فِي الظلام الدَامس الي ما يضويه غير شعَاع ألبدِر في سمَا الخالق معتكَفه على التراب والحزَن يرمِي سهَامه في قلبهَا وكأنها غرزَات سكاكِين,خَارت قوَاها وبَح صوتها من كثر ما نَاحت وبكت ..
ضجّ صوت النيَاح والجزَع في أذونه,تعوَذ من الشيطَان ورفع راسه وهو يفتح نور السيَاره الداخلي ويتلفت وعيونه تدور مصَدر الصوت لكن ما حوله إلا الظَلام الأدهَم وما به بشَر: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ياجاهد البلاء,سَند راسه على المقعد وهو يغمض عيونه في محَاوله لسَلب النوم الي حَارب عيونه بهالليل وعجز يلاقيه ..
صرَخت من حرّ مافيها من شعور توَلد وهدم صوَامعها ومن شرَار أشتعل في قلبهَا حتى رمَد ..
فتح عيونه وهو معَقد حاجبينه ويرَدد "ان لله وان اليه راجعون",فتح باب السياره وهو يمشي في سرَاب ومجهول ماغِير يتبع صوت الشهقات والبكي ويجهل الي متجه له ..
وَقف خلف جسدها المرمِي على الارض وهو يشوف جزعهَا وألمهَا ويعلم علم اليقين ما تطيح الحرّه إلا وهدها العزوم وأنكسرَت كسر القزاز الي ما يتصَلح,أردَف وهو يجهل منطوقه: على هونَك يابنت الفرسان هوني الأمر وما جَاء من الله مقدر ومكتوب إن كانه حزن ولا رضا قسم الله علينا قدرنا وما يلحق الخالق ملامه وعذروب هونيها يابنت الرحمَن
ضَحكت على نفسهَا وهي على يقين وإعتقَاد حتى السراب ما تحمَل أوجاعها ونطق من حرّ مافيها:
ظنِيت به ظن وخَابت ظنوني
وصار الثمن دمعةٍ عجزت أجودّها
بلعت ريقهَا والغصه كأنها أشوَاك في منتصف حلقهَا بينمَا نطَق وهو يقرب أكثر منهَا: خذيها مني يابنت الرحمن وأعتبريها سِلم "لا ترفعِين الهقوات وسقف التوقعَات غير برب العبَاد" ولا عباده ماهمّ بأهل هقوه واتبعي السِلم الي أتبعته "الغلطه الي ثمنها دمعة عيوني والله ما أتعودّها"
أحنَت رأسها وهو تتفكَر في قوله وكلامه ومسَحت دموعها وهي تنهِي وتطوي صفحَة الضعف ونطَقت بالتعب الي تجسَد بجسدها وروحها: بكيت والبكاء ما يجدِي بخيبة القَلب اما عن الدرس تعلمت درسي زِين وها هم شدّو بدو قلبي عن ديار قلبَه والبدو لا شدّو عن ديار يبطون ..
وقَف من صَارت الهبوب تحرَك ثوبه على قفَاها وظهرهَا يلامس ثوبه ووقَف ينَاظر في المكَان الخالي ويَرد نظره لها: يابنت الرحيم وأعذريني عن السؤال إن كان فيه عِله وغلط بس عاد وش رمَا بك في أرض مابها بشر وفي حَال ما يسِّر!!
عَقدت حَاجبينها وزفرَت من سمَعت "حَال ما يسِّر",نطَقت بتهَجم ونبرَه أحتدّت: وش الي أنت تقوله ياولد!!
تكَلم بدون تفكِير وهو معتلِيته حمّيته: أقول ماهوب رجَال من خيب هقوة عذرَى هقت به وأقول ترَاك في وجه ألبدِر بن دحَام من سوء الليالي وجَور أقدارها وما مسَتك الدنيّه ولا الخطيه مادامني على هالدنيا حيّ
تقشعَر بدنهَا من نبرَة صوته الي طغت عليهَا الرجولة والحميَة ونطَقت وهي بتصحَح مسَار فهمه: يا ألبدِر ..
قطَع حبَل كلامها وهو يردَف بصوت رجولي وثقَل: أرفعِي رأسك يامَن ناديتي بالبدَر والله ووالله ما يحنِيه لا عبدًا ولا شَطَط
قَامت السدِّيم وهِي تنثَر الترَاب من عَلى لبسهَا,وألتفَتت وصَار وجهها مقَابل وجهه وسكَتت للحظَه وهي تتأمله,معتصَب وعيونه حَاده ونظرتَه ثاقبه كأنه صَقر في سماء الرحمَن ملامحه فيها من الحِدة والثقَل وما يوصفه غير سبحَان الي أبدع وصوَر ..
نَاظر فيها لثوَاني معدوده كفيله لأجَل تعلمه إنها ضيّ ألبدَر الي يبحث عنه في سرَاب ومجرَد ما شَاف ملامحها عرف وأيقَن أنها الجسوره الي تعتلِي الخِيل وما تهَاب وصَد بنظرَه عنها وهو يكسَر النظر بينهم ..
نطَقت السدِّيم بخوَف ورجفة بَانت بصوتها: أ أنت هذاك الي
أستوقفهَا ألبدِر وهو يرفع كَف يدينه بوجهها ويرَدف: صحيح أنا الي شفتيه في حَال ما يسِّر لكن يشهَد الله يابنت فيصَل ما دريت إنها أنتي الي هنا وبَادرت بالي بَادرته من طيب نِيه وأصل ولا تعدين الماضي الي دَار سبب لاجل يوجَل بخاطرك رهَبة وهلع ..
السدِّيم نطَقت بنفاذ صبَر: لا يا أخوي ترَاك فهمتني عن غَلط وسوء فهم,ماني من الي ينفعَل بها الدنِيه أنا السدِّيم بنت ألفِيصل الي ما يأتي منها الخطأ وفعل الحرَام غير رمت فيني سهوم المحبَة في ضلع الصحَاري الي ما به بشَر وسوى هالواقع مافيه ادعَاء
هز رأسه وأسترَاح خَاطره من عرَف إن الي يفكَر فيه ما حصَل ولا صار: أعذريني رميتك بالي ماهوب فِيك لكن ما نشدت السوء غير إن هذا الي أتضَح
السدِّيم هزَت رأسها بتفهم: معذور وماعليك لوم الوَاجهة تبين السوء لكن مايعَلم الصواب غير نشّاده
قطَع عليهم حبَال الحديث الصوَت الي تخَلل مسامعهم بصرَاخ وهو ينادي على أسمهَا ..
نَاظرت السدِّيم في ألبدِر بخوف ورهبَه من سمعت صوت نَايف وهو يناديها ويرَدد أسمها: أرحل ياولد دحَام لا تصيبنا الدنِيه وحنا بريّين
ألبدِر عَقد حَاجبه وناظرها بإستعجَاب: ما تلحقنَا فعلةً ماحنّا بأهلها لا والله ماهوب ألبدِر الي يترَك المهرَة في وسَط الصحاري بلا رقَابه,أنا هنا لين ما يأخذك مني سلِيمه
السدِّيم دّب الرعب والخوف في صدرهَا وهي تحَس بصوت نايف يقرب منهم أكَثر وأكَثر: لا يا ألبدِر لا,الغريب ما يفهم الصواب تكفى وأنا أختك لا تخليني بلسَان الشامتين
ألبدِر أعتلى صوَته من ندهَت به: وأنا ولد دحَام ولده والله ما يمسك سوء البشر وطمع الشمّات وأنا ألبدِر الي تخضع له خلايق الله أرفعي راسك يابنت فيصَل ما مرنا السوء ولاني من الي يقفي ويدحدر برأسه وهو شريف
وصَل الحس لمسَامع صوت نايف الي ركض بجنون نَاحيتهم وتوسعت عيونه وبؤبؤها وهو يصرَخ: ابعدد عنها يادني وردي الوصايف
ألتفَت ألبدِر على الصوت ورفع يده وهو يخلي السدِّيم بظهره: لا بالله لا بالله ياولد فيصل مانيب ردي الوصَايف أنا ولد شيخ يسبقه الصِيت لا يكَل ولا يمَل ويوم الواقعه تشهد لي خلايق الله كلها أنا ألبدِر بن دحَام
نَايف وهو مو مصَدق المشهَد الي قدامه ولا كون شقيقة روحه بظهَر رجال غِيره ضَاقت به الدنيا وضَاق به النفس وهو ينطَق بقسوة وجفَا: أقصر الهرج يا ألبدِر ورد أختي وخلنا نتقَاضى
ألبدِر ناظره بعيون متجهمة وواثقه: أختك في وجهِي وفي حمَايتي ومانت بلامَس طرف ثوبها وإن كانه على القضاوه خذها مني ورددها يالأخو ما يغلبني بهالصحرَاء الوسيعه هذي كلها إلا الانسان الضعيف ويوم تغلبني لابُد تكون أضعف خلايق الله
نَايف تقدم ناحيتهم وهو يرتجَف من قهر الرجَال الي صَابه وصوته يبث الرعب في اذن كل من يسمعه: ما حنا في موقف غلب ومغتلب وبين هزيمه ونجاح أنا ذباحك يا ألبدِر أنا ذباحك,من وقف قدامه سحَبه من يَاقة ثوبه وهو يبعده ويهزَه وهو يردَف بقهر: تستمدَح في نفسَك ناسي ان الي يتعدي على حرمه سقيطه يا السقيط!!
ألبدِر دفعه بعيد عنه وتقدم ناحيته وهو يرفع يده بنية الضرب لكن استوقفته اليد الصغِيره الي حَاوطت ذراعه أردفت السدِّيم وهي تبكي: لا يا ألبدِر تكفى لا ترتفع الأيادي وخناجرها ويبات ثأر ياخذ ولا يشبع
نَايف من شَافه وقف أستغل الأمر وصفعه لكن البدر رفع رأسه ومسَت الصفعه رقبته: والله لاشرب من دمك لحد ما ارتوي وأروي رمال الصحراء معي
ألبدِر من جت الضربه برقبته فار دمه وهو يدفعه برجله بقوه ويردَف: أجل أموت وأنا مرتاح أني دَافعت عن من كان في وجهي اشتبكوا الاثنين في مضَاربه مرَه الضرر يصيب هذا ومره ذَاك لحد ما وقفت السدِّيم بينهم وهي تدفعهم عن بعض وتفَارع بينهم وتصرَخ: خللاااص
نَايف تقدم ودفعهَا بكل حِيله وقوته تاركها تطيح على وراء وهي تتأوه من الالم والوجَع: لا أسمع لك حسّ من بعد سوَاتك خليني أنظف سواياك لا يلحق العار بأبوك الي جابك
ألبدِر من شَافها على الارض تقدم ناحيتها وهو ينحني ويمسَك كتفها ويناظرها: أنتي بخير؟,ألتفت ناحية صوت نَايف وأردف: ما مَن عار على هالدنيا غير إنك سميت بالأخ ومانت بعضيد وترا ماهوب برجال الي يمد يده على حرمه وكيف لاصارت الحرمه شقيقه
نَايف: أقطع وأخص ماهوب بالسقيط الي يعلمني السلوم
ألبدِر كان يناظر في السدِّيم وهو يدري تكَابلت عليها احزان القدوس الحكيم والي تواجهة الحين ماهو بالبسيط رفع راسه لنَايف وهو مبتسَم: الي تقول عنه سقيطه بيسوي الي عجزت يمنَاك عنه وبيحمي الشريفه برقبتَه وماله ودون حيَاته بعد
نَايف نطق بنبره عاليه وهو ماهو متحمَل المنظر الي يشوفه: ما ينظف فعايلكم الدنيه غير غسلها بالدم
ألبدِر نطَق بجهور صوته: لا ياولد فيصل ماهي دنِيه دامها حليلتن لِي
توسعَت عيون السدِّيم وهزت رأسها بالنفِي: لا لا تكفى ياخوي لا تجبرني على الي مابيه
نَايف ناظرها لثانيه وصَد: دامك ما تبينه ما كان حطيتي نفسك فيه,تكلم بإشمئزاز ظاهر في ملامحه وصوته وأردف بالكلام لألبدِر: ما تغرب الشمس الجديده إلا وعيني ما تراها ولا تراك,ألتفت للسدِّيم وتكلم وهو يناظرها: ردي للخيمة .. مشى قبل ما يسمع وينصت لردهَا تاركها بين الدموع وأفكارها وعتبها ..
"في وقت سَابق من هاليوم الطويل"
منشرَح صدرهَا في وجودها بِين الوضَح,رافعه يدها وتلامس رقبة النَاقة بحب ما بِين مداعب يديها وما بين بوسات شفايفها الي تركَت بصمتها في عنق الوضَح ..
ناظرت بها وهي مرتكزه على عصاها والهنَاء متضح في ملامح وجهها: يمّه يا مِيرال؟
فزّت على حسها ولفَت: ها لبيه ثم لبيه يا بعد كل هالمِيرَال يمّه؟
الجده ضحكت وهي تردف: أقربي جايّ يمه,تقهوي معي خلي البكَّار في حالهم
أبتسمَت من شَافت تضاحيك الشيء الوحِيد الي تعزّه وتغليه بدنيتها كلهَا وأردفت وهي تمشي ناحيتها: يا يمّه الخفوق يحبهم وما يقوى على فراقهم بعد
تكلمت وهي تصب في فنجالها القهوة: أشوف الخفوق قاوي على فرَاق الفَلا؟
مِيرَال خذت الفنجال من يمينها وناظرت في عيونها وهي تضحَك: أقربي جايّ وأقربي جايّ ماهوب عشان زِين وجهي عشان العلوم هأجل؟
الجده هزت رأسها بالنفِي وهي مبتسمَة: من قعد معك وتعَلل معك ما يهمه في حيَاته غير زِينك وحلاّك بس أنا مانيب منهم أنا قلبي يدَاري قلبك الصغير وعيوني ما ترَى غيره والحين لا تلعبين بأطرَاف الحديث أهرجي يمّه؟
مِيرَال شربت نص فنجَالها وحطته وهي تردَف بنبره فيها من اللَبك والغرابة كثير: وش ودّ أقول يالغلا كله وش ودّ أقول,ما أدري الرُّوح خايفه من كلام يصِيب البدن بالسموم ولا الخفوق ما رضى على نفسَه يهتزّ عرشه؟
الجده مسكَت يدها الصغيره واحتوتهَا بين يدينها: ووشهو الكلام الي يكدِر الخفوق؟
مِيرَال مرتها تنهِيده: إنك تحِّل محل إنسان ماهو أنت وإن البشَر تحسبك منهو أنقال فيه القصّيد وأنت مانت بذاك الوهَم,شعور إنك أنحطِيت في محل عمرَه ما كان لك أمقت شعور يمر به إنس صحيح القلب يستهَل صحيح العقل يرضَح في رضَا بس هالمشَاعر ماهيب لك وهالأرض ماهيب أرضك وشلون تفرح في شيء ماهوب بأسمك؟
الجده كانت تسمَع منها في صمَت لانها تدرِي كلامهَا صوَاب وتعجز تصَده وترفضه,نطَقت في محَاوله لزيحه منها: طيب والخفوق وشلونه مع رَاعي الدار؟
مِيرَال أبتسمَت وهي تستذكرَه,رجال ما يخوَن الوعد على الوعد وما يسكَت عن فعل الخطأ ويغَار على العذرَى من هبايب النسِيم إن كانها من نسَله ولا من نسَل حواء: رجالًا ونعم فِيه بس ماهوب أنا الي أنحَط في محل مو محلي ولا هو أنا الي أخذ البقايا إما يجِيني والعين ما ترى غِيري ولا يستريح مانيب الي أخذ خِلفة أحد
الجده أبتسمَت برَاحه وهي أيقنَت إن حبيبة القلب والعِين كبرت وصارت تعرف متى ترضَح وتتواجد في المكان ومتى تنسحب لاجل خَاطرها: وقليبك الصغِير عَاف الفلا خوفًا من إنه يشوف الي هازّ الشعور فيه
مِيرَال هزّت رأسها بتأكيد: هالله الله من بغَاني عرف كيف يجيني مو كَل من بغا جاء ولقانِي
نَاظرت الجده في السماء الي غربت شمسهَا وردت نظرها في الوجه الي تحبَه وتغليه: يمّه خلينا ندخل داخل البيت بدت تدهَم سماء الرحمَن
فزّت وهي تنفَذ الأمر بقبول ورضَا وانحنَت تجمع الأشياء وتدخل وراء سعادتها الأكِيدة,قعدت بين رجولها وهي تتسمَع للقصص ويسولفون في شتَى المواضيع ما بين قهَر الرجال ومابِين ولِيف نوره وحبيبهَا وكل سَالفه تطرأ في بال جدتها تلقيهَا لها ويتناقشون فيها وشعوَر السعاده طَاغي على قلب الثنتين هذي تدعي الله ياخذ من عمرهَا ويعطي ربيبتها عمر ثاني وهذي تدعي الله ما تعدم من شوف غاليتهَا ..
أنت تقرأ
أنتي قصّيدة غزل لاجيت أبكتبها // أغار من واحدٍ يتخيل أوصافك
Misterio / Suspensoياللي علينـا بالمحبـه تغليـت يالله توكـل رافقتـك السلامـه لاتحسبني بتبعك كـان صديـت ماتبعك دام الراس وسطه كرامه من صد جازيته بصده وصديـت ومن يتبع المقفي يقل احترامـه وكانك نويت تذل هالراس اخطيت والله لتبطي مانزل مـن مقامـه انا ترى لاقفيت ياهيه اقف...