أحتَوى السوَاد دنيَاها وعمّ الغَم في كَافة الاتجَاهات,صَارت تمشِي في سرَاب بدون أدنَى إدرَاك وبلا أي وعِي,توقعَت أفعال كثِير لكن ولا واحد من بينهَم ينَص على "خيَانتهَا" من صدمتهَا عقلها يأبى التصدِيق وقلبهَا عَاجز عن الإنهيَار ..
تمشِي على ظهر الوهَب بنص الطرِيق الوعَر وعيونهَا مليانه بالمدَامع الي غزتهَا ..
طلعت من قدَامها سيارة سوداء وكَانت تضرب البوري ..
السدِّيم كَانت في عَالم يختلف عن هالواقع ولا منتبهه للي قدامهَا ..
تقدمت السياره وهي لازَالت تضرب البوري وتكبس لهَا,وقف السياره من صَارت قدامه ونزل الشبَاك وهو يطلع منه بغضب: ما تسمعين يعني!!!
السدِّيم فزت ورفعت رأسها وهي عَاقده حاجبينهَا: لا تعلي صوتك!
تكلم وهو يناظر فيها: طيب اطلعي عن الطريق مانتي في سياج الإسطبل
السدِّيم: ما ابي اطلع طيب شعليك مني!
ضحك بسخريه وناظرها: ماعلي فيك بس ابي امشي وان كان ماتبين تموتين وخري عن قدامي
السدِّيم شمقت له وبعدت عن قدامه وضلت تمشي لكن فجاءه صارت تحس بنور سياره من وراها .. لفت وكَان ذات السياره بخلفها تكبس ..
ناظرها وتكلم: وين بتروحين انتي ترا الطريق وعر ومافيه احد وخالي درب الديره عكس ماهو هنا
السدِّيم تكلمت بدون ما تناظره: اعتقد مالك دخل
مَسح على دقنه بيده: ياربي وشذا النهار,رفع راسه وهو يناظرها: ارجعي يابنت الناس ولا تحديني على شيء ثاني
السدِّيم ناظرته بطرف عينها وضحكت: لا تكفى خوفتني
نَزل من السياره وسحب لجام الوهَب عن يدها بقوه وناظرها: بترجعين ولا أرجعك بطريقتي؟
السدِّيم توسعت عيونها بصدمه: هيي أنت مين مفكر نفسك! تراك ما تدري مع مين تحكي!
مشَى بالوهب بدون ما يرد عليها ..
السدِّيم مسكت اللجَام بيدينها الثنتين وبدت تحاول تسحبه بكل قوتها وبلا سَابق انذار طاحت عن ظهر الوهَب و التوت رجلها,صرخت بألم ..
تركت اللجَام وتقدم ناحيتها وانحنى وهو يمسك رجلهَا: هذي نهاية العناد يا عنيده
السدِّيم بعدت رجلها عنه وتعورت أكثر وصرخت: مالك دخللل فيني وبعد عني لو سمحت
ناظرها وببرود: متأكده أبعد؟ تراك مانتي عارفه تمشين وبتقعدين هنا طول اليوم ويمكن ايام لان احتماليه مرور احد من هالطريق ٥٪
السدِّيم سكتت وهي تفكَر في كلامه ثم رفعت رأسها وهي تناظره: أعطيني جوالك
قام وعينه عليها: قلت لك إما مساعدتي ولا اقعدي هنا .. واذا تحسبين ما طرا في بالي ادق على اهلك ترا غلطانه لكن الجوال مخلص شحنه
السدِّيم تأففت: خلاص بجي معك بس الوهَب كيف يجي؟
ناظر في الخيل وعقِله وكأنه يعقل ناقه و ركبه في صندوق السياره, رجع للسدِّيم ومد يده: حلينا مشكلته باقي مشكلتك ..
السدِّيم حاولت تقوم بدون ما تمسكه وماقدرت ومسكت يده وقامت بصعوبه ..
صَار يمشيها للسياره ومن ركبها ركب مكان السائق وبدأ يمشي للديره في صمت وسكوت ..
السدِّيم: لا تحسب علو صوتك وقلة تربيتك ذي تغفر لك ماراح تعدي على خير لا انت ولا تصرفاتك
ضحك عليها ولف يناظرها: تهديدك يخوف حيل تصدقين لكن اعلى مافي خيلك اركبيه
السدِّيم صدت ولفت ناحية الشباك وبهمس: بتشوف
بدأ يمشي ووقف سيارته مقَابل بيتهم: انزلي يابنت فيصل
السدِّيم ناظرت في البيت وتوسعت عيونهَا من سمعت كلامه,لفت تناظره بسرعه: من وين تعرفني!
تكلم بدون مايناظرها: ومين ما يعرف الجسوره الي تعتلي الخيل بنص الديار؟
السدِّيم ضحكتت بسخريه: صادق منهو الي ما يعرف بنت العزّ .. نزلت من السياره بصعوبه لكن ما قدرت تمشي على رجلها ..
ناظرها وعرف انها بحاجة مساعده ونزل وهو يتقدم ناحيتها ويحط يدها على رقبته ويمشيها لين دخلها البيت ..
السدِّيم بعدت عنه وسندت نفسها على الجدار: لهنا كافي اطلع وسكر الباب ولا تنسى ترجع الوهَب لمحله
ناظرها باستصغار: لا تحسبيني شغال عندك بفك اللجَام واخليه عند باب بيتكم ان كان بغيتي خلي حد يرجعه لك ماني ملزوم لا فيك ولا فيه .. طلع وسكر الباب وبالفعل ركب السياره ومشى بعد ما ترك الوهَب ..
السدِّيم ناظرته بقرف إلى ما أختفى عن نظرهَا وبدت تضرب الباب بيدها بقوه لعّل أحد يستمَع لحسها ويطلع ..
"بمكَان ثاني وتحديدًا في بيت أبو ألصَقر"
فزّ من منَامه وهو يمسَح بكف يده وجهه الي كان مغطى بالعرَق,عقد حاجبينه وهو يسمِي ويذكر رب المخَاليق ..
صدَر صوت من برا الغرفه وقام ألصَقر من الغرفه وهو متجه لمصَدر الصوت,مسك الكأس وهو يمليه بالمويه ويمدَه لأبوه الي كان يسعل وراء بعض: سمّ بالله يبه
أبو ألصَقر رفع يده الي عَلامات الكُبر تركت أثرهَا فيها مابين التجاعيد ومابين العروق الي أستحلت يدينه حاوط الكوب بيده الهزيله وشرب الماء بعد ما ذكر أسم الرحمن,ناظر في ولده وتكلم بنبره مقَت: مانيب مرتاح في هالمكان يا ألصَقر نفذ الي عليك وخلنا نخلص من هالبلاء
ألصَقر أحنى رأسه وغمَض وهو يستذكَر السبب الكبِير وراء جيته للديره تنهَد وناظر في أبوه وهو يترَك يده فوق يد أبوه: أبشر يبه بس مافي شيء يجي بالسَاهل ما أنتظرنا كل هالسنين عشان نترك شيء ناقص خلني أدرس كل خطوه وخطوه وتطمن ماهو صاير إلا الي تبيه وأفضل
أبو ألصَقر فار دمَه من سمَع "أدرس" ودفع يد ألصَقر بعيد عنه: وش هو الي باقي تدرسه؟,تدرس سبايب موت أمك ولا الظلم الي عاشته هنا وش باقي مالك به علم ولا تبيني أذكرك وش نلنا من هالدَار وظالمينهَا؟
ألصَقر أتخذ من الصمَت رد وأكتفَى بتنهِيدة طلعت من جوف صدرَه ..
صَد أبو ألصَقر ورفع المخدة من على السرِير وهو يسحَب صوره قدِيمة أطرافها مشققه وألوَانها باهته لكن لازَالت تتضَح الأنُثى الي فيها,أُنثى مملوحَة ماهِي بحَاجة مدِيح لاجل تثبَت حلاهَا أُنثى شعرهَا المذَهب كَاسي متونهَا وزَايد ملامحهَا الهاديه جمَال بين ذرَاعها رضِيع بالمهَد محاوطته بيدهَا الي عليها سَاعة بَارزة مزينه بالجَلد وفصوص الألماس,مسح أبو ألصَقر بأنامله على الصوره وأكتفى بتأملها بحزن ينهَال من عيونه: ترا الي ما يأخذ بثأره يا ألصَقر ماهوب رجال
ناظر ألصَقر في الصوره ومرَت بسمَة على مُحيَاه بسمَة أعلنَت نار الثأر في جوفَه وثبتت غصون القضية في دماغه بسمَة تخللته بحزن,حط يده على كتف أبوه ونطَق: أجهز يابو ألصَقر ميعاد الفرح قريب ماهوب أنا الي أترك الثأر بلا أخذ أنا ذاك الشَبل الي من ظهر أسد,قَام بعد ما تركَت حروفه جزء من الطمأنينة والسكون في صَدر شَايبه,رجع للغرفة وهو يستعَد لبداية يومه الي يجهَل وش خبَاياه لكن يعلم وش الي عليه طلع من الغرفه بعد ما لبس الزّي الموحد للأطباء وخرج متوجه لدوامه في ذَاك المستوصف الصغير ..
في سيب طويل وضِيق ظهرت من بِينه بجَاذبيتها الكفِيله بجذب أنظار الحاضرين,نطَقت بنبرة صوتها الناعم: صباح الخير دكتور
أستوَقف ألصَقر الصوت النَاعم من ورَاه وتكلم دون ما يوقف: وعليكم السلام,كيف كان الطوارئ امس؟
نطَقت بنبرة ثقه كاسِيه صوتها النَاعم: هقيتك راح تسأل عني على ماقلت لكن الحمدلله قدرت على شقى الطوارئ
ألصَقر هز رأسه بهدوء ووقف وهو يضغط زر المصَعد ويناظر فيها لثَانيه كفيلة بإبلاغه إنها رغم جراءتها جمِيله: أجل بتكونين قادره على روتيشن الصباح
هزت رأسها وركبت معه بالمصعد ومر الوقت وهم يتطمنون على حَال المرضى المتواجدين مابِين فحوصات روتينية ومابِين أفكار ألصَقر بخطوته الجايه ..
"بمكَان ثاني وهالمره خَارج الديرة"
نَايف غَارق بين بعثرة الأورَاق ويدور بعض الملفَات,ظهر من خلفه صوت إستفزازي نطَق بنبرة إستهزَاء: شكلك مانت قادر على المرافعة
ضَحك نَايف بثقه وأستقَام بوقفته وألتفت لمصَدر الصوت وهو يشوف جسَد عريض لذكر ملامحه حَاده: لا بالله قادرين وواثقين لأن ما يربح غير صاحب الحق ولا؟
تقَدم عزّ ناحِيته حتى وقف قدامه: تلعب بالنَار بيدَك ونهاية اللعب بتحرق يدك أنتبه
نَايف أبتسم ببرود عكَس المشاعر والرغبات الي بداخله: عز الله ضلع التغطرس دوم في عديمين السلوم,رفع ساعته وهو يشوف إن الوقت على وشك يبتدي مشَى من جنبه وطَلع من دون ما يحكِي وتوجه للجلسة ..
بعد مرور ما يُقَارب ٤٥ دقيقة في جدَال محتدم بين الطرفين وفي محاوله لإثبات أحقية وصوَاب كل منهم عمّ الصمت بعد ما رفع القاضي مطرقته وهو يطرَق على الطاوله ثلاث مرات مُعلن نهَاية الوقت لكل منهم سيطر الصمَت على المكَان حتى أدلى القاضي بحكمة الي أفاد بنجاح قضية نَايف الي أبتسم بثقة وألتفت صوب عز الي تجهَم وجهه من الغضب والقهَر ..
تقدم نَايف ناحيته ونطق بثقه: أسمع وخلها عبره تعتبر بها
دامك غشيم وكل من حولك غشم لا تعترض سكة قويين العزوم
عز شَد قبضة يده وطَلع من المكان بينمَا الشايب توجه لنَايف بوجه بشوش: الله ييسر لك ويوفقك ويرزقك حتى يرضيك مثل ما فرجتها علي ياولدي
نَايف أبتسم في رضا تام: ما سويت إلا الواجب والي لازم
أنت تقرأ
أنتي قصّيدة غزل لاجيت أبكتبها // أغار من واحدٍ يتخيل أوصافك
Bí ẩn / Giật gânياللي علينـا بالمحبـه تغليـت يالله توكـل رافقتـك السلامـه لاتحسبني بتبعك كـان صديـت ماتبعك دام الراس وسطه كرامه من صد جازيته بصده وصديـت ومن يتبع المقفي يقل احترامـه وكانك نويت تذل هالراس اخطيت والله لتبطي مانزل مـن مقامـه انا ترى لاقفيت ياهيه اقف...