"الثاني عشر"

83 3 0
                                    

أختَلجت أنوار الغروب قبل يحقن الظلام بسوَاده المألوف ولونه الدَامس الارض,رفع رأسه ينَاظر في غروب الشمَس في وسَط السماء وأردف: يا سبحَان الخالق على ما يبدع به ..
نَاظر بَارق في تجهيزَاته في رضَا "كَان مركَب خيمتين كبَار الاولى بيضَاء والثانية سودَاء وفاصل بينهم في سيَاج ومركب الأنوَار بوسطهم وخَارجهم ومجهزها بكل شيء من منقَد وحطَب وجلسَات",رفع جوَاله وهو يدور إرسَال وعقد حاجبه من أدرك عدم وجوده ..
أضطَر بَارق على البعد عن مكَان تخييمهم وهو يدور منطقة إرسَال ومن نَاله دق بلا تردد على نَايف ..
نَايف كَان توه لابس ثوبه الأبيض ومتعطر وواقف قدام المرايا يعدل تشخيصة شمَاغه,رن الجوَال وشاله: أرحب يابن عمّي
بَارق: البقى تراني جهزت المكان وأحتريكم لكن وانتوا جايين خذ البنات من بيتنا ماني لاحق أجيبهم,أبرسل الموقع الحين
نَايف: هأبشر أبشر
بَارق قفل الجوال وأرسل الموقع لنَايف وألصَقر ورجع يمشي لمكَانهم,وقف عند سيارته وهو يطلع من الشنطة ثلاجة ثَلج كبيره معبيه مويه وعصِيرات ويدخلها خيمة البنات ويطلع ثانيه ويحطها بخيمة العيَال,سكر الشنطه الي ماكان فيها غير تفَاصيل العشاء "وعباره عن أطبَاق للشوّي مابين الكباب واللحم والدجاج والبرغر من النوعين",تقدم ناحية الباب الخلفي وفتحه وهو يشيل الأكياس الي كان اثنين منهم يخص العيال واثنين للبنات أما عن محتوَاهم فكان كيس معبأ تفاصيل الحلا "أكوَاب تشيز كيك وبوكس بان كيك وبقلاوة" وكيس يخص المَالح "معجنات وورق عنب وملفوف" وزع الاغراض وطلعهم من الكيس ونسَقهم وجلس بخيمة الرجَال ينتظر وصولهم ..
"في مكَان ثاني وتحديدًا في بِيت الفيصَل"
أرتفعَت أصوَات الاغاني من غرفتهَا وأعتلت صوت الأجهزَة ومن بينهم صوتها العذَب وهي تغنِي وترَدد مع الأغنية:
أنا السمَا والي يبي يشوفني فوق
هذا مكاني رغم صعبات الأقدار
مرَت الأصوَات في مسامع نَايف الي أنبسَط من عرف إنها تحررَت من طور الحزن,تقدم ناحية غرفتها وهو يطَق الباب: يا السما نبي ندخل تسمحين؟
السدِّيم ضحكَت وقفلت الصوَت: أي ياروح السما أدخل
نَايف فتح الباب وأستنَد عليه: أي هذي عين أخوهَا,خلصتي ياشقيقة الروح؟
السدِّيم نَاظرت في نفسهَا بالمرَايا وهي تشوف شعرهَا الأدهَم منسَاب وجامعتَه في طرفهَا اليمِين وكَاسيه رقبتها بإكسسوارات نَاعمة تبرز جمَال جلابيتهَا البيضاء بيدهَا اليمين خَاتم سبابتها وإسوارتِين وباليسار ساعتهَا,تعطرَت وألتفتت لنَايف: خَلصت
نَايف تقدم ناحيتهَا وأنحنى وهو يبوس رأسها: الاذكَار يا سبحان من سوَاك وتراني برا احتريك لاصرتي جايتني دقي باب تمِيم خليه ينزل معك
السدِّيم هزت رأسها برضَا وبإبتسَامه بثغرها وما إن طَلع حتى رجعت تنَاظر المرايا وتحكي مع حَالها: طقيت الكحَل وصبغت الشفايف بالحمرَة وعسى الشعور الي يكوي الكَبد مايظهر مع العِين .. هزت رأسها بالنفِي: لا يالسدِّيم ماهو أنتي الي يكسرَك منهو تخيّر عليك والله لو يلف بقاع ارض الرحيم ما حصل الي يجيب ربع ظفرك,قَامت بعد ما اصدرَت تنهيدة طويله وطلعت بعد ما لبست عبايتها واخذت بيدها شنطتها,تقدمت ناحية غرفة تمِيم لكن من وقفت على بابه أنفتَح ..
تمِيم ناظر فيها وأنبهَر: بسم لله عليك وش ذا الزين كله
السدِّيم أبتسمت: وش بلاكم انتوا حابينِي اليوم
تمِيم تقدم ناحيتها وهو يقرأ المعوذَات وينفخ عليها: حصنتك بأسمه الأعظم والعظيم,ما بلانا شيء بس أختنا قمر
السدِّيم كانت في قمَة السعادة والشكر على عطَاء ربي لها,ناظرت فيه بإبتسَامة: يلا يلا ننزل لنَايف لا يعصب
تمِيم ضحك من تخيل نَايف معصب عليهم ونزَل معها لتحت,ركبوا الاثنين وتقدموا ناحية بيت عمهم الي ما يبعد عنهم إلا خطَاوي بسيطة من وقفوا قدام البيت دقت السدِّيم على جوَال عُلا ..
عُلا كَانت تلبس شيلتهَا السودَاء الي معبيه نقَاط لؤلؤ فوق المخوَر الي أعتلى جسدهَا,لبسَت طقم ذهبها الي كَان فيه لؤلؤ وحسته أكثر تنَاسق مع لبسها وناظرت بنفسها وهي تفرق شعرها لجزئين جزء طَايح على كتفها اليمين والثاني بالجنب اليسَار وعطرت كلًا من شعرها ولبسهَا,أرتدت عبايتها ورفعت شيلتها على رأسها وتقدمت ناحية شنطتها وألتفت على صوَت وهَج من وراءها ..
وهَج كانت لابسه مخوَر وردي وفوقه وشَاح أبيض على كتوفها ومزينه يدينها بأساورها,نطَقت وهي تشوف عُلا بكامل جاهزيتها: شكلك طالع حلو
عُلا كَانت بترد لكن قطع إنتباهه جوالها الي رَن وردت: وصلتوا؟
السدِّيم: لا من كثر ماهو بعيد ضيعنا
عُلا ضحكت عليها: يلا يلا هذانا طالعين قفلت وناظرت في وهَج: يلا لا نتأخر عليهم البسي عبايتك بسرعه
وهَج ناظرت في عبايتها الي على سرير عُلا وألبستها وهي تاخذ شنطتها وجوالها وتطلع مع أختها معلنين ركوبهم بسيَارة نَايف الي أبتسم من ركبوا ..
نَايف: نورَت سيارتي,كيف الحال؟
عُلا: منوره بأهلها,نحمد الله
وهَج أردفت وراها: الحمدلله بخير وانتوا؟
تمِيم ناظر في جوال نَايف وشغل الموقع: كلنا بخير وبرضا يالله لك الشكر والحمد
عمّ الصمَت بالمكَان ومحد تجرأ على النطَق لحَد ما وقفت سيارتهم وراء سيَارة بَارق الي فز من شَافهم أقبلوا: يا مرحبا يا مرحبا
نزل نَايف وتمِيم وهم يناظرون في المكَان ويسلمون على بَارق ووراهم نزلوا عُلا ووهَج الي مرهم الإنبهَار وابتسموا اما السدِّيم انقبَض قلبها من سمعت حسّه وتنهَدت ونزلت وهي منزله راسها ..
عُلا ناظرت في بَارق: ما توقعت انك شَاطر بالتجهيز كذا
وهَج بضحكه: والله صادقه تخطيت مستوى ظنوني توقعت الحين مقبلين على خيام الشياب لكن والله أفضل مما توقعت بكثير
بَارق ضحك عليهم وناظر في السدِّيم لوهله وصَد: الي بذاك الطرف هي خيمتكم فيها كل ما تحتاجون وان بغيتوا شيء نادوا علي لان جايينا ضيف
السدِّيم من أشر على الخيمه مشَت قبل لا تسمع بقايا حدِيثه اما عُلا ناظرت فيه وهي عَاقده حاجبها: خير بَارق ليه تعزم كنت أبي نقعد معكم ونتعَلل ومجهزه ألعاب وفعاليات أخر شيء الاخ راح يعزم!
بَارق تقدم ناحيتها وهو يدفعها بخفه ناحية الخيمه: ادخلي ادخلي انتي ما يعجبك العجَب ولا الصيام في رجب الله يكون بعون زوجك بس
عُلا كتمت ضحكتهَا: من بغَاني تحمل كل مافيني حتى عيوبي,دخلت وقعدت مع السدِّيم بينمَا وهَج قامت تجهز لهم القهوة وتناظر في المكَان ..
"بعد نصَف ساعة وتحديدًا بعد ما أكتملوا العيَال"
تجمعوَا كلهم بحَلقه حول النَار وقدام كل منهم بيَالة شَايّ,نطَق تمِيم بتلذَذ: والله ياهو شاهي عليه الكلام
ألصَقر أبتسم: به العافيه يارب
بَارق كَان يحتسِي بيالته وينَاظر في لهِيب النَار لِين أردَف وهو سَاهي: تدرون وشهو أقسى شعور يمر في قلب الإنسان؟
قبَل ما يبادر أحد بالرَد صدَر صوت أنثى نَاعم من الطرَف الثاني أردفَت السدِّيم بعد ما تنهَدت تنهِيدة كفِيله بإحداث الصمَت من بعدها: إن تدعي الله ينسِيك من كنت تطلب الله يديمه
أبتسَم بَارق وتنهَد وكمل نظرَه للنار الي يترَاقص لهيبها في صمَت حتى رفع رأسه على صوت تمِيم: والخيانه؟
أردَف نَايف وهو يناظره: أخس الناس في الدنيا منهو عطِيته كَل العطاء والثقه وغدَر بك وخَان وتبقى الحقيقة إن الخيانة هي الذنب الي ما يغتفر إن كَان جات من ذكر ولا مرّه
ألصَقر ناظر فيه وهز رأسه بتأييد: عزالله صدَقت لان الي خان مره بيخون مرتين وثلاث
بَارق تكلم وهو يعبي بيَالته مره ثانيه: والأناني يرَافق الخاين في درب المسيئه هذا طعن بالي يثق فيه وهذا مايبي يخسرَك بس مايبي يتعب ذاته بإنها تحافظ عليك مابِين مايبيك تمشي بس يبيك تمسك يده ولُوحه على الإهتمام الي ما يبذَله
عمّ الصمَت بينهم لين أردفت السدِّيم بدون خجَل وإدرَاك أردفت وعينها تنَاظر السرَاب وأنفها يتسرَب له ريحته الي تبرَع بكل مره على فتنتهَا: تدري متى أشعر بإني ذاك الأناني؟
أبتسمَت عُلا وهي تناظرها وتردف: لا شفتهم عندي يجيبون طاريك ..
تنهَدت السدِّيم وهي تسمح للشعور الغليظ ينفَذ بين أنفاسها:
أسكت ولا أسولف لهم عن حناني
ما ودي حتى بالحكي نشترك فيك

أنتي قصّيدة غزل لاجيت أبكتبها // أغار من واحدٍ يتخيل أوصافكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن