#4 الذِكْرَياتْ

8 2 1
                                    

Part four
The writer: salma "selena"

في رِحلة الحياة، نَمُر بِتَجارِب لا تُحصى، كُلٌ مِنها يَرسُمُ علامَة عَلى دَفاتِرِ أرواحنا. بعض هَذهِ الذِكريات مُشرقة ومُبهجة، وتَحمِل حلاوةً مِن السعادة التي نُريد التَمسُكُ بِها إلى الأبد. تَملأ ذِكرى الضَحِك مَعَ الأحِباء والنجاحات التي حققناها بالأملِ والإلهامِ.
ومَعَ ذَلك، فَليسَ كُل التجارِب ممتِعة بِنفس القَدر. بعضها مُظلم ومُؤلم، مما يَجلبُ مَعهُ أعباء الحُزنِ والأسى. تُمِزِقُ هذه الذِكريات أنسِجَتَنا العاطِفية، تاركة ندوبًا قد لا تلتَئِم تمامًا.
لِذلِك نُحاولُ دوماً نِسيان الذِكريات المؤلمة ونِسيان ما لا نُريد، لكن هذا يَدومُ لِفترة مَحدودة وبعدها تِعودُ تِلك الذِكريات لِتُمزِقنا مِن جَديد.

[هُناك في إسكتلندا عِندما كانت سيلينا في الثانية عَشر]
[سكاي تقترب مِن باب مَنزل سيلينا ثم تطرقه، وتفتحُ لها والدة سيلينا]
"صباح الخير، سيدة ليند"، قالت سكاي بسرور.
"صباح النور، سكاي"، أردفت ليند.
"هل سيلينا موجودة؟"، سألت سكاي.
"لا، ليست موجودة، لقد أرسلتُها هي وجاك للمخبز"، أجابت ليند.
"أوه"، قالت سكاي.
تفتح ليند الباب أكثر ثم تذهب إلى الجِهة اليُمنى مِن الباب وتقول:"تفضلي يا سكاي، يُمكنكِ إنتظارِهِما هُنا"
"لا لا سأُغادر، كُنت أُخطط لإصطِحاب سيلينا ثم جاك معي، لأنني أقمت مفاجأة لهم"، قالت سكاي بإبتسامة.
"مفاجأة؟، أي مفاجأة؟"، سألت ليند.
"امم، الأفضل ألا أُخبركِ، لأن سيلينا عِندما تعود ستروي لكِ كُل شيء بدون أنْ تتوقف عن الكلام للحظة!"، أجابت سكاي.
"ههههه، أنتِ محقة"، قالت ليند.
"حسناً، سأذهب الآن، عِندما يَعودان أخبريهم أنّ هُناك مفاجأة تنتظرهم بجانب البُحيرة، لكنْ لا تُخبريهم بأنني هُناك"، قالت سكاي.
"بِكُل سرور عزيزتي"، قالت ليند.
سكاي وهي تُغادر:"حسناً، وداااعاً"
"وداااعاً، إنتبهي على نفسِكِ"، أردفت ليند.

[توجهت سكاي إلى البحيرة، هُناك توجد شجرة كبيرة وظليلة قريبة مِن البحيرة، يجلسون فيها سيلينا، جاك وسكاي دوماً، سكاي أحضرت قارِباً صغيراً مِن منزلها مُنذ بِضعة أيام مِن قبل هذا اليوم،  وقامت بتخبِئته بعيداً عن الشجرة.]
[سكاي تَجرُ في القارب نحو البحيرة، ثم تقول]
"أتمنى أنْ تعجبهم هذه المُفاجأة، لقد خاطرت بحياتي، لأن والديَّ لم يسمحا لي بأخذه، وها قد أخذته بالسر فقط لأجلِهم، لكنْ سيحبون المفاجأة بالتأكيد، عِندما يركبون ستتخيل سيلينا أنها الأميرة كورديليا وأنها في رحلة عبر بحيرة الذهب! وجاك سيتخيل أنه الفارس الشُجاع الذي سيحمي سيلينا مِن تنين البحيرة الشرير! وأنا سأكون التي ستنعتهم بالأطفال في كُل كلمة يقولونَها! هههههه"، مع ضحكة صافية مِثل البلور ثم تُضيف "آه، إنظروا إلى نفسي، أصبحت مُخيلتي طفولية مِثلهم"، بإبتسامة صفراء.
[وصلت سكاي مع القارب إلى ضِفة البحيرة، ثم صَعَدَتْ على القارب وبدأت بالتجديف إلى مُنتصف البحيرة، بعد مدة خمسِ دقائق أو أكثر بقليل وصلت سكاي إلى منتصف البحيرة ذات الإنعكاسات الزرقاء مِثل الزجاج. وقف القارب الخشبي القديم، مثل بقايا من ماضٍ منسي. على متنه كانت تقف سكاي، ذات الشعر البني المتموج وعينين زرقاوين عميقتين. شعرت بالريح تدغدغ بشرتها وهي تنتظر بصبر وصول صديقيها، سيلينا وجاك.]
"امم، عِندما يصلان إلى الشجرة هل أصرخ لهم بأسمائِهم؟ ام بأسمائِهم الطفولية؟"، ثم أضافت بإبتسامة "اممم حسناً، أعتقد أنه مِن الأفضل أنْ أُناديهم بـ برنسيس كورديليا والفارس الشُجاع، هذا سيجعلهم مُتحمسين!"
[إنتظرت سكاي لِمدة عشر دقائق أو أكثر في القارب لكن لَم يصلا بَعد، نهضت سكاي لكي ترى إذا كانا سيلينا وجاك قد وصلا، لكنْ فجأة وبدون حُسبان، هبت عاصفة، مما جعل الهواء يصفر حولها. لم تجد سكاي وقتًا للتفاعل عندما ضربت رياح قوية القارب وأفقدتها توازُنها، وأسقطتها مِن على حافتها. سقطت في الماء مع صرخة ثم ضربت رأسها بِقمة الصخرة الضخمة. وجدت سكاي نفسها مُحاصرة تحت هذه الصخرة الضخمة، توقفت الرياح فجأة، تاركة وراءها هدوءًا مشؤومًا. كافحت سكاي للتخلص من الصخرة، لكن قدمها كانت محصورة بإحكام. وبينما كانت تدور الماء في رئتيها، بدأ البرد في التسرب إلى جسدها.]

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شرارة الحُبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن