"الخامس عشر"

70 3 0
                                    

بِين التضَاحيك وفرحة الخوَاطر الي تخللها الفرح عمّ الصمَت بينهم من بدأ الصرِيخ ينتشَر ويعتلِي,سحَبت عصاها وهو تنَاظر بعقدة حَاجب بنت الجوف والوريد: يمّه تسمعين الي أسمعه؟
فزّت مِيرَال وهي تحَس أنقبض شيء في داخلها ما تدري وش هو غِير إنه مرَها ألم,حطَت يدها على قلبهَا وناظرت في الباب وهي تجّر خطاويها برا الدَار وتركَض وهي الي تجهَل السبايب وراء هرولة رجولها وعدِي خفوقها ..
شهَقت من شَافت غرِيب الدَار الي زرَع الغبطَة بأيسرها صرِيع على الأرَض وقبل ما تنطَق ضرب كتفهَا عصا جدتها الي طلعت بعجَاله وراها ومن شَافت المنظر ضربت كتفها وهي تبعدهَا ..
عقدَت حاجبها وناظرت في الشَابين الي معه: شيلوه وألحقوني
تمِيم تقدم وهو ينحني ويرفع بَارق وألصَقر يسَانده وهو يردف: تصبّر ياخوك تصبّر
مشّت الجده ووراها العيال الي شَايلين بَارق ومايدرون وين تالي هالِيل تَاركين وراهم مِيرَال الي صفَنت ولا عَاد بها قوة تلحقهم ..
هذي أول مره ينقبَض قلبها ما تدرِي هي رهبَة ولا خوف وإن كانه خوف وش سبَايب هالخوف,أنقطعت أصوَات عقلها من نادتها جدتها وأردفت: عونك يمّه عونك,مشَت وهي تلحقهم ووقفت على الباب وهي تنَاظر جلِيس الفَلا متمَدد بأرض بيتهم ومنظره ما يسِّر العين ..
تمِيم تكلم وهو يتنفس بتسَارع: تكفين يا يمه تكفين داخلين على الله ثم عليك إنك تنقذين عزيز الرُّوح
الجده رفعت ثوبه وهي تناظر في رجله ومكان القرصه الي أزرَق,ناظرت في مِيرَال الي مدامعها تحجرت في عيونها: مِيرَال!
مِيرَال كانت تتأمله وتعَاتبه في جوف صدرها: غِبت عنك وكذا تعَاقب الرُّوح؟,تعور الجوَف في خَوْره عليك؟
أردَفت الجده بنبره حَاده وهي تنَاديها وفزّت مِيرَال وهي تمسح الدمعه الي نزَلت من عينها: عونك يمّه؟
رفعت يدها وهي تأشر على الخنجر الي بالطاوله: ناوليني الخنجر
مِيرَال مسكت الخنجر وتقدمت فيه وانحنت بجنب جدتهَا وهي تناظرها وتهمس بخاطرها: يارب مالي على هالشعور من قوة لا تخلِيني أعيشها يا الله,فتحت جدتها جرَح شبه غائر في مكان القرصَه ومن أنتثَر الدم عضَت شفايفها مِيرَال وتنهدت وهي تهمَس بصوت غير مسموع: أني في وجهك يارب
ناظرت الجده في تمِيم: أمسك رجله بقوه وأرفعها فوق,ألتفتت لألصقَر: وأنت أقبض كتوفه زين,تقدمت وهي تقرب فمهَا من الجرح وتبدأ تمتَص الدم وتطلعه في طرَف شيلتهَا وأستمرت كذَا لحد ما بدأ يهمهَم بَارق بصوت مو مفهوم ..
أبتسمَت مِيرَال من سمعت حسَه وتسرَب الصوت لمسامعها بينما بَارق بدت أنفاسه تهدأ وروحه تستدَرك مهجعهَا,ناظرت الجده في العيال: خلوه تراه طيّب
تمِيم عينه كانت على جرحه: بس الجرح؟
الجده اخذت الخنجر وحطته بوسط النار وهي تردف: هالحين يتسكر
ألصَقر تنهَد براحه وهو يناظر في العجوز: الله يفرج عليك كل هم زي ما أفرجتي علينا بهالساعه
الجده أنبسطَت أسارِير وجهها براحه: ما سوينا غير الواجب وأنا أمك,قطع حديثهم بَارق من بدأ يسعل تَارك الصوت يبَث في جوف مِيرَال الخوف ..
ألتفتت مِيرَال وهي تسحب جيك المَاء وتصب منه بالكأس وتزحف ناحيته وهي ترفَع رأسه وتسندَه عليها وتشربه: بسم لله الرحمن أشرب وأرويّ ريقك
بَارق كان يستشعر الصوت الي بهَج روحه وسمى بالله وهو يشرب المستطَاع,فتح عيونه وأبتسم مُحيَاه: هالمرَه مانتي بخيال يعَانق الفكَر ويبعثر الجنَان
مِيرَال هزت رأسها بالإيجَاب وعينهَا لازَالت متحجره بدموعهَا: واقع على كَثر ما حطيت بالخفوق مهَابة ما يقواها
رفع يده وهو يحطهَا على أيسرهَا ويهمَس: بسم لله عليه من كَل شرًّ يجيه
مِيرَال بلا سَابق إنذار وبلا تفسِير هَلت مدامعهَا على خدها وهي تسمَع حروفه لوهَله من الزمن حسّت بنار الفقد الي تمَر بلا ميعاد وتسرق أعزّ من تهوَاه النفس للحظة مرتهَا الذكرى وخذتها لشعور قديم أعتقدت زوَاله,أدركَت بهالأثنَاء حقيقة خوف وإنقباض قلبها عليه من فرط الشعور الي تملكها حتى ولو إنها ما تزّعم محبتها له إلا إن غلاه بقلبها كبير للحدّ الي ما تبي تخسرَه ..
بَارق تبسَم خاطره وجوفه ورفع أنامله وهو يمسَح الدموع من خدها الزَاهي: ليه الدموع ياريش العِين ليه؟
مِيرَال زفرَت وناظرته بعتَب: أنت السَبب
بَارق ضحك ومرَه الألم من تحرك جسده وحرَك ساقه,عَقد حاجبينه وأنفكَت العقده من قرأ الخوف بعيونهَا: أنا معك وشلون تنزل دمعتَك؟ .. مسَح خدودها الرطبَه بأنَامله وهو يردَف: كفِي الدموع الله يرحَم والديك ولا عَاد أشوف الحزن يطفِي لمعتك
قبَل ما يكمل حديثهم الي مَاله نهَاية ما دام إنه حديث مودَة وحنِين,سحبت الجده الخنجر من تحمّر وسخَن وحطته بلا سَابق إنذار على جرحه وهي تكوّيه ..
توسعَت عيونه من الالم وزئر بألم بينمَا مِيرَال شهقت ولفت تناظر جدتها بصدمَه ..
ضَحك تمِيم برَاحه: الحمدلله ولا كَان شققت ثوبي من الجفاف
ضَحكوا ألصَقر وبَارق أما مِيرَال أحنّت راسها من الحيَاء ..
شالت الخنجَر وهي ترده وشقت من شِيلتها وهي تربَط بها جرحها بعد ما سَدته بقطن,ناظرت فيه بحَده: هذي عشَانك نزلت مدامع الخفوق
بَارق نطَق بنبرة فيها ضَحك: حقك,ودك بعد تكوِين الرُّوح؟ تراها فداك دامها بسبِيل الخفوق
العيَال ضحكوا عليه والجده تبسمَت تاركِين مِيرَال تغرق بالحيَاء ..
ألصَقر: أحسبك ثقيل وطلعت حَالك وحال الرِيشه واحد
تمِيم ناظر في الجده: عسى يدينك ما تمسها النار يا أمي لكن نقدر ناخذه الحين ونمشي؟
الجده ناظرتهم وأردفت: إن كان ودّه بالرحيل هالله الله تقدرون لكن أنتبهوا على راحته لين ما يبرأ الجرح لا يلتهب ولا تمر بدنه الحمى
بَارق ناظرهم: دام إن الموضوع فيه تنبيه هأجل خلوني وعَاودوا لي بكرا
ضحكوا كلهم عليه وبينهم مِيرَال,نطق ألصَقر: اقول قم بس خل الناس ياخذون راحتهم
انحنى تمِيم وهو يوقفه ويمشي معه,بينما ألصَقر ناظرت فيه مِيرَال وهي تسحب من الطاوله مرهَم شعبي هي ساحقته للجروح ومدته له: خلوه يحط منه مرتين باليوم مره بالصبح ومره بالمساء وفاله العافيه
ألصَقر هز راسه بالايجاب ومد يده وهو يَاخذ العلبه لكن لفت نظرَه الساعه الي كَاسيه يده,توسعت عيونه ومرَت الرجفه يده وهو يتأمل الساعه الي يميزها من بين الف سَاعه ..
عقدت حواجبها مِيرَال ونطقت بنبره عاليه: يا الأخو؟
ألصَقر أستوعب وأخذ العلبه والتفت للعجوز: الله يعطيكم العافيه,طلع وهو يتجه للسياره وبَاله في مكان ثاني كليًا ..
"بمكَان مختلف وهالمرَه بوسط الصحاري"
رجَع وبين صدره ألف شعور وشعور ولا واحد فيهم ينَص على "الراحه",حَس بالكتمان مستحَل صدره,رفع يده وهو يفتح ياقة ثوبه لأجل يحَاول يلقط النَفس .. الي يخاف من هبَة الريح لا تجرَح خدها والي يهون عليه التعَب والمرض والسَقم ولا يشوف عيونها في حزن والي يبيع ماله وحياته ودونه عشان بسمَتها اليوم صابته في رمَح تخَلل صدره ووقع في أعمق محَل بالوجدَان شعوره فوق الخذلان وطعنات الظهر شقيقة روحه في الخلا مع رجل غريب وش يعَالج صدمة عقله الي يعجز يصدق ما شافت عيونه ووش يزِيح هموم صدره من الغم الي كسَاه؟ ..
مسح على وجهه بكفوف يده وهو يتعوذ من الشيطان ألف مرَه ويناظر في السمَاء وهو يجهل الصواب من الخطأ,اعتكَف في الخيمه والدم ثَاير وعروقه بتنفجَر والغضب يتطَاير من عيونه بشَرار قعد صَامت بدون ما يحكي مع نفسَه ولا يفرغ شعوره لحَد ما مر بمسَامعه صوت السياره الي وقفت,وقف وهو يتقدم ناحيتهَا ويرفع يده بوجه تمِيم الي يسوق وبصوت عالي: لا تنزل لا تنزل
تقدَم نايف ناحية سيارته وهو يفتح الباب ويناظر في عُلا ووهَج: جاء بَارق وتمِيم اركبوا معهم بالسياره أنا والسدِّيم بنلحقكم بعد ما نلم الاغراض خلوكم مع اخيكم اكيد انه تعبان,نزلوا البنات وهم متوجهين لسياره اخوهم ويركبون ورَاء تحت أنظار ألصَقر الي واقف بجنب باب تمِيم وردف وهو يناظر بَارق: لاتنسى علاج الولِيف,ضحك وأردف: أنا ماشيء ياخوك توصي على شيء؟
بَارق هز راسه بالنفِي: سلامتك وماغيرها شيء انشهد انك ماقصرت
ألصَقر أبتسم وهز راسه ومشى ناحية سيارته ومن ركبهَا شغلها ومشى,تكلمت عُلا بعد ما شَافته ابتعد ورَاح: ترا نَايف ماهو بجاي بيجمعون الاغراض هو وألسدِّيم ويلحقونا
تمِيم ناظر وراء وبدا يسوق مبتعَد عن المكَان وتَاركه مايدري إنه بيصير فيه أحداث بتغير مجرى الكثير ..

أنتي قصّيدة غزل لاجيت أبكتبها // أغار من واحدٍ يتخيل أوصافكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن