---استوطن الأرق جفوني، واغتال النوم بكل قسوة، تاركًا لي ليالي طويلة من التفكير العميق.
بحثت عن الهدوء في كل زاوية من ذاكرتي،
محاولًا استرجاع لحظات السلام الضائعة.
أحاول أن أهرب من همومي المتراكمة،
ومن شعور الذنب الذي يلاحقني كظل لا يرحم.
أشعر وكأنني ارتكبت جريمة لا تُغتفر، والآن؟
يرتفع صوت داخلي يصرخ بالحنين
إلى الأيام الخالية من هذا العذاب.
أتوجه إلى مكاني الذي يطل على ليل هادئ،
باحثةً عن بعض السكينة في منظر النجوم البعيدة. لكن، حتى هذا الجمال الصامت لا يقدر
على تهدئة عقلي المشوش.
أحتاج إلى مهرب،
إلى لحظة من الصمت الداخلي، ولكنأفكاري ترفض التراجع.
فقط أريد من هذا الضجيج العقلي أن يتوقف، لأستطيع التنفس من جديد
يومي يمر بين عقاقير منومة بلا نوم،
وأدوية بلا جدوى.
اكتئاب يسكن عينيَّ،واسوداد يحيط بهما، وتأمل في عقارب الساعة،
ذلك الروتين البائس الممل.
أشعر بخطواتي الهزيلة تزداد ثقلًا مع كل خطوة، كأنما أحمل أعباء العالم.
دموع جافة، لا وجود لها، ويتساءلون:لماذا عيناك محمرة؟
شيء ما يزرع الخوف في أعماقي،
يخدر تفكيري، ينزع مني روحي بقسوة.
أريد أن أصرخ حتى تتمزق حبال صوتي،
لأبقى بلا صوت.
صوت داخلي يتردد كلما رأيت أي شيء حاد.
أعيش في عالم بلا إعلانات،
بلا ضجيج، فقط الصمت والفراغ.