"استيقضت..هكذا تبدأ كل القصص أم أن حياتي كئيبة؟ ممل جدًا"
تمتمت فانيسا من بين اسنانها وهي تعيد شعرها الأحمر إلى الوراء لتطلق تنهيدة خائبة ثم تستقيم من سريرها المبعثر متوجهة إلى الحمام لتبدأ يومها الممل
"فانيسا..ليس اليوم أيضًا"
انبثق صوتٌ انثوي من غرفة الطعام ليترامى إلى مسامع فانيسا التي كانت على وشك الخروج
"تعرفين أنني لاأحب وجبة الفطور"
اجابت فانيسا بقلة حيلة لتخرج سيدة تبدو في بداية الثلاثينات بشعرٍ بني فاتح يلمع مع ضوء الشمس المتسللة من النافذة لتصبح خصله اشبه بخيوطٍ ذهبية مشعة . ضيقت السيدة عيونها البنية الواسعة التي لاتقل جمالا عن رموشها الكثيفة ثم نبست بخبث
"جيمس"
"لقد سمعتها . لاحاجة لرواية الأحداث من جديد"
قدِم ذلك الصوت العميق من رجل يناهز الأربيعن بتجاعيد صغيرة بالقرب من عينيه الخضراء التي تشبه إلى حدٍ كبير عينا فانيسا ، مع مسحة طفيفة من الوسامة أُضيفت إلى ملامحه القاسية . تقدم جيمس من فانيسا وبعثر شعرها المنسدل على أكتافها ثم سحب مفتاحها بحركة سريعة قبل أن يقول
"إن كنتِ تريدين قطع المسافة إلى الجامعة مشيًا اخرجي بدون فطور"
تنهدت فانيسا بقلة حيلة مجددا ووضعت حقيبتها على الأرض لتتقدم نحو طاولة الطعام بتثاقل
"أقسم أن هذه الجلبة ليست ضرورية" قالت بخفوت تخاطب نفسها تحت نظرات خالها جيمس وديانا المتزوجين حديثًا إلى ان انتهت من فطورها لترفع يدها بملل تحدق إلى الساعة الباهضة التي ترتديها فتوسعت مقلتاها بهلع
"لقد تأخرت ! كما أن إختباري اليوم"
خرجت بسرعة من المنزل ثم عادت لحمل حقيبتها وكانت ستذهب مجددا لولا صوت خالها الذي ذكرها بأخذ مفاتيح السيارة لتأخذها من فوق الطاولة وتخرج مجددا لتركب سيارتها السوداء الفاخرة التي تصف مدى الرخاء الذي تعيش فيه وتنطلق نحو أكثر مكان ممل برأيها.
.................
"يمكنني العودة إلى المنزل اخيرا! "
تمتمت ديالا بنبرة لا تخلو من الإجهاد وهي تركب سيارتها مرة اخرى بعد انتهاء ساعات دراستها قبل غروب الشمس بقليل..شغلت سيارتها وانطلقت عائدة إلى البيت وهي لا تفكر سوى في النوم فور الوصول
"يال السماء..ماهذا؟"تمتمت فانيسا بدهشة وهي تنظر إلى تجمع سيارات سوداء متماثلة يقطع الطريق الوحيد الذي يقودها إلى المنزل فتحت نافذة سيارتها فور إقترابها الشديد من تلك السيارات ليتقدم رجل ببدلة رياضية سوداء