مرّ أسبوع على ذلك اليوم. ادريان لم يتصل بي ولم يأتِ لزيارتي في المنزل. شعرت وكأنه غارق في غضبٍ وحزنٍ عميقين، مكسوراً من رفضي غير المتوقع. كيف لا، وأنا قد رفضت رجلاً مثل ماتيو؟ من يفعل ذلك؟كان يرى نفسه دائماً الأفضل، رجلاً شهماً، واثقاً، جميلاً، ذا شخصية قوية وجسد لافت وكاريزما آسرة. كل تلك الصفات جعلته يظن أنه يستحق الاحترام، وأن كل امرأة عليه أن تطيعه بإخلاص وحب. لكنني كنت الاستثناء. تجاهلت رغبته، لم أذعن لأوامره، وكأنني كسرته، رغم أنني في داخلي كنت أتوق لأمنحه ما أراده.
كنت أود لو أتمكن من العيش بجواره بهذه الطريقة، أن أكون معه، أن أمارس الحب مع الشخص الذي عشقتُه منذ طفولتي. فهو بالنسبة لي سيبقى دائماً الرجل الذي سكن قلبي، حب طفولتي الذي لا يشبهه أحد.
عصراً عند الساعة السابعة، ارسل لي ادريان رسالة نصية قصيرةٍ مركوبة من اربعة كلمات مع شرح مفصل عن العنوان* انتظرك في بار الحانة.
رميت الهاتف بسرعة، وهرعت بلهفه لتجهيز نفسي الحبيبة فحان وقت الإعتناء بها جيدا، فلم أدير بالي عليها منذ اسبوع لاني اهملت حياتي الخاصة ونفسيتي والعناية في بشرتي وشعري. فلذا عوضت نفسي عن تلك الاسبوع الماضي الذي فات فكنت قد ارتديت فستان احمر قصير فوق الركبة مع حذاء اسود اللون، وايضا مرتدية قليلا من الميكب البسيط الناعم جدا، ومن ثمها أنطلقت الى هناك بقلب سعيد، لا اعلم مالذي ينتظرني هناك ولكني متاكدة بأننا سنكون سعيدين وسنحظى بأمسية رائعة لن تنسى أبدا!.
حين وصلت إلى البار، رحب بي اول شخصا صديق ماتيو، اخذ بيدي ومن ثمها دعاني ان الحق به لكي التقي في ماتيو.
امام بابا كبيراً وطويل الحجم، وجدت ادريان بجانبه واقفا بشموخ فلابد كان في انتظاري، ألقيت التحية عليه وكأن شيئا لم يحدث بيننا، غطيت على الموضوع وهو فعل المثل. دعاني بامر ان امر من خلال الباب. شيئا في داخلي يمنعني من الذهاب خلفه، شعرت بان امرا غريبا سيحصل هنا ولن يرضي قلبي باتا، لا من مهرب من هذا الآمر فالحالتين يجب علي ان التزم في هذه اللحظة من اجل ان ارضي قلب رجلي وخاصتي.عندما دخلتُ فكانت الاضائة قوية ومشعة بلونها الأحمر والاسود من الاطراف، خفت، وارتعبت من هذه الاجواء المخيفة، فيما قلبي اصبح يخفق بجنون امسك ادريان بيدي وقيدهما بالغصب عني فنظرت به بهلع شديد وقلت: مالذي تفعله اتركني، اتركني، ابتعد عني.
سرعان ما حاولت الإفلات من يداه علق يداي المقيدة ب كرسي، وفي الطرف الاخر لاحظت سرير كبير، عدت في النظر إلى عيّني ادريان لاتأكد من نظراته، فكانت للأسف فارغة، مصدر قلق وتوتر شديد، دعيت إلا يكون في بالي صحيح فمن المستحيلات ان يجرب قلبي بمثل هذا الموقف والشعور الصعب، لاني لا اتحمل إي الم آخر بسبب هذا الرجل.
" انظر بي وأخبرني انك لن تصغي إلى عقلك أبدا، لن تفعلها بي"
" لطالما دايما احببت ذكائك هذا ويلومونني اصدقائي الحمقى لماذا أغرمت بكي؟"
" أنا حقا أكرهك، وأكثر ما أكرهه عقلك المعفن ذلك"
" دعينا نستمتع في المشاهدة الان لكي لا تغفلين عن مشهدك الخاص"
" كلا، كلا، كلا للللا، لن اشاهد شيئا أتسمع، سوف اغلق عيناي"
" الخيار لكي هو في الاخير"استمريت في الصراخ بنبرة حادة ومؤلمة حلقي ورأسي، حتى في اخر المطاف ظهرت امراة جميلة جدا، اجمل مني بالآلاف المرات، ذو شعر طويل كثيف ومشدود للخلف بتسريحة ذيل الحصان، أعطاني ادريان ظهره وشاهد مستانسا فتاته وهي تزحف نحو السرير ثم تخلع عنّها ملابسها، خجلت بدلا عنه منها، شيئا فشيئا لم يسعني الحركة والصراخ بينما اكتفيت بصمت بالبكاء المرير حيث ادريان اصبح امامها اشتد صوت الأنين من حلقي في ذلك الظلام، لاول مرة في التاريخ البشرية تمنيت لو انني انولدت عمياء، لا ارى ولا اسمع تلك الأصوات الجنونية والحميمية من قبل ادريان وعاهرته.
سرعان ما ادريان حمل قدماها ورفعهما لأعلى مستوى كتفه شعرت بحرقة شديدة في صدري، الم قوي لا يطاق ولا يحتمل، حيث ان الالم بدأ يزداد وتتصاعد دقات قلبي بجنون من شدة انفعالي وغيرتي عليه مما اكاد اتخلى عن مخلوقي المفضل بعد ما جعلني ان اعيش تحت ظل القهر وذكريات طفولية وبشعة تعصر معدتي.
" ادرياننن، ادريااان، توقف عن فعل ذلك، اقسم برأس والدي الحبيب ان لم تتوقف حالا فسوف اقتلك في داخلي"
جربت كل شيء لكي فقط احاول في توقيفه، ولكن مامن فائدة، حين فقدت املي به، أغمضت عيناي بقوة حيث اني لم اعد ارى شيئا سوى الأصوات السيئة في الغرفة. مر الوقت هنا ببطى فأحسست عيني ضعفت وفقدت الرغبة في البكاء وفضلتُ النوم." راتشيل، هيييِ هل نمتي؟"
استفقت من النوم على صوت ذكوري مقزز
" اياكً أن تلمسني"
افلت ذراعي وتلك العاهرة حين فتحت عيني لم تكن هناك.
انتصبت من مكانيّ زاحفة بعيداً عنه حتى وصلت الى الباب لأهرب بعيداً بعيدا عنه كمش بي، وأوقفني.
" مالذي اصابك؟"
" مالذي أصابني؟ هل يهمك حقا؟"
" في الحقيقة لا اهتم لامرك ولا مشاعرك"
" اذااا افلت يدي"
فيما أنا اتخبط بين يداه ثبّتني امامه ؤمن ثمها قبلني بشراسة بينما أنا عجزت عن فعل شيء، عجزت عن الحركة والمبادرة لذالك دفعته بقوة يداي وبعدها رفعت يدي في الهواء الطلق لاقذف باحد يدي على وجهه، صفعة قوية خرقت جلده وهو مندهشا يبتسم رافعا رأسه الى السماء.
" هذا ما تستحقه سيد ادريان"
" خرقاء، لا اصدق بأن اللعبة ألبستك"
" ماذا، أي لعبة؟"
" لا شيء"
وحينها فقط اختفى تماما من امامي.
عدت إلى المنزل باكية ومتعبة للغاية من كل شيء، كلمة اكرهك قليلة من امثاله القذره التي هدرت حياتي كلها ولم اصل لمطرح طالما ما يزال قلبي ينبض به ومغرم بحبه.
أنت تقرأ
عاقبنيِ عن افعاّليِ
Poetryفي طفولتهما الأولى والراقية، ربطت بينهما صداقة غير متكافئة: فتاة مخلصة، حنونة، طيبة القلب وهادئة المزاج وعاطفية جدا، تحب بلا شروط، وفتى حاقد، اناني وقاس القلب، منذ صغره يحمل أثقال عقده النفسية على كتفيه الصغيرين بسبب مشاكل عائلية دمرت ثقته بنفسه و ز...