عن أبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ:
{مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ}.
رواه البخاريُّ ومسلمٌ.
شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) قال الشافعي رحمه الله تعالى: معنى الحديث: إذا أراد أن يتكلم فليفكر، فإن ظهر أنه لا ضرر عليه تكلم، وإن ظهر أن فيه ضرر أو شك فيه أمسك. وقال الإمام الجليل أبو محمد ابن أبي زيد إمام المالكية بالمغرب في زمنه: جميع آداب الخير تتفرع من أربعة أحاديث: قول النبي صلى الله عليه وسلم ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)). وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)). وقوله صلى الله عليه وسلم: للذي اختصر له الوصية: ((لا تغضب)). وقوله: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)).
ونقل عن أبي القاسم القشيري رحمه الله تعالى أنه قال: السكوت في وقته صفة الرجال، كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال. قال: وسمعت أبا علي الدقاق يقول : من سكت عن الحق فهو شيطان أخرس.وكذا نقله في ((حلية العلماء)) عن غير واحد. وفي ((حلية الأولياء)) أن الإنسان ينبغي له أن لا يخرج من كلامه إلا ما يحتاج إليه، كما أنه لا ينفق من كسبه إلا ما يحتاج إليه وقال: لو كنتم تشترون الكاغد للحفظة لسكتم عن كثير من الكلام. وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من فقه الرجل قلة كلامه فيما لا يعنيه)) وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((العافية في عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت إلاَّ عن ذكر الله تعالى عز وجل)).ويقال: من سكت فسلم، كمن قال فغنم. وقيل لبعضهم: لم لزمت السكوت ؟ قال: لأن لم أندم على السكوت قط،و قد ندمت على الكلام مراراً. ومما قيل: جرح اللسان كجرح اليد، وقيل: اللسان كلب عقور إن خلي عنه عقر.وروي عن على رضي الله عنه.
قوله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه)).
قال القاضي عياض : معنى الحديث: أن من التزم شرائع الإسلام، لزمه إكرام الضيف والجار.وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )). وقال صلى الله عليه وسلم ((من آذى جاره ملكه الله داره)). وقوله تعالى : {والجار ذي القربي والجار الجنب} [النساء:36].
الجار يقع على أربعة: الساكن معك في البيت. قال الشاعر: أجارتنا بالبيت إنك طالق
ويقع على من لاصق لبيتك، ويقع على أربعين داراً من كل جانب، ويقع على من يسكن معك في البلد، قال الله تعالى: {ثم لا يجاورنك فيها إلا قليلاً} [الأحزاب:6] فالجار القريب المسلم له ثلاثة حقوق، والجار البعيد المسلم له حقان، وغير القريب المسلم له حق واحد.
والضيافة من آداب الإسلام،وخلق النبين والصالحين،و قد أوجبها الليث ليلة واحدة،واختلفوا: اهل الضيافة على الحاضر والبادي، أم على البادي خاصة ؟ فذهب الشافعي، ومحمد بن عبد الحكم إلى أنها على الحاضر والبادي.وذهب مالك وسحنون: إلى أنها على أهل البوادي، لأن المسافر يجد في الحضر المنازل في الفنادق ومواضع النزول وما يشتري من الأسواق وقد جاء في حديث: ((الضيافة على أهل الوبر وليست على أهل المدر)).
لكنه حديث موضوع.
أنت تقرأ
متن الأربعين النووية
قصص عامةعن المؤلف هو الإمام الحافظ محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مـرِّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام النووي الشافعي الدمشقي المشهور بالإمام النووي ( المحرم 631 - 676 ه \ 1255 - 1300 م )، أحد أشهر علماء السنة و له مؤلفات عديدة في كتب الحديث و...