"الحادي عشر"

89 3 0
                                    

بِين طَلاقة وجهه وسرُور عيُونه وصَل والسعَادة غَامرة رُوحه,كرَّ من شوفته للوهَب متروك عند باب البِيت نزَل من السياره بإستنكَار ومسك لجَامه وهو يأخذه للأسطبَل,رجع للبيت بعد ما قفل السياره ودخل المطبخ كأول مسِير ..
أبتسمَت وأستضَاء وجهها من لمحت زُوله: يا هلا بحبيب القلب والعين
نَايف تقدم وهو يبوس رأسها ويدينها: هلابك يابعد قلبه وعينه
الأم ناظرت في وجهه وأبتسمت: أشوف حبيب أمه في سعاده عساها ما تزول
نَايف هز رأسه: هالله الله الخاطر مستهَل وفرحان,قدرني الله ورجعت الحق لأهله وأصحابه
الأم أبتسمَت: الحمدلله ألف مره وعساك دوم في نجاح
نَايف: دام دعواتك موجودة بإذن لله النجاح مرافقنِي,سكت لوهله ثم نطَق: يمه بسألك
الأم ألتفت ناحيته: أمر يمه وش بغيت؟
نَايف والإستغرَاب ظاهر بنبرته: علامه الوهَب كان برا البيت؟
الأم تنهَدت: السدِّيم ضاق بها النفس وماقدرت ترجع فيه للأسطبل نزلت ترتاح وخلته عسى رجعته يمه؟
نَايف: ايه ايه لا تحاتين ردّيته محله بس شلونها عين أبوي؟
الأم: تقول بخير لكن قلبي ماهوب متطمن في شيء ثاني
نَايف مسك يد أمه: لا تحاتين يا أم نَايف أكيد أنها ضيقه وزَالت وان كان قلبك ماهو متطمن ترا أروح أكلمها الحين
الأم ناظرت في عيونه والخوف متضَح: اي بالله يمه تطمن عليها يمكن ماتبي تهرج لي لكن لو كلمتها تفتح أبواب صدرها لك
نَايف باس رأسها: أبشري هالحين بروح أشوف الي فيها
الأم ناظرت فيه لين ما طَلع ثم رجعت تكمل طبخها ..
نَايف رفع يده بنِية فتح الباب لكن أستوقفه صوت الشهقَات الي وصَلت لمسَامعه,ضرب الباب بيده بخفه وهو ينطَق: لا تبكين جعل الله يبكي من يبكِيك
فزّ قلبهَا من بين ضلوعهَا وأرتعَد,رفعت رأسها بسرعه وهي تمسَح بكفوف يدينها وجنها من الدموع الي أنسَابت عليه,ناظرت في نفسها لوهله,عيونها الوسَاع خذت اللون القرمزِي ورموشها الكثِيفه ذبلها كِثر البَلل وخدهَا تورَد من كثر المدَامع الي حلّت عليه,تنهَدت وناظرت في الباب: أدخل ياخوي
نَايف دخل وسكر الباب,تقدم ناحية السرِير وجلس على طرَفه: ماودك تحكين لأمي ومعك الحق لكن ماودك تحكين لي بعد؟
السدِّيم ناظرت فِيه لوهله وصَدت: وش الي أحكيه يا نَايف؟
نَايف رفع يده وهو يمسَح بظهر يدينه خدهَا: منهو الي نزل الدمع من عيون الرقِيق؟
السدِّيم أبتسمَت والدموع متجمعة بعيونهَا وعَادمة رؤيتها: من كِنت أدعي عسى الله يديمه
نَايف رفع يده وهو يحطها على كتفهَا ويربّت عليها بهدوء: ماهو كِل من وَالفه القلب أستحق مقعاده فِيه عدِيه غلطه قلم وأشخطيها
السدِّيم تنهَدت وغمضت تَاركه الدموع تطِيح:
أزرِيت بعد الطيحة أرجع وأستقيم
الظاهر أني مختلفة ماعدت أنا
نَايف ناظرها وقلبَه يتقَطع من شوفة الدموع الي تنهمَر: لا ياعِين أخوك ماهوب أنتي الي يهَدك أدنى مايصيب لا يا شقيقة الروح تراني سنَد وأسندك برمَش عيني بعد
السدِّيم أرتمَت بحضنه بضعَف ووهَن وأكتفت بالبكَاء بين ذرَاعه الي أحتوتهَا ..
نَايف حاوطها بأمان وهدوء ونطَق بهدوء: قولي إنه من عيال آدم ووالله ما تغمَض لي عين لِين يستوي هو والتراب واحد
السدِّيم توسعَت عيونها وشهَقت ورفعت رأسها وهي تنَاظره وتهِز رأسها بالنفِي: لا يا نَايف لا,لا هو من بني آدم ولا بنات حوَاء هو عقوبة الكريم وواجَب علي الصبر
نَايف مسح بيدينه مدَامعها وباس رأسها بقوه: وجَب عليك شيئين,الاول الصبر لأن كل ما يأتي العبد من الله إمتحَان من شعور ومن ظلم ومن جرح وكسَر كله اختبار من خلاّق البشر والثاني تقومين على حِيلك ورجلك وتكسرِين عيونه لانه ماهوب بأخت نَايف الي يهد عزومها أدنى العواقب وماهوب ببنت فِيصل الي تعجَز عن القومه بعد السقوط وإن كان مرَك الضعَف والوهَن كتفِي دونك طيحِي عليه لكن لا تطيحين بالقَاع وأنا هنا
السدِّيم كانت تسمع حروفه بإنصَات وتعض على شفايفها لاجل تمنَع الشهقات من الطلوع,ملاها الرضا والطمأنينة من حروفه الي فيها من الرَاحة كثير ..
نَايف ناظر فيها ثم قام من طرف السرير: أرتاحي ياعين أبوي أنا بغرفتي وإن كان بغيتي شيء دقي علي تراني موجود
السدِّيم هزت رأسها بالايجاب ونطقت بنبرَة فيها من الوجع الكثِير: لا تخلي أمي تتعب نفسها وتجي لهنا قولها تسكر على الأبريق ولا مني صحيت من المنام سخنته وشربته
نَايف أشر على خشمه بصمَت وطلع وهو يسكر الباب تَارك السدِّيم في عزَاء روحها ..
السدِّيم من سمعت صوت الباب أنسدحَت وغمضت وهي تستسلم للحزَن والبأس وتغرق بالمنَام ..
"في منزَل ثاني أجوائه تنَاقض البأس والحزن"
قَامت مستوهَجة بالرضَا والقبول طلعت من غرفتهَا وهي تشوف جنتهَا وأختها جالسين,تقدمَت وهَج وباست رأس أمها: يا سعد من صبَح ومسَا على شوفتك
أم رمَاح أبتسمَت برضا: ويا هنا من لها بنيّة مثلك
عُلا ناظرت في أمها بإمتثَال للزعل: شكلك نسيتِي إنك خلفتي بدَال الوحده ثنتين؟
أم رمَاح مرتهَا ضحكة على غِيرة عُلا وناظرت فيها: لا بالله وحده بالعِين اليمين والثانيه باليسار
وهَج جلست بجنَب عُلا: خلاص خلاص يالغيوره تراها تحبنا كلنا
عُلا أبتسمَت: أدري بها قلبها رهِيف يموت بغرِيب الدار كيف لا صَاروا أهله
بهالأثنَاء دخل عليهم بَارق ومَلامحه متغيره عن قبَل،الفرح الي كَان ظَاهر بعينه تبخَر والحِين فيه شيء من الإبهَام تعجز العين على تفسيره ..
وهَج ناظرت فيه: شرف العضيد
بَارق ناظر فيها وأبتسم وتقدم ناحيتهم وهو يقعد بجنبهم: هلا بأرواح العضيد وعيون بَارق وجنتَه
أم رمَاح أستشعرت الغربَه بصوته ونطقَت: بك شيء طَرِيف عجزت أفهمه؟
بَارق ناظر بها وهو مبتسَم: كل ذا وما فهمتِيه وأنتي ميزتِي الدخِيل من الأصِيل؟
أم بَارق هزَت رأسها وعيونها تناظر عيونه بتمعَن: وش جدوى الأم إذا ما فهمت الضنى
بَارق ناظر في القهوة وشتَت أطراف الحديث: صبي لي قهوة يا عُلا
عُلا هزَت رأسها وصبت له ومدة الفنجَان,ألتفتت على وهج: شكله عضيدك جُرمه عظيم
وهَج كتمت ضحكتها وتكلمت وهي تناظر في عُلا: أنشهد وكاد الشرار يطلع من العيون وهو مافهَم
أم رمَاح لفت عليهم وهي تخزهَم: أقصري الهرج أنتي وهي وقوموا المطبخ زهبّوا الزاد
عُلا هزت رأسها وقَامت بينما وهَج نطقت بتمَلل: يمه مالي مُنى بوقفة المطبخ عُلا تسد
أم رمَاح ونبرة صوتها أحتدّت: وهَج ألحقي أختك خليني مع أخوك
وهَج أستنكَرت الصوت ونبرتَه وقامت بلا رَد,من أبتعدت وهَج عن رؤياه ألتفت لأمّه وهو عَاقد حاجبينه: علامها أم الجَنَان في ضيق وضجَر؟
أم رمَاح تنهدَت وألتزمَت الصمت للحظَه ثم أردفت: صَاحب البَلِية نشّاد عنها
بَارق أستعجَب ما سمع: عوذه يمه عوذه لا بالله ماني بصَاحب بلاء ودَاء إن كان مرَك خطأ مني صوبيني؟
أم رمَاح ناظرت في عينه وهي تردَف: قلت إنك العَاشق الهيمَان في نجم سمَاه واليوم العين شَافت اللهفة لعيون الغزَال ما هقيت أني ربيت على التسلي بالأرواح
بَارق هز رأسه بالنفِي وضحك من فهَم مغزاها: لا يابعَد جوفِي وكلي ماهي أثِير القلب ولا حبيبته ماهي إلا شيئًا رزقني به الله في عز الضِيق تجمَل فيني ورديت الجمايل
أم رمَاح وهي منعدمة الإطمئنان: بوح العيون مابه كذب,إن كانه مثل ماقِلت رد للجمِيل وش كان موقفك لو الي أستقبلها السدِّيم؟
بَارق تعكَر صفوَه من مر ذكراهَا وطاريها: ماكِنت بنتظر ردة فعَل ولا كَلام دامنِي أعزمَت على شيء وودي فيه ماهمنِي الحكِي من وراي,سكَت وهو يستجمَع أنفاسه ونَاظر في وجه أمه بإبتسامه: يا أميمتي لا صَار المردود ماهو على قَد العطا واجب علي الثَوى والذهاب
أم رمَاح صفَت أصوات عقلهَا من تنبهَت لصدق منطوقَه: ذهابك بلا ميعَاد ولا القلب يحِن ويرتجي؟
بَارق ناظر في عيون أمه وأبتسَم وهو يردَف: مَات الشعور وذبَل كل ما كان بوسط الصَدر وأثر الغريب الي بعيدً عن الدَار أطيب لنا من ناس كانوا سندنا
مرَت الراحه في صدرهَا ومسكت يده وهي عَاقده حاجبها: يمه يا بَارق لا تداوي الجرَح بغريب يمسح الثقَل وترمِيه ولا تجبر الكسَر بقلبًا جديد إن كان ما شَغف به الفؤاد أحرص ياولدي وأنتبه لا تصير ذاك الي يعالج الكسر بالكسر
بَارق شَد على يدها ورفع يده الثانيه وهو يمسَح بإبهامة على عقدة حَاجبها: لا توصين الحريص شيئًا مانيب راضيه على أخيتي مانيب راضيه على غرِيبة
أم رمَاح زفرت في رضَا وأنفكَت عقدة حواجبها وأردفت قبل تشيل يدينها من بين يدَه: أوصيك في شيء وما تردني؟
بَارق هز رأسه بالإيجَاب: توصيني بالموت وأشقّ نحري أطلبي يمه ونلتيه
أم رمَاح أبتسمَت ورفعت يدها وهي تمسح على رأسه: بسم لله عليك من طواري القضَى لكن لا تتسرع في بوح الشعور لين ما يوقع في وسط صدرك لهِيب
بَارق باس رأسها وهو يرَدد: صار .. صار,رفع نظرَه وشاف عُلا ووهَج واقفين ويتنصتون لهَم: يمه شكلك نسيتي تربين أخر العناقيد
ضحكت الأم وبَارق بينمَا وهَج ناظرت في عُلا: أنقفطنا ..
عُلا مشت ناحيتهم وتربعت قدَام بَارق: منهي ومتى
وهَج من وراها أردفت وهي تمشي ناحيتهم: كيف ووشلون
بَارق حط يده على رأسه: ياويلي من الصداع
قامت الأم وهي تضحك عليهم ودخلت المطبخ وهي تنكَب الغداء,بينمَا بَارق ناظر فيهم وهو كاتم ضحكته: عيب تخلون أمي تنكب الغداء وانتوا هنا والله لا أعلم أبوي على هالرفاله
وهَج ضربت كتفه: انكتم هذاني قمت,قامت متجهة للمطبخ بينما علا سحبت إذنه بقوه: وأنا بعلمه إنك لقيت بديل السدِّيم ونشوف منهو الي بينجلد
بَارق توسعت عيونه من الصدمه: وش هالهرج
عُلا ناظرت فيه بثقه: تحسبنا ما نفهم هرجكم انت وأمي؟
بَارق بحدة: لا أسمع هالطاري مره ثانيه يا عُلا
عُلا ضحكت عليه وتكتفَت: تم بس بشرط ولا والله الديره كلها تدري إن عضيدي بيعقّد العقد على الغزَال
بَارق ضرب فمهَا بخفه: أقصري الهرج وأسكتي وش الي تبين
عُلا كانت في أقصى مراحل الفرح وكأنها لقت نقطة ضعفه: الليله بنطلع مخيم أحنا وأنت وتراك بتعزم عيال عمي فيصل وقولهم ماهي للعيال بس حتى البنيات معكم وصح نبيك تحوف المخيم حوف لا ينقصه شي ابد
بَارق ناظر في وهج الي تشيل وفز وقام وهو يغسل بينما عُلا ناظرته: بعد صلاة العشاء حنا جاهزين لا تتأخر
بَارق ألتفت ناحيتها وهو ماد قبضه يده وكأنه بيضربها: لولا أني ما أمد يدي على النساء ولا كان علوم
عُلا مشت ناحيته ودخلت المطبخ وأردفت بصوت عالي: غير النساء أنا بنت الفهَد الي ما ينرد لها طلب ولا ينعصي لها ذِكر
بَارق أبتسم على ثقتها وطغوتهَا وسرعًا ما جلسوا كلهم على سفرة الغدَاء ..
مرَ الوقت وكلًا منهم منشغَل بالي يملِيه عليه فكرَه,منهم الي أستغَل العصرِيه بالمنَام ومنهم الي أستغلها بفعَل الهوايات ومنهم الي ملت الهواجِيس رأسه وبدت أنامله تخَط قوافي شعرَه ..
أجتمع العيَال برا خيمة أبو رمَاح,تمِيم نَاظر في بَارق: أجل الليله مافي جدول؟
بَارق هز رأسه بالنفِي: لا بالله مافي لكن البنات ودهم نطلع مخيم وما أعطيتهم الأكيد أنتوا وش شوركم؟
نَايف أستذكَر أخته وفكَر إنها لو أختَلطت بالبنات راح تتجرَد من شعورها والأسَى,رفع رأسه لبَارق وهز راسه بالايجاب: أبد ماوراي شيء وعادي عندي خلهم يغيرون جو ويتعللون
تمِيم هز رأسه بإتفاق: أي بالله صادق يكفي انهم بهالديره ميّر ما يطلعون ولا يجون,ناظر في بَارق: خلاص أجل أكدّ عليهم وحنا بنرَد البيت نشوف الاهل ولا جيت طالع دق علينا
بَارق هز رأسه وألتفت تمِيم طَالع على دخَلة ألصَقر للمكَان,أردَف ألصَقر بإبتسامه: شكلي جيت متأخر,بتمشون؟
تمِيم أبتسم ومَد يده وهو يصَافحه: ياهلا ومرحبا إن كَانك جيت ابد ما حنا ماشين
ألصَقر: هلابك,لا والله ماني مزعجكم وأجيكم بوقت ثاني
بَارق ناظر فيه ورفع كف يده وهو يلقي السلام وأردف: ما من إزعاج ياولد وشذا الهرج,أقلط دونك المجلس
دخلوا العيال للخِيمة ومعهم ألصَقر,نَاظر نَايف فيه وهو يمد له القهوة ويصب للعيال: أي وينك غَاط فيه ماعاد شفناك من بعد العشاء
ألصَقر أرتشَف من القهوة وناظره: أبد والله موجود في أرض الله الوَاسعه مابين الشغل ومابين التعب الي يلحقه
تمِيم: أجل خاوينا اليوم منها تزِيح التعب عن روحك ومنها نستهَل بوجودك معنا ولا يا بَارق وش قلت؟
بَارق هز رأسه بتأكيد: هالله الله صدق تمِيم وما فيها معاذير ورفض بعتبره تم
ألصَقر ناظر فيهم وضحك: وأنت تتمّم وانا عادني ماعرفت لوين بعد
بَارق ضحك معه: ماهو شيء ما تطيقه روحك,بنطلع مخيم الليله
ألصَقر: دامه بِين السمَا وشبة الضو تم أنا معكم
نَايف قَام وناظرهم: دام كذا أجل اعذروني بروح للأهل واللقاء إن شاءالله بالليل
تمِيم قَام وراه وسَلم عليهم ولحق نَايف للبِيت بينمَا ألصَقر قعد يتقهوى مع بَارق وأخذتهم السوَالف ..
ألصَقر تكلم وهو يحط نعناع في بيالته: لا تعده تطَفل ولا تدخل بس من ساعة ما حكيت لي وفتحت قضبَان صدرك وأنا شايل همك,عسى عَادت المياه لمجاريها؟
بَارق شرب فنجَاله وصب له غِيره ونَاظره: إن كَان تبي الصدق ياخوك لا بالله ما عَادت ولا عادني أترَقبها تعود, يمكن لو أنك تنشَد بَارق قبل ٦ شهور عن جوَابه بيقولك أعيدهَا بروحي وكلِي وأبني لها مسَار جديد إن ما وجد مسَار لكن الحين خذها مني يالأخو الشيء الي أبطَى وما جَاء تحرم علي ملاحقته والمشي وراه
ألصَقر هز رأسه بتفهَم وأردف: محد يلومك وقلتها وأقولها الله يلوم الي يلومك ماهو بالسَاهل النجاه في حرب محد يبذل ويسعى فيها سوَاك ماهو بالسَاهل تبيع عقلك وتدعس على قلبك لواحد ينَال وما يرَد وبالاخير يتركك لحالك بدون أحد
بَارق تنهَد وأبتسَم وهو يردَف: خلك مني ومن سوَاليف الأسَى كيف حال قلبك وولِيفه؟
ألصَقر ضحك على الطَاري وسكَت وهو يراقب السرَاب ويتأمل طيف الي سبَت عقله وفكرَه: وش ودّ أقول ووش ودّ أخلي ماهقِيت إن سهوم الحُّب أشد من سهوم المنَايا بس خابت هقوتي ما أستعديت للشعور الي صابني في لحظة ووهَله لكن صدق من قَال الله يصِيب الفؤاد بالحب بدون ميعاد
بَارق أبتسم وهو على معرفة ويقِين من هالمشَاعر كلها يدري ومؤقن الحُّب يأتي بلحظة ما يدركها إنسَان وبلا ميعاد يصير المرء عاشق وولهَان,أردف بإبتسامه: أي متى يصير كل شيء رسمي؟
ألصَقر سكَت وأردَف: إن قَالها الله وشَاء ما تمر ليلتِين غير ورجلي ببيتهَا
بَارق ضحك وهو ينزل فنجاله: لا بالله ماتوقعت غير إنك بتقولي إذا قدر الله لكن صدمتني بإنك بتخطب يالله عسى الله يكتب الخير في درب مسعاك
ألصَقر ضحك معك وخلص بيالته ثم استأذن للرحِيل وطَلع تارك بَارق في الخيمه بِين الهدوء والسكِينه واللاحد,من عمّ الصمَت في المكَان غمض عينه وهو يحَاول يسَلب من الراحه القليل ومجرَد ما دخل باللاوعي وعَالم الخيَال مرَ بخيَاله بحر صَافي وزَاهي بزرقَة مويته واقف على شواطئه خيَاله ومن خلفه صوَت تضَاحيك ماهي غريبه على مسَامعه تضَاحيك نَاعمة ويستهَل لسمعها قلبه ألتفت وهو ينَاظر مصدرها وأنصدَم وهو يشوف طِيف مخصَر شدِيد البيَاض والفتنَة طِيف كَاسيه شعر ماخذ لوَن الذهب الي إكتسى عنقَها دبّ في جوفه شعور كنَايته المسرَة والحبُور وهو يشوف خصلات شعرها يلعب بها هبوب الرِيح نَاظر فيه عيونها الي تفتَن من تَاب عن الفتَن وأحنى نظرَه لشفايفها شبيهة الخمر بسكرَه للبدَن,أبتسم وهو يتأملهَا ويرَاقبها بتمعَن وبلا كَلل ..
رَن جوَاله وعَقد حواجبه بإنزعَاج من الصوَت,فتح عيونه وأستدرَك الوَاقع مسح على عيونه وضحك على نفسَه: لا بالله يا عقلي مانت بصَاحي,ناظر في الجوال ورَد بدون ما ينتبه للمتصَل ..
عُلا بصوت مُزَعج ونبرَة حادة من الجوال: نجهز ولا ما نجهز؟؟
بَارق ضحك: وشذا الإنقلاب من النور للظلمات لاحول لله,اجهزي يابنتي اجهزي
قفَل الجوال من مرتَه الفرحه الي بصوتهَا وأنسدَح وهو يتأمل في السَقف بصمَت وتسَاؤل واحد يمر في عَقله
"هو أنا طحَت في الحب ماسمِيت ولا دَاويت جرحِي بالجمَال الي نهَب قلبِي؟" ..

أنتي قصّيدة غزل لاجيت أبكتبها // أغار من واحدٍ يتخيل أوصافكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن