مَع بداية ظهور الضيَّاء في السمَاء الوَاسعة,ألتفَت ألصقِر على صوَت الميَاه الي صَادر من ورَاه وهو عَاقد حَاجبينه بإنزعَاج ..
بَارق أنتبه له وأبتسم: المعذره على الإزعَاج لكن وقت الصلاة وغيرها راح أصلي وأمشي
فزَ ألصقِر وعدل جلستَه: وين بتمشي!
بَارق: عندي شغله مهمة ماودي اتأخر عليها
ألصقِر هز رأسه بتفهَم وقام وهو يتوضى معه,صلوا الفجر جمَاعة ومن خلصوا بدوا يلمون العزبَة ..
بَارق وعينه على الجوَال: نزلني عند الإسطبل يا اخوي
ألصقِر بدأ يسوق ومن وصل نزل بَارق بينمَا هو راح للبيت وبلا ما يشتت رُوحه زيَاده دخل وكمل منَامه ..
عند بَارق الي دخَل على الأدهَم واعتلى ظهره بدون ما ينتبَه للأنثَى الي موجوده بالمكَان ..
السدِّيم ما أعَارت لوجوده أي إهتمَام وركبَت الوهَب وتقدمت وهي بتطلع من الاسطبَل وبجوارهَا بَارق الي على الادهَم ولأول مرَه يتلاقون ويجاورون بعض بلا همَس وكَلام وحتى نظَر ..
بَارق طلع وهو متوجه لوجهته الي أعتَاد عليها بهاليومِين ولا فكَر أدنَى تفكِير إن مُمَكن السدِّيم تتبعه ..
السدِّيم وبلا شعور منهَا صارت تمشِي خَلف الأدهَم وبدون ما ينتبه لهَا بَارق بدون أي أسباب حسّت ودهَا تعرف مسَاره لوين ..
بِين الجبَال وبِين إنعدَام البشَر وتحديدًا في وسَط البيت البسِيط الي تعمّه البسَاطه من كل طرَف,قَامت من المنَام بغير وقت صحوتهَا وابتدَت تحوس في كِثرة ملابسهَا الي أغلبهَا ما لبستهَا واختارت من بينهم مخور أبيض مطرَز بألمَاس وفضَة وفصوص كريستَال مخصر على جسدهَا,وتركَت شعرها على طبيعته غير إنها حطَت قسم منه على جهَة كتفها اليمِين وكسَت رقبتها بمزنط ذهَب وفيه فصوص لؤلؤ ولبست أقرَاط الذهب وعلى يدها اليمين بالسبَابه خاتمها الي ما تخَلعه وساعتهَا الي وررثتهَا من أمهَا,بعد ما تكحَلت وتعطرَت لبست شيلتهَا وهي تطَلع ومشاعرهَا بهاللحظَة ما تنوصَف مابِين خوف وتوتر ومابِين حُب وحمَاس,بدَت تخطِي خطواتهَا وهي لآخر لحظة متردَدة في قرارهَا ومن لقَت نفسهَا واقفه بِين الورود لفَت تنَاظر درب رجعتهَا ..
بَارق من أقبل على المكَان نزل من ظهَر الأدهَم بغير المكَان المعتاد وبدأ يكمَل خطاويه برجَله ومن شَافها واقفه ومعطيته قفاها بلا إدرَاك منه أبتسَم وهو يتجهَة ناحيتها ..
مِيرَال كَانت سَاهيه وتهوجَس بالرجوع والترَاجع ولا حسّت بخطاويه وراهَا ولولا ما حَط يده على كتفهَا ما حسَت فيه ..
مِيرَال شهَقت بخوف ولفَت ..
بَارق ناظرهَا وهو لازَال مبتسَم,كَان زينّهَا هالمرَه مختَلف مايدرِي هي بكَل مره تزيّن ولا لأن زينتهَا هالمره له: بسم لله عليك وبسم لله عليك من أتفه أوجَاعك
مِيرَال أحنَت رأسهَا من الحيَاء الي مرّهَا: لِيه ما حسستنِي بجيتك زي ماطلبتك وحتى الأدهَم ماهو هِنا؟
بَارق: بغِيت اتأكد من وجوَدك بالأول خفت أجِيبه هنا ولا عاد يرضَى يرجع بدون شُوفك
مِيرَال رفعت رأسها وناظرَت عيونه: يعني أنت كِنت بترجع لو ما لقِيتني؟
بَارق: قلت لك لو رفضتِي ماعليك شرهَات لكن ماكِنت بطلع من هالنعِيم بدونك
مِيرَال ضحكت لا إرَادي ولا أنتبهَت لعيونه الي أكَلت كل مافِيهَا ..
بَارق: عسَى هالضحكه ما تفارق محياك أبد
مِيرَال أستحَت وصَدت: أي وين بنروح؟
بهالأثنَاء تحديدًا كَان كِل الي يدور تحَت أنظَار السدِّيم الي ما قدرت تتحرَك ولا تنطَق بأي كِلمه غِير الصمَت الي أنتشلهَا ومن شَافتهم بدو يمشون بقربها ترَاجعت للخَلف ورجعت للوهَب وبدت تمشِي بدون ما تدرِي لوين لكن كِل الي يجول بعقلهَا مكَان ابعد من هِنا ..
بَارق بدأ يمشي بجنبهَا: نروح للأدهَم وبعدها أنتي قولي وش ودَك تجربين في أول يوم لك برَا النعِيم؟
مِيرَال تنهَدت وناظرته: مدري وش ودِّي مو على أساس ما راح تحسسنِي بغربتي من الحِين بديت أحسهَا
بَارق ضَحك وألتفَت لها: أجل خلي كل شيء علي
من وصلوا للأدهَم ضَلت مِيرَال تلاعبه لِين ما وقف خلفهَا بَارق وصار قلبهَا يخَفق من قربه الزَايد ..
بَارق: ما ودَك تعتلِينه وتخلينا نمشِي؟
مِيرَال هزت رأسها بتوتر وتقدمت ناحِيتها في محَاولة ركوبه ..
بَارق مسكهَا من خصرهَا ورفعها وهو يركبهَا أما مِيرَال توسعَت عيونها من مسكهَا ..
بَارق ركب بخلفهَا ومسَك اللجَام وصار يحركه أما مِيرَال كانت تحس بحرَارة مو طبيعية وطول الطرِيق وهي في صمَت ..
بَارق من بدأ يشوف مدخل الديره تكَلم وهو يكسَر الصمَت: مستعده ندخَل؟
مِيرَال ألتفتت علِيه وصَار قربهَا من صدرَه أقرب من السَابق ومن زود التوتَر ما قدرت ترَفع رأسها: ا ا اكيد ..
بَارق وعيونه عليهَا وهو يتأمل لمدَه,أحنى رأسه لاجل يصير بقرب رأسها وهمَس: شيلتك .. ارتفع عنهَا وشد اللجَام ..
مِيرَال توسعت عيونهَا من قرب وكَانت تحَس من زود الحيَاء قلبها بيطلع من مكَانه,رفعت يدها وهي تعدَل شيلتها وتتلثَم وتناظر في الطرِيق ..
من دخلوا الدِيره كان حِينهَا الشمَس مستقرَه في السمَاء وبدأ بعض أصحَاب المحلات يفتحون محلاتهم والبعَض توه يطلع من المسجد والبعَض قاعد امام عتب المنَازل,أستشعرَت مِيرَال نظرَاتهم عليهَم وكَانت في قمَة التوتر ..
بَارق وهو مبتسَم: لا تتوترِين عادي خليهَم يناظرون
مِيرَال هزّت راسها بصمَت وبدت تتمتَع في البيوت والمَاره والحيَاة المختلفه عن حيَاتها .. أشرت على مجموعة أطفال يلعبون كوره: هالمنظَر طبيعي محد يخَاف على خروج عياله بهالوقت؟
بَارق أبتسَم: الي تشوفينهم مو مُجرَد أطفال
مِيرَال بعدم فهم: كيف يعنِي؟
بَارق ضحك: هذولاء أحسن من العسَاكر والمخبرين, إذا تبين علوم اي أحد في الديره بس اسألي واحد منهم ولا تخافين مايحتاج اهلهم يخافون عليهم لانهم يخوفون ما يخافون
مِيرَال ضحكت وهي لازَالت تناظرهم: كل ذا يطلع من ذا الصغَار الأبرياء
بَارق: كل ذا وأكثر .. أشر على وحدَة طالعه وقدامها طَاوله وعليها أحجَار وأصداف وشكلهَا يكّش منه الجسم لكن تطَالع المَاره بإبتسامه ..
بَارق: تشوفين ذي الي هنَاك؟
مِيرَال بدت تنَاظرها: أي بس وش الي قدامها وليه قاعده لحالها ومحد حولها؟
بَارق: هذي يسمونها أم عفاس ويقولون إنها تقرأ البخَت والمستقبل
مِيرَال بإستنكَار: وهو في بشَر يعلم الغِيب!
بَارق هز راسه بالنفِي: لا لكن لا صارت جمعات للحريم تجي هي وقراشيعهَا وتبدأ تقرأ لهم
مِيرَال لفت وهي تنَاظر بَارق: وتتوقع الي تقوله لهم يصير؟
بَارق: محد يدري وحتى لو صار ماهو لانها تعلم الغيب وبعد يمكن تقول كلام ومايصير
مِيرَال: عادي نجرَب نقرأ؟
بَارق ضحك وناظرها: الليله ليلتك كل ما ودَك بتجربينه,نزل من الأدهَم وهو يثبته بعدين تقدَم وهو يناظر في مِيرَال: عارفه تنزلين ولا أساعدك؟
مِيرَال جَت بترفع طَرف لبسهَا لكن صدمتهَا يدين بَارق الي مسَكت يدها ..
بَارق ويده على يدها: مانتي في الفَلا يابنت,رفع يده وهو يمسك خصرهَا وينزلها
مِيرَال ناظرت فيه بحيَاء: طيب عطيني تنبيه انك بتمسك
بَارق ضحك ومشَى معها متجهِين لبسطَة أم عفَاس الي من شَافتهم مقبلين بدت تحوس في أحجارها والأصداف ..
بَارق: سلام عليكم ياخاله
أم عفَاس رفعت راسها وعيونهَا إحداهم بيضاء والثَانيه سوداء,رفعت اصبعها في وجهه وهي تأشر عليه ثم على مِيرال: أنت ولا هي؟
مِيرَال من شَافت عيونهَا دبّ الرعب في قلبهَا وتراجعَت للورَاء ويدها ماسكه طرَف ثوب بَارق وبهمس: كنسلنَا ..
بَارق ضَحك عليها ورجع يناظر أم عفَاس: كلنا؟
بدت أم عفَاس تلف قطعة القمَاش على الاحجَار والأصداف ورفعتها وهي تقلبهم بين يدينهَا وتحركهَم بقوه وهي تتمتَم ببعض الأشياء وعيونهَا مغمضَه .. طيحت القماش على الطاوله بقوه .. فتحت القمَاش وبدت تختَار من الاحجَار: أشوف فرَح فرَح .. ألتفتت لبَارق: يعمَك فرَح بس .. لفت على مِيرَال: انتي راح تحزنِين, رمَت الحجرَه واخذت وحده غِيرها وأسخَف منها: هذا هو .. هذا هو الي بيحزنَك واحد غريب أي غريب بيدخل حيَاتك بس نَاظرت في بَارق: بس بحياتك أنت مو غريب
بَارق كَان ماخذ كلامهَا في محمَل المزح والضحَك وحب يزيد الموضوع ضحك: وعن قلبي يا خَاله بيحَب مره ثانيه؟
أم عفَاس أنحنت وقربت راسها من الأحجار وهي تتمتم ثم رفعت حجرَه بوجه بَارق: قلبك فقد وبينَال
مِيرَال وبعد ترَدد كبير نطَقت: وهو صحِيح أني غريبه عن هالدار؟
بَارق أستنكر السوال لكن ما تكَلم ..
أم عفَاس رفعت صدفه صغيره: لا هذي هي بنت صغيره في حيَاة سوداء ماينعرف لا قديمها ولا تاليهَا بس مو غريبه من هنا اي اي من هنا
مِيرَال أستقبلت الإجَابه بعدم فهم لكَن حست بشعور مُرِيب مرَ في صدرهَا وبلا شعور صارت تتراجع للخَلف وكأنه برجوعها الشعور بيختفِي ..
بَارق دفع للعجوز وألتفت وهو يسحَب مِيرَال قبل لا تطِيح: ببننت علامك شفيك!
مِيرَال ناظرت في عيونه: هاه وشو؟
بَارق: كنتي بتطيحين مِيرَال وراك حجر!
مِيرَال لفت وهي تنَاظر تحت ثم رجعت تناظره: ما انتبهت اسفه
بَارق كَان ماسك يدها وما تركهَا: فيك شيء؟
مِيرَال هزّت راسها بالنفِي: لا بس كلامها غريب جسمي تقشعر ومرتنِي مشاعر سلبيه مدري كيف اقولك بس غريب
بَارق هز راسه بتفهَم: لا تفكرين فيه ترا ماهو إلا كذب ولعب عشان فلوس
مِيرَال تنهَدت وناظرته: والحين وش؟
بَارق بإبتسَامه: الحين نروح دكان عمو حسَن
مِيرَال أبتسمَت من إبتسَامته: ومين هو عمو حسَن ووش سالفته؟
بَارق بدأ يمشي معهَا ويدها بيدَه: زمان إذا أبوي هاوشني وزعَلت اركض واحسب اني كذا أنحشت وهربت وأبوي ماراح يهاوشني لا رجعت لانه نسى
مِيرَال ضحكت: اهم شيء مقتنع
بَارق ضحك وهز رأسه: اي وكنت عشان احاسب ابوي اروح لهالدكَان واشتري واشتري واذا جاء وقت الحساب اقول ابوي راسلني وقايل لي بعد الصلاه بيعطيك الحساب
ميرَال ضحكت زياده وناظرت فيه: وياعمري ابوك يطلع من المسجد ويحصل نفسه مديون من حيث لا يحتسب
بَارق: بالضبط ووش هو الدين؟ بطاطس وحلاو وعصير
مِيرَال: يالله اهم شيء مقتصد ما فلسته
بَارق: لا بالله كنت اشتري لي واشتري لعيال الحاره
مِيرَال ضحكت وناظرته: يعني عَاق بس كريم
بَارق هز راسه وضحك: محد كَامل
مِيرَال رفعت راسها وهي تقرأ لوحة الدكَان القديمه والي تابعه لمحَل صغير: ووصلنا موقع جرايمك
بَارق ضحك ودخَل معهَا وهو ياخذ له ولهَا الاشياء الي يحبهَا والي كَانت عباره عن بسكوت مثلثات ومربعات وبسكوت ابو ولد وعصير راني حبيبات برتقال وشاني قزاز وشبس كوكتيل الازرق والأحمر مع فشفاش,وتقدَم للشَايب الي قاعد ويناظر بالجدَار وهو يحطهم على الطاوله ..
أما مِيرَال كانت طوال الوقت تنَاظر في الرفوف والبضَاعه ..
بَارق: كم الحسَاب ياعمّ
الشَايب كان أعمَى ورغم ذلك كان يتحَسس فيه يده ويحط الاغراض في الكيسه: حسابك ٢٥ ريال
بَارق حَاسبه ثم التفت لمِيرَال الي من حسَت بنظراته تقدمَت ناحِيته: يعطيك العَافيه ياعمّ
الشَايب من سمَع صوتها حَس بانه مألوف: يا عمِي أنتي من السكان القديمين الي هنا؟ ولا قرايبك هنا؟
مِيرَال ناظرت في بَارق بعدم فهم ثم ناظرت الشايب: لا بالله ياعم ماني من هنا
الشَايب سكت وهو يحاول يتذكر الاسم: ما تعرفين احد ينقاله نوفه؟
مِيرَال وهي لازَالت مستنكره: لا بالله ياعمي مااعرف احد بهالاسم
الشَايب تنهد وهز راسه: يعطيك العافيه وبالعافيه واعذريني ادوشتك وخوفتك باسئلتي لكن حسّك وصوتك ذكرني باحد قديم ولا ادري ان كانه حيّ ولا ميت
مِيرَال ابتسمت بتفهَم: لا تشيل هم ياعمي ما ازعجتني وعسى ربي يجمعك بالي فاقده قريب, مشَت مع بَارق وناظرته: شفيك؟
بَارق كَان يفكر بكلام الشَايب ويربطَه مع كَلام أم عفَاس ومن نادته ناظرها وهز راسه بالنفِي: ولا شيء مستعده نروح نجرب أشياء طفولتي؟
مِيرَال: اكيد دامها الأشياء الي كان ابوك ضحيتها اكيد
بَارق ضحك وبدأ يمشي معهَا لين وصلوا لحديقه مقابل مدرسه,جلسوا الاثنين على احدى الكراسي ..
بَارق: زمان ماكانت هالمدرسه موجوده وكان في بيت كبير وكنت اقعد هنا اكل واناظر في عيالهم واتمنى ربي يرزقني حياتهم
مِيرَال ناظرته: وليه تتمنى حياة غير حيَاتك
بَارق ناظرها ومد لها احدى الشبسات وهو اخذ نفسها وفتحه: لا يغرك وضعِي الحين ترا طفولتي ما كَانت سهَله .. أنا الطفل الي يقارنون بينه وبين أخوه الكبِير ولو ايش ما يسوي مايصير مثله ولا ينال إعجاب أهله وأنا الطفل الي أبوه يقوله ليتك ما صرت ولدي ..
مِيرَال حستَه يتكلم والألم للحِين مارَاح ولا تنَاساه: الاباء يحكون أشياء ما يثمنوهَا
بَارق كان ياكل ويتأمل في المدرسه: ولهالسبب لو كتَب الله وصار عندي ضنَى ماراح أصير له أب مثل أبوي لاني أبي أكون الاب الي مايحكي بدون حساب لكلامه والي ما يجرح ولده بدون ما يحس او حتى الي يضربه عشانه مزح مع اخوه الكبير ابي أكون اب عَادل
مِيرَال أبتسمَت ومسَكت يده: وأنا واثقه راح تكون أب مثالي لعيالك المستقبلين
بَارق ناظرها وضحك: وكيف تعرفين؟
مِيرَال: بكل بسَاطه محد بيعيش غرِيبه شعور السعَاده هذا إلا لانه شخص حنون وكويس والشخص الي يسوي كذا ماعليه اي شك بكونه راح يكون اب مثالي لعياله
بَارق أبتسَم: ان شاءالله,يلا كليي
مر الوقت بينهَم وهم ياكلون وبَارق يشاركها تفَاصيل طفولته ومِيرَال تضحك على مواقفه ..
بَارق وبعد ما خلصوا كل الي بالكِيس: يا ان ذوقي حلو يا ان سواليفي كثيره ومن كثرها حتى الاكل خلص
مِيرَال: الاثنين بس الاثنين حلوين
بَارق قَام وقومهَا معه: سمعتي مني الكثِير وما سمعت منك شيء
مِيرَال بدت تمشي معه: وش احكي ما أعرف أشياء كثيره عن طفولتي وبعضها ما أذكرهَا
بَارق: احكي الي تتذكرينه
مِيرَال: أعرف أني في يوم من الأيَام تهاوشت مع ولد كان يتنمر علي دايم بكوني ماعندي أب ومحد يدري منهو أبوي ويردد اني بنت بدون اصل ..
بَارق كان ينصت لها وعيونه عليه: قولي انك كفختيه
مِيرَال ضحكت وهزّت راسها: أي وقتها طلعني عن طوري لانه مو مثل مايقول صحيح مدري من أبوي ولا شفته لكن ماني بدون أصل ومعي هويتي وما تحملت انه يعتبرني بدون اصل وبنت حرام وفركت وجهه في التراب ولك ان تتخيل اني قاعده فوق راسه وأشد شعرها على الارض
بَارق ضحك: بعدي والله ويستاهل اكثر وزود
مِيرَال: لا تفرح كثير النهايه حزينه لانه ما تحمل الي صار له وثاني يوم حشرني مع عيال عمه وكل منهم ماسك فراوله وبالغصب يحشرونها بفمي
بَارق وباستنكار: وليه فراوله؟
مِيرَال: لانه يعرفون انها تسبب لي حساسيه ووقتها الكلاب يرددون يلا موتي يلا
بَارق بعصبيه: لعنه وهذولا وين اهلهم عنهم!
مِيرَال رفعت كتوفها: الله واعلم لكن لسوء الحظ ما مت رغم ان موتي يتمنونه كثير ويمكن اولهم ابوي الي مجرد ما سجلني بالنفوس اختفى ..
بَارق ما كان يدري وش يقول وبدون ادراك طلع منه:لا تحكين بهالحكِي أنا ما اتمناه ولو الاقي الي يتمناه قتلته بيديني
مِيرَال أبتسمَت وناظرته: أيي والحين وين؟
بَارق ابتسم من شَافها أبتسمَت: لا تفارقك, ما حكيتي لي عن أمك؟
مِيرَال تنهدَت: كانت أحنّ أم في هالدنيا كلهَا وتعلمت منها الكثير تدري؟ حتى الشعر وحروفي الي تقول أنها صدمتك تعلمتها منهَا وقت الي كانوا الأطفال يلعبون غميضه أنا كنت أتعلم الكتابه والشعر ووقت الي الأطفال يشترون من البقاله أنا كنت أشتري الكتب وادرس ووقت الي البنات يتفاخرون بالملابس أنا كنت أعتني في أمي وأرعاها
أبتسمَت ومرَت الدموع في عيونهَا: تدري؟ عيوني ما شَافت الي أجمل من أمي انت تقول اني مالكه الفصَاحه والجمال لكن أمي ملكت كل معايير البهاء في هالدنيا الواسعه كانت تنام على جوع عشان أنا أشبع وانال كفايتي وكانت تبيع ملابسها عشان توفر لي لبس لكل عيد امي عظيمه وكثير
بَارق أبتسَم ورفع يده وهو يمسح بابهامه الدموع الي نزلت على خدها: الله يرحمها,الي مثلها ما ينبكي عليه ابد
مِيرَال مسحت عيونها وناظرته: والحين وين وجهتنا؟
بَارق: لبيتنا
مِيرَال والصدمه في وجهها: ووش!
بَارق: اكيد امي صحَت الحين وتدورني
مِيرَال بعدم فهم: اي طيب انت روح أنا ليه اروح؟
بَارق: لان راح تستانس على وجودك
مِيرَال: ماراح تستانس وهي ماتعرفني غير كذا ابوك هناك لا لا غلط ماينفع
بَارق مسك يدينها: مافي شيء غلط ولا تخافين ابوي مو هناك ولا راح يجي لين المساء
مِيرَال وعيونها بعيونه: ولو قالت لك من ذي!
بَارق: لا قالت أفكر بالرد بس الحين بنروح
رجعوا الاثنين لعند الأدهَم واعتلوا ظهره وهم متوجهين للإسطبل وما يدور بينهَم إلا الصمَت وأفكار مِيرَال وشعورهَا بعدم الرَاحه ..

أنت تقرأ
أنتي قصّيدة غزل لاجيت أبكتبها // أغار من واحدٍ يتخيل أوصافك
غموض / إثارةياللي علينـا بالمحبـه تغليـت يالله توكـل رافقتـك السلامـه لاتحسبني بتبعك كـان صديـت ماتبعك دام الراس وسطه كرامه من صد جازيته بصده وصديـت ومن يتبع المقفي يقل احترامـه وكانك نويت تذل هالراس اخطيت والله لتبطي مانزل مـن مقامـه انا ترى لاقفيت ياهيه اقف...