الفصل الرابع عشر

316 24 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

مر يومان على آخر حادثة توقفت حكايتنا عندها وقد استقرت حياة الفراشة الصغيرة وأخوتها كذلك ، حيث عمِلت لدى سيدة كبيرة في السن في متجر الزهور برفقة حفيد تلك المرأه الطيبة ، ولكن أكثر ما يحزنها هو قلبها الذي وقع في عشق رجل لا يهتم لها ولا يبالي بها ، نعم لقد عشقت آريوس الملك الجبروت ، وكل يوم تلوم نفسها على هذا الذنب الذي اقترفته بحق قلبها ، إنه ذنب لا يغتفر ، ذنب الوقوع في عشق رجل متزوج ، ذنب الوقوع في عشق رجل لا يهتم إن كانت موجودة في هذا العالم أم لا ، دوماً ما تختلق الحجج و الأعذار الواهيه حتى تذهب الى قصره بحثاً عنه ، ولكن لا تجده مطلقاً ، حتى أنها تتسلل الى غرفته ، تبحث عنه في كل مكان من الممكن أن يذهب اليه ، ولكن دون جدوى ، وكأنه هو من يتجنبها ، هو من لا يُريد رؤيتها ، وعندما تبادرت هذه الفكرة الى ذهنها ثارت كرامتها ، و كبرياءها الذي انبها ، وعاتبها عقلها لتقسم على ألا تدخل قصره مجدداً

بينما ليا التحقت بأحدى مدارس السحر أما ريفن فمازال يعمل في القصر ، كانت حياتهم ساكنة وجميلة

وفي صباح أحد الأيام ومع إشراقة الشمس ذات الخيوط الذهبية تفتحت الأزهار و استيقظت الطيور لتنطلق مُحلقة في السماء
الزرقاء الصافية باحثتاً عن رزق صغارها وهي تعزف الحانها العذبة التي تضيف الى الصباح بهجة من نوع خاص ، و تُخبر الناس أن اليوم بدأ......

استيقظت الفراشة من النوم ونهضت متجهه الى الحمام وغسلت وجهها ويديها ثم خرجت لترتدي ثيابها التي كانت عبارة عن فستان يصل الى ما بعد الركبة من اللون الأبيض الذي تعشقه ويحيط بالخصر حزام من اللون البني وعليه العديد من الخيوط وحذاء طويل من نفس اللون وجدلت خصلاتها الكثيفة والطويلة بصعوبة وهي تضع على جديلتها زهور رقيقه وحملت حقيبتها ثم خرجت من غرفتها لتجد الهدوء يغلف المكان عندها علمت أنها أول من أستيقظ
اتجهت بخطواتها الخارج لتقوم بأول شيء أعتادت فعله كل صباح وهو الإطمئنان على أزهارها ذات الراحة الجميلة والألوان الزاهية حيث كانت الأزهار تملأ تلك الحديقة الصغيرة أمام منزلهم الدافئ

كانت منسجمة جداً مع أزهارها لتشعر بقبلة على رأسها يليها صوت ريفن الحنون وهو يقول :

" صباح الورد يا عاشقة الزهور "

التفتت اليه تحييه وهي تبتسم بأشراق قائلة :

" صباح الخير أخي ، هل أستيقظت ليا؟! "

" ليس بعد ، تلك الكسولة ايقظيها بينما أنا سأحضر الفطور...."

هزت رأسها بسرعة رافضة قبل أن تطبع قبلة على خده وهي تلتقط حقيبتها وتركض نحو الخارج مردده :

" سامحني أخي ، لن أتعامل مع تلك الكسولة لقد تأخرت كثيراً على الجدة روزا ، أراك مساءً لا تتأخر على العشاء وإلا سنتركك جائعاً حتى الصباح ، وداعاً....."

أميرتي المفقودةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن