اَلأُفُـقْ المَجهُولْ

14 1 0
                                    

          تَجْـرِي  الرْيَـاحُ  بِمَـا  شَـاءَ الإلـهُ لـها ،
  
             للـهِ نحنُ ومَوجُ البَحرِ و السُفُنُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل تدرون حينما يكون الشخص الذي أمامكم شخص دخل حياتكم بشكل لا ينفصم؟ ذاك الذي يحمل بين ضلوعه قلب رقيق وهو عاطفي وعفوي ولكن يستطيع فهمك بعمق يفوق التصور كما لو كانت صفحات مفتوحة عقلٌ حكيم تلك هي المعضلة والنعمة في آن واحد
__الكارثة أن يجتمع عقل ناضج وقلب عاطفي في جسد واحد__ ʚ الشاعر نزار القباني ɞ

مزالت جمانة تتوقع ردة فعل كما لو كانت أي ردة فعل لأي صديقة أخبرتها صديقتها أنها ستسافر وليس للتجوال و إنما سفر دراسي سيكون الأبتعاد طويل ومحتوم ولكن
تصنمت ندى في مكانها و سقط فاهها تنضر إليها بعيون مفتوحة وهذا ماتوقعته أساسا حتى قفزت نحوها تعانقها بشدة فبادلتها أخرى
" يا إلهي.. تركلين الكرة باتجاه شبكة مجددا "
ثم أضافت بعدما ابتعدت عنها
"مرة أخرى تصيب صديقتي قرارها.. فتحتي بابا جديدا على مصارعيه"
و هذا مالم تتوقعه الأخرى.. ياربَّ السموات كيف لشخص أن يستبشر خيرا لكل شيء يحصل له حتى عند الفراق وهنا جمانة من علت بإبتسامتها وعانقتها بقوة بعد ماضنت أن مشهد اليوم سيكون حزينا
ستشتاق لها ...

                       ~~~~~~~~~~~~~

|المنزل . الساعة 20:19 |

وضعت هاتفها عندما إنتهت من إرسال رسائل الوداع لأساتذة الفقه والعقيدة و أستاذة التفسير والقرآن تقول فيها بأنها لن تكون حاضرة في المرات القادمة لإنها ستسافر وأخبرتهم بأنها ستعود بين العطلة و العطلة لزيارتهم
وودعها الجميع يتمنون لها التوفيق والنجاح...
ثم استقامت تعدل بيجامتها الوردية وتفكر فيما سيحدث بعد سفر فكرت بكل شيء تقريبا أين ستعيش ومع من وأي جامعة وكيف ستكون... لم تتخذ قرارها عبثا بل كان بتفكير كل شيء في حياتها كان منظم ومخطط له من البداية كانت فتاة تحب التخطيط للأمور قبل التجربة تفكر بكل الإحتمالات ثم تتخذ الخطوة القادمة
وبعد أن مددت رقبتها جاءها إتصال فيديو. ابتسمت وفتحته وأردفت بالإنجليزية

جمانة: "السلام عليكم, كيف حالك أسماء عساكِ بخير"
أسماء تقترب من الكاميرا: "بخير بخير يا جميلتي إذا هل حقا ستأتين لأمريكا"
جمانة" وصلك الخبر وهو طازج إذا "
أسماء وهي تغمز : "تعلمين, أي شيء يحصل يصلني بسرعة "
جمانة: "يا إلهي, لديك أذان على جدران بيتنا... لولا علمي بأمي لقلت بأنك عرافة...
نعم سأكملها بإذن الله هناك في أمريكا"
أسماء: "جيد إختيار صائب. ، أخبريني إذا إستصعب عليك شيء بخصوص أي جامعة ستدرسين أو الإقامة .."
ثم فتحت أسماء عيناها تذكرت لتوها السؤال الذي اتصلت من أجله " أوو، صحيح أي جامعة ستدرسين؟ سأخبر زوجي ان يبحث لك بخصوصها و سيدبر لك شقة قريبة منها أو يسجلك في الإقامة... أو ماذا تريدين بضبط! "
جمانة: "لا، لاداعي وفرت كل شيء الحمدلله بقي فقط ان أشتري حجابات وبعض الاحتياجات أكثر... سيصعب علي ان احصل هناك هذا وفقط كل شيء جاهز"
أسماء:" إذا الحمدلله إذا أردتي أي شيء إتصلي بي. حسنا "
جمانة: "حسنا عزيزتي، لاتقلقي، سأنزل للعشاء مع سلامة"
أسماء: "مع سلامة، راسليني بعد قليل"

Jumanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن