الفصل الاول

175 8 54
                                    

رائحة النبيذ منعشة كالعادة

كان من المقرر ان انتهي منذ نصف ساعة
كأس ، كأسان ، ثلاثة كؤوس ، زجاجة .

انجرفت واخذني الجشع وانا الآن عاجز عن المشي كالشخص الطبيعي
مهلا

منذ متى كنت شخصا طبيعيا ؟

أنا لست حتى بشريا ولا اعلم أصلا من أكون .
كل شيء مشوش من حولي وأنا أحاول استجماع قوتي لاتوازن .
لكني ضائع اكثر من اي وقت مضى ولهذا اتيت للشرب .
أردت ان انسى الماضي لثواني فهاهو الان يلاحقني في كل ذكرياتي
لامكان ولا هوية لي وكاني تواجدت من العدم دون أحقية .
يكفي هذا .
علي التوقف عن نبش الماضي فدائما ما اخسر امام افكاري .
نعم افكاري .
سجني الابدي الذي مهما فعلت او قلت لاازال انتهي مهزوما امامه في نهاية كل طريق اسلكه .
وكأنه مقدر لي ان اعاني في هذا العالم المجنون .
كل شيء تغير للاسوء بطريقة ما .
أفضل أن أكون في سريري نائما بدل التعامل مع هذه الفوضى .
صوت الموسيقى عال ولا يطاق .
المجانين في كل مكان .
الرائحة نتنة وكان احدا ترك جثة لتتعفن هنا
. نلت كفايتي انا راحل

...
...
...

نهظت من مكاني متزعزعا ، و كأنني كنت ملتصقا في الكرسي بل و كأن هناك ما يجعلني التصق فيه

صداع راسي زاد اكثر من أي وقت مضى

. أستطيع الشعور بدمائي تغلي داخل اوردتي .
لا
علي التحكم بنفسي .
أراهن انني أبدو كارثيا الان ، لكن لا أهتم ، فأولى أولوياتي هي الخروج من هنا قبل أن أفجر دماغ أحد الحمقى الذين يأبون تركي أشرب بسلام .

خروج الهواء ودخوله الى رئتي فوضوي كالشارع الرئيسي من المدينة خلال يوم الأحد .
أستطيع سماعكم هناك تتهامسون من وراء ظهري .
"قصير جدا" .

انتم محظوظون أنني لم استدر بعد والا ركلت احدكم عبر النافذة .
استدرت يمينا ويسار أحاول- اووه وأخيرا وجدت الباب ، نسيت تماما من أين دخلت لكن انتهى هذا الكابوس الان .
بضع خطوات تفصلني على المخرج .
...

أو هذا ماكان يجب ان يكون عليه الامر قبل أن يصطدم احد بكتفي ويسقطني على الارض .

تنفس ... اهدا ... تحكم بنفسك .

الامر لا يستحق ... انه حقا لا يستحق
.
نهضت من الارض بصعوبة ، لا اعرف كيف لم افقد اعصابي بعد .

لاكون صريحا ، حسنا لقد فقدتها بعد ان زاد ذلك الابله الطين بلة واعترض طريقي على الخروج مدعيا انه علي الاعتذار منه ، كيف بحق السماء علي أن اعتذر وانت من اصطدمت بي ؟

 ' وَرقةُ خَريفٍ 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن