني ابي يعني
عُلا وهي تضحك: والله انك عسل يا تمِيم
تمِيم: ياقلبي والله وأنتي النحلة
السدِّيم وهي تضحك: ياغبي ترا العسل هو سَلح النحلة
كلهم خذاهم الضحك إلا تمِيم الي توسعت عيونه بصدمه: امانه انتي صادقه! يعع اجل مانتي نحلة ولاني عسل
نَايف وهو يضحك: خلاص خلاص خلك على الغناء وخل النحلة وعسلها في حالهم
تمِيم: زين ودكم في شيء محدد ولا على ماهويت؟
السدِّيم: على ماودك
تمِيم بدَت انامله تمَايل ريشة العود وهو يعزَف:
قلِي سامحت قلِي
خل جرحِي يطيب
الصراحه صراحه
وإنت زودتها ..
هوّن الأمر وأسمع
لييه ودك تغِيب
الحكايه صغيره
وإنت كبرتها ..
عُلا أشرت له بيدها إنه يعِيد مره ثانيه هالجزئيه وتمِيم رجع يعِيدها ..
تمِيم وهو يعزَف بكل إتقان وحرفِيه:
كل إنسان يخطي في حياته يصِيب
كل نفسٍ عليها ووكل نفسٍ لها
والله ما كِنت قاصد بس حظ ونصِيب
كلمةً في لساني وبالخطأ قلتها
السدِّيم خذاهَا الصوت وروعة العَزف والكلمَات لمكَان بعِيد وضَلت تهوجَس ولا كأنها بنفس الدَار معهم,أستسلمَت لعمَق الحروف وخرجت مابين شفايفها: عز الله ما كنت قاصد لكن حظ ونصِيب .. تنهدت ورفعت رأسها لعُلا الي فهمتها وحضنتها ..
عُلا بهمَس: اش ما انتهى شيء يروح اخوي ويجي غيره,ضحكت وهي تبوس راسها ..
أما السدِّيم ابتسمت والابتسامه ماهي من جوف قلبهَا ..
نَايف وعينه عليهم: إن كان خلصوا شرايكم في بلوت والتيم الخاسر هو الي يجهز ولا يطلب العشاء
وهَج ناظرته: تم تم تم
تمِيم ضحك وناظر في وهَج: قابليني أنا وأنتي سوا
عُلا ناظرت سديم وقومتها: يلا يلا اجلسي أنا الحكم بينكم ادري بكم راعين غش
السدِّيم جلست مقابل نَايف: شف لو تخسرنا يويلك مني ويلاه
نَايف حط يده على قلبه: يمه خفت لكن احتزمي فيني وما جاك إلا كل خير
السدِّيم: نشوف
وزعت عُلا عليهم الاوراق وكانت البدايه من عند نَايف وبدو الاربع يلعبون بكل تركِيز وحمَاس وضحك بينهم ..
عُلا صفنت لوهَله تفكَر في حَال أخوها خصوصًا إنها ما شافته من بعد ما صَار الي صَار طلعت الجوال وهي ترسل له: إن كَان خلصت خلوتك أرجع خوفي عليك بدأ ينزرع في جوفي,وصلها انه الرساله وصلت لكن ماشافها وتنهَدت وسكر الجوال ورجعت عينها على لعبهم وتضحك عليهم وعلى حماسهم ..

أنتي قصّيدة غزل لاجيت أبكتبها // أغار من واحدٍ يتخيل أوصافكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن