رواية "عِيار مِن نوعٍ خَاص"
الفصل السادس "دَفْنهُم أَحيَاء"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للمرء اتجاهان و يجب عليه أن يعبر في واحد منهم و ينال مصيره، الاتجاه الأول عبارة عن طريق سهل ليس لديه أي عقبة و لكن ذلك الطريق عند نهايته ينتظره الهلاك، بينما الاتجاه الثاني عبارة عن طريق مُبعثر و لديه أكثر من عقبة، عبوره ليس سهل و يسير بل هو أشد قسوة و مُعاناة و في نهايته الحياة الوردية التي يتمناها المرء في حياته، فهل سيسلك الاتجاه الثاني أم الأول؟؟.
فتح فمه بصدمة من الذي يراه أمام نصب عينه فتشدق بدهشة:
_ ما الذي آراه أمامي؟؟، ابنة عمي تحتضن ذلك الشاب؟؟
غضب بشدة و اتجه لهم راكضًا و شَعِر بقلبه يشتعل من الغيرة و لكنه يخفي ذلك، وقف أمامهم و حدجهم بغضب مكتوم في صدره ثُمّ صدح صوته عاليًا وهو يسأل ابنة عمه:
_ ديلما ما الذي تفعلينه؟؟
ابتعدت "ديلما" عن أحضان أخيها و رفعت أنظارها لذلك الذي يصرخ بها مُجيبة إياه بلهفة:
_ يـ.. يوهان أنظر له.
أنهت حديثها الملهوف وهي تُشير بإصبعها ناحية أخيها، التفت له "يوهان" و أخذ يتفرس في ملامحه بدقة و بعيون ضيقة فاتسعت عينيه عندما دقق فيه و تذكر ملامحه عمه "سيفن" فهو يشبهُ بدرجة كبيرة حتى في تناسُق جسده و ترتيب خُصلات شعره، رمش بعينيه غير مُصدق و سأله بتوجس:
_ روبرت؟؟!
ابتسم الآخر بعذوبة فاتحًا ذراعيه له فدخل "يوهان" أحضانه بشوق و لهفة، هتف بنبرة مُحشرجة نتيجة تأثره:
_ لم.. لم أُصدق عيناي، أنتَ مازلت حيًا!
رد "روبرت" بنبرة باكية:
_ كُنت أظن أنكم ذهبتوا معهم للسماء و ظللت أنا وحدي أعيش في عالم مليء بالوحوش، تعذبت يوهان أخاك تعذب كثيرًا.
أجهش في البُكاء المرير و عبراته كانت تُبلل كتف "يوهان" الذي أدمعت عينيه بحُزن شديد، ربت على ظهره بحنو قائلًا بمرح:
_ و ها أنتَ مُجددًا تنضم لحزبي ضد ديلما و سنهزمُها كالعادة.
أصدرت "ديلما" صوت من حنجرتها دليل على ضجرها المُصطنع منهم فضحك الاثنان بشدة و انفصل عناقهم بعد بُرهة، سألهم "روبرت" بشغف كبير يشع من عينيه:
_ أين ديفيد و أرثر؟؟
_ نحنُ هُنا مُنذ الانضمام إلى الحزب.
أنت تقرأ
عيار من نوع خـاص
Боевикالعالم يخضع بخوف لقوانين حاكمها و حاشيته الذين لم يعرفوا الرحمة، قوانين تحتم بإمتلاك هؤلاء الأبرياء، ضحايا تتناثر هُنا و هُناك لا أحد يوقفهم لأنهم ببساطة لا يمتلكون القوة في صدهم، ينتظرون من يأتي و ينقذهم من تلك الوحوش الجامحة على أملٍ أن تأتي مُعجز...