"الثالث عشر"

65 3 0
                                    

دخَلت وقلبها يرجَف رجف الأورَاق لا حركتها الهبوب والابتسَامه في محيَاها مرتزَه,ناظرت في وهَج الي تناظرها وتضحك: علامك يابنت انهبلتي؟
وهَج قامت وهي تسحبها وتجلسها على الكنب بجنبهَا: خلك مني انتي الي علامك؟
عُلا إحمرار خدودها كفيل في إنه يفصَح عنها الكثير ناظرت في وهَج وهي تلعب باطراف شعرها: وش فيني مدري انهبلت؟ اي بالله احسه هبال,ضحكت على نفسها وضَحكت معها وهَج ..
وهَج ناظرت بعيونها وهي مبتسمه: شفتيه؟
عُلا هزَت راسها بالايجاب: ليته بس شوف,أفصح عن الي بالقلب ولعب بالخفوق
وهَج توسعت عيونها بصدمه: من جدك ولا تستهبلين معي!,وش قال وش قال!
عُلا ناظرت بعيونها: إنه يحَب ووَاقع ومحد سمى عليه وهو الي ما كان يامن ويعتقد ان الحب من الشوف الاول حقيقه وانه يرغب بدروب الحلال بدال سلوم الردى وسألني إذا موافقه ولا لا وماعطيته جواب
وهَج كانت كل هالمعلومات كثيره عليها,حطت يدها على راسها: اصبري اصبري بسم لله وشذا كله كيف صار كل ذا بس بذا اللحظات يابنت انتي مهبوله ولا صادقه بالي تقولينه الولد بيخطبك!!!
عُلا حطت يدها على فم وهَج الي اعتلى صوتها: اش اش اش فضحتينا وهم بجنبنا اسكتي
وهَج صارت تتكلم ويد عُلا عليها رغم انه مايطلع صوت تاركه عُلا تنفجر بالضحَك عليها ..
"بالخارج وتحديدًا عند العيال الي قَاعدين يتقهوون"
نطَق ألصَقر وهو مبتسَم: يقولون قضاء الحوايج بالكتمان زين لكني من الفرَح ودّ اعلن الأمر للعالم جميع
تمِيم نَاظره بعدم فهم: خبر ويش ياولد؟
ألصَقر ألتفت يناظره وهو مبتسم: خبر تحقق دعوتي ومبتغَاي بالي عقد القلب عَقده عليها
تمِيم ضحك عليه: مبروك مبروك ومتى عقد الورق؟
أردَف بارق الي جبينه يتعرَق بشكل خارج عن المألوف: يقولك ليلتين واقل وهو داق الباب,بدأ يضحك ويكَح والعرَق من رأسه يتصبب ..
تمِيم استنكر شوفته بهالمنظَر والتفت وهو ياخذ مويه ويمدهَا له: ولد انت بخير؟ شبلاك تسرب
بَارق ضحك من كلمته واخذ المويه من يدَه,مد يدينه وهو يحاول يفتحهَا لكن بدت الرؤيه عنده تتشوَش,غمض عيونه بقوه وفتحهَا وزَادت صعوبة الرؤيه,رفع يده وهو يفرك عيونه ..
أنتبَه ألصَقر للبلاء الي طَلع بين اطراف ثوب بَارق ورفع يده وهو يبعده فيها بحركه سريعه وخفيفه دفع العقرب وطَاح بوسط نَارهم: جَاك شيء! قرصك!
بَارق ناظر في ناحية الصوت وهو مشوَش الرؤيه: وش الي تقوله منهو الي قرصني
ألصَقر ناظر في تمِيم: أرفع أرفع رجله,قام وهو يتجه ناحيته من الطرَف الثاني ويشوف قرصه حمراء ومنتفخه,نفض عمَامته من رأسه وهو يلف الغتره على رجَل بَارق بكل قوه وضغط ..
تمِيم ناظر في بَارق وهو يطبطب على خده: أرخي أرخي نفسك,رفع راسه للصَقر: يا ألصَقر صابته حمى
ألصَقر سحب المويه من يَد بَارق وفتحها وهو يصبها على وجهه: صحصح ياخوك تماسك لين ما نوصل المستشفى
تمِيم ناظر في وجه نَايف الي اقبل عليهم: شغل السياره يا نَايف شغلها
نَايف ما فهم شسالفه لكن ركض ناحية السياره وشغلها ورجع لهم وهو رافع ثوبه: علامه بَارق شفيكم!
ألصَقر ناظر في وجهه: لدغته عقربه لكن مافيه إلا كل خير لا تخاف أقعد انت مع الاهل وانا وتميم ندرَكه
تمِيم قام وهو يحط ذراع بَارق على رقبته ويرفعه من يساره وألصَقر يرفعه من اليمين,أردف بَارق وهو بين الوعي واللاوعي: ماعاد أحس بها يا عيال ماني بملحق ماني بمحلق
تمِيم هز راسه بالنفِي: لا تحكي حكي ماله داعي ولا لزمه بتلحق غصبًا عنك ماهوب برضاك هذا حنا بنركب السياره
نَايف فتح الباب الي وراء وسدحوا بَارق وراء بينما ألصَقر ركب مكان السايق وبجنبه تمِيم,الي اخذ المويه الي حصلها وفصخ غترته وهو يعبيها ويبللها بالمويه,سكر الباب والتفت لبَارق وهو يحطها على جبينه: خلها كذا لحد ما نوصل
بَارق ضحك من لمس جبينه برودة الماء: يا ألصقر ودني لفلاهَا تراه ذاك النعِيم الي به كل خيرات الله
ألصقَر شغل السياره وبدا يطلع من المكَان وأردف: بتروح لفلاهَا وأنت بصحتك وعافيتك
بَارق ضحك وكَح: لا يا ألصقر ماني بملحق ودني الحين
تمِيم تنرفز من كلامه بالسوء والتفت يناظره بخوف: وقف الهرج ذا ماني وماني اسكت
بَارق كان يضحك ويردَف: ودني الفلا يا تميم ودني الفلا ياولد عمي
تمِيم ناظر في ألصَقر: الفلا هذا ويش ذا يالي يهذري به
ألصَقر: سالفه طويله خلنا نفكه من الي هو فيه الحين
بَارق زئر وكانه أسد من الألم الي مسَه تارك الخوف يظهَر بعيون تمِيم الي شد شعر راسه: ياويلي ويلاه يابارق تصبر ياخوك انت تقدر
بَارق رفع نفسه ومسَك تميم من يَاقته: طلبتك بالله ومحمد رسول الله ما تردني عن الي في نفسي
تمِيم مسَك يده وهو ينزلها: ابشر بسعدك وأنا ولد فيصل تم بس انت خلك بخير
بَارق أحنى راسه وهو يكح: بصير .. بصير بخير لاشفتها,أبتسَم من مر طيفهَا بين طيات عقله ومرَه الرضا وهو يتأمل وجههَا البشوَش دقِيق الملامح ورقِيق الخِلقة مابين العيون الي مابه أعجَب منها ومابِين حمر شفايفها الي يذوَب القلب ويبعثر فكرَه وشعرهَا الي مغطي متونهَا بلونه المنفرَد ما كأنه إلا شعَاع الشمس,تنهَد من عجَب ما رأى وأردف: حتى وأنا بينهَم عقلي وبالي معك ليتك تدرِين إنك صبتي الجوف في شيء أعجز عن تفسيره مابِين ودّي بوقتي معك ومابِين الشعور الي يمرنِي بحاجته لجِيرتك والله والمعبود الي أبدع في خلقتك ماظنتي بدونك دنيايّ حلوه ..
ألصَقر كان ينصَت ويحاول يسرع قد ما يقدر: يهذري المفعول بدأ يا تميم الله ينجيه
تمِيم التفت يناظره برهبه بعيونه: وش يعني!!,التفت وهو ياخذ بقايا علبة المويه ويصبها على وجه بَارق الي فز بفجَع ..
بَارق بدأ يتألم ويستشعر الالم: يا تمِيم
تمِيم وعيونه عليه: ياعونك يابن عمي ياعونك
بَارق: تكفى وأنا أخوك خذني للفلا تراني ادري وانت داري قدامي وقدام المستشفى دربٍ طويل نفذ الي ودي فيه ولا تخليني افقد الوعي قبل ما اشوفها تكفى وانا اخوك
تمِيم مد يده وهو يربّت عليه: وينه هالفلا وينه في
بدأ بَارق يوصَف المكان لهم وكل ما ينطق كلمتين يسكت شوي وهو يلقط انفاسه,ألتفت تمِيم على ألصَقر الي ساكت وينصت لهم: سمعت الي قاله ودنا لهناك ولا تناقش
ألصَقر بعدم فهم: انت صادق؟
تمِيم هز راسه: هالله الله امش للفلا يا ألصَقر
ألصَقر مشى على شوَره بدون ما يجَادل ومن وصَل لاخر مكان تدخله السياره كان الدرب خالي من البشَر ومافيه شيء: ما اقدر ارقي السياره اكثر من كذا,عاوني على شيله
تمِيم هز رأسه ونزل وهو يطلع بَارق من السياره وبدوا الأثنين يمشون فيه لحَد ماوصلوا للمنطقه الي قصدهَا بَارق مكَان هادي وريحته عبق ومافي إلا الورود والزرَع ..
تلفت ألصَقر: هذا الفلا الي يقصده لكن وينها بنت الفلا هقوتي مافي شيء هنيا وما ينشاف
تمِيم ناظر في بَارق: ها ياخوي وين نروح بعد هذاني جبتك ياعين ابوك ها عاين يابارق تراك وصلت الفلا
بَارق رفع رأسه وعينه تنَاظر: خذني يمين قدام بعد
كانوا الاثنين شايلينه ويمشون على مايوصف لهم لحَد ما عم الصمَت بالمكان وكلهم ساكتين ينتظرون بَارق ينطق,ناظر تمِيم في بَارق وكان غايب عن الوعي ..
ألصَقر سدحه على الارض ورفع راسه وهو يحطه على محجره: بَارق أنت يا بَارق
تمِيم صَار يناظر في المكان ويحَس الذنب ذنبه لانه جَابه لهالمقطعه,نادى بصوته أكثر من مره: يابنت .. يابنت الفلا .. يابنت .. أطلعي يابنت الناس ولد عمي في يدين الموت وعلى المحك أطلعي عساني فداك أطلعي لا تحرقين قلب العضيد بالسند .. يابنننت
"نرجع لورَاء شوي وتحديدًا عند البنات من بعد ما مشوا العيَال"
طلعت عُلا ووهَج وكلًا منهم الدموع أحتّلت محجر عيونها,نطَقت عُلا وهي تناظر في نَايف: وينه البَارق عضيد ألعُلا يا نايف؟
نَايف ناظر فيهم وسَكت بينمَا وهَج رفعت يدها وهي تمسَك ذراعه: شفيك سكتت ياولد عمي وينه السند وينه بَارق؟
نَايف رفع راسه وناظرهم والاسى في وجهه: اجلسوا بالاول اجلسوا
عُلا ناظرت فيه وهي مميله رأسها: صَابه بلاء؟
نَايف هز رأسه بالنفِي: لا يابنت العم غير انقرص قرصه صغيره لا تضر ولا تأذي وطلعها ألصَقر بفمه لكن اخذوه العيال للمستشفى عشان ياخذ ابره زياده عن الشك ولا هو مافيه إلا كل خير وفايق ويهرج بس عشان نرتاح اكثر قلنا ياخذ الابره
وهَج ناظرت فيه وغمضت ونزلت دموعها,انتبه لها نايف ورفع يده وهو يمسح دموعها: لا لا لا ما اتفقنا كذا لا تبكين وتزعلينه وتزعليني عليك تراه مافيه شيء ماني بكاذب عليك
عُلا هزت رأسها وهي عارفه في شيء بكلامه غير لكن ناظرت في وهَج واخذتها حضنها وهي تطبطب عليها: سمعتيه لا تفاولين عليه بالسوء وهو بخير
نَايف هز راسه بتأييد: هالله الله صادقه عُلا ترا القدر موكل بالمنطق,عَقد حَاجبه من أدرك إن في شيء ناقصهم وألتفت صوب عُلا: وينها السدِّيم ما تشوفها عيني؟
عُلا ألتفتت وهي توها تتنبَه إن السدِّيم مختفيه من وقت: ما ادري طلعت على عجَاله وأحسبها رجعت بس مدري
نَايف أستنكَر ودخل خيمتهم وما شَاف أحد,طلع لوراء الخيمه وما شَاف أحد دبّ الرعب في جوفه للحظه ورجع للبنات: أركبي السياره يا عُلا واقفلي الباب عليكم بطلع أشوف السدِّيم واجيكم
عُلا هزت رأسها بالإيجاب ومدت يدها وهي تاخذ المفتاح منه,تقدمت وهي حاضنه بين يدها وهَج,انحنت وهي تبوس راس وهَج وتطمنها: لا تخافين ياصغيره تراه بخير
وهَج تنهدت وركبت بجنب السايق بينما عُلا ركبت محل السايق وشغلت السياره وقفلت الابواب وضَلت تناظر نَايف لحد ما أختفى عن نظرهم ..

أنتي قصّيدة غزل لاجيت أبكتبها // أغار من واحدٍ يتخيل أوصافكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن