أنا لستُ ملفتة، ولكن من قالت إن
الجمال يكمن في الظهور؟
أعيش حياتي ببساطة وهدوء، كذرة غبار في زاوية منزل هادئ، لا تلتفت إليها العيون، لكنها
جزء لا يتجزأ من المشهد الكامل.
ليس لي ضجيج يجذب الانتباه، ولا بريق يخطف الأنظار. ومع ذلك، أجد في هذه البساطة سحرًا خاصًا، وراحة لا تضاهى.
أحارب وحش الكآبة داخلي بطرق مختلفة، ليس بالصراع العنيف، بل بالاحتواء والفهم.
أتعلم أن أعيش مع ظلالها، وأجد الجمال في خيوط الضوء التي تتسلل بين الحين والآخر، تلامس وجنتي بلطف وتذكرني بأن الأمل موجود دائمًا.
تلك الخيوط ليست شرطًا لسعادتي، لكنها تذكرة جميلة بأن الحياة مليئة بلحظات صغيرة تستحق التقدير.
الأضواء ليست معيارًا للدفء الذي يحمله قلبي، ولا الحاجة إليها كي أشعر بالحب والقبول.
قلبي ينبض بالصدق والهدوء، وأجد سعادتي في اللحظات البسيطة والتفاصيل الدقيقة.
نظرات الآخرين العابرة ليست غايتي، فأنا أبحث عن الأعمق، عن التواصل الحقيقي والصادق.
محاولاتي ليست للفوز بقبول الآخرين أو لإثبات شيء ما، بل هي رحلة لاكتشاف نفسي، لتحقيق الرضا الداخلي.
أعلم أن الفشل جزء من الطريق، وأنه يحمل في طياته دروسًا ثمينة.
لا أعود منبوذة، بل أعود أقوى
وأكثر فهمًا لذاتي.
راضية بما أنا عليه، كراكبة في باخرة آمنة تعرف وجهتها وتستمتع بالرحلة بكل تفاصيلها.
لا أخشى الغرق أو الجوع، لأنني أعلم أن القوة الحقيقية تكمن في القبول والتكيف مع ما تطرحه الحياة. أجد في الرحلة نفسها متعة، وأتعلم من كل موجة ومن كل ريح تهب علي.
الحياة ليست دائمًا كما نتخيلها، وأحيانًا تكون أبسط مما نعتقد.
في تلك البساطة يكمن جمال غير مرئي، جمال لا تدركه إلا النفوس الهادئة المتأملة.
ومن خلال هذا الجمال أجد نفسي، وأدرك أنني رغم كل شيء، لست بحاجة لأن أكون ملفتة لأكون مهمة.