وصَل البيت وهو في هوجَاس وما يترَدد لمخِيلته سوَى الساعه الي أحتوَت يدين البنت المجهوله,يجهل إن كَان مجرد تشَابه أو حتى أختلطَت عليه الأشكال من فرَط الشوق والحنِين ..
تنهَد ألصَقر وهو يقوم من السجَاده ويرتبها وينسدح على السرير وعِينه تناظر في السقف الخَالي سامح لعقله وجسدَه يغرقون في الأفكَار لحدّ ما أستحَل السهَاد عيونه ..
على عكَس بيت ألفهَد الي عمّت فيه الأصوَات وما كأن الوقت صباح,نطَقت الأم بنبره جَامعه ما بين الخوف والرهبه: وأنت مهبول يوم أنك ما تنتبه للعقرب وتَاركه يدخل في ثوبك!
بَارق ضحك ومسَك يدها وهو يبوسها: يا أميمتِي ربي الي كَاتبه لكن والله أني بخير وبحَال يسير
ألعُلا نطَقت من وراهم: يقولون أنهم عطوه أبره لا تخافين يمه
بَارق أستغرب ثم ناظر أمه وهو يهزّ رأسه بالايجاب: أي كل مافيني بصحه وعافيه
الأم تنهدت وهي تمسَح على رأسه: متوكد ما يوجعك شيء وما تحس بشيء؟
بَارق بإبتسَامة رضا: والله مافيني إلا كل خِير نحمد الله جت يسيره
وهَج قاطعتهم وهي تنسدح بمحجر أمها: خلصتي من ولدك,دوري يالله تراني ناقصه حنَان وفوقها قتلتني الروعه وولدك خلاني أنهار في خلاء ربي الخالي
الأم أحنّت راسها وهي تبوس جبينهَا: بسم لله عليك من كل سوء يصيب البدَن بعدين يالملسونه ينقصَك الحنان وأنا هنا؟
وهَج ضحكت: اخسي ينقصنِي فديتك
ألعُلا ضحكت وتثَاوبت: لا إله إلا الله خلاص ماعاد فيني زياده والله,قوموا واتركوا أم ألعُلا تنَام براحتها لا تزعجونها
بَارق قام وهو متكئ على الجدَار ويمشي بخفه: أول مره تقول كلمة صاحية يلا تصبحون على خير
وهَج قامت بعد ما تركت بوسات في وجه أمها وهي تضَحك وطلعوا ثلاثتهم تاركِين الأم في إبتسَامه وسعَادة ورضَا ..
أما في بيت ألفِيصل كَانت الاجواء مغَايره,الصمَت عام المكَان وكلهم يحترون رجعة نَايف والسدِّيم الي طولوا الغياب أردَفت الام بقلة صبر: تمِيم يمه ارجع دق عليه اخاف صار لهم شيء ولاشيء؟
تمِيم هزّ رأسه وقبل لا يبدأ الاتصال أنفتح الباب ودخل نَايف الي محني رأسه وعَاجز عن الكلام ..
نطَقت الأم وعيونها تدور السدِّيم: يمه نَايف وينها أختك؟
نَايف تكلم دون ما يرفع رأسه: ماهي جايه
قامت الأم وقلبها ينغزها بشكل موجع,تقدمت ناحيته وهي تدفعه وتناظر في الباب: كيف ماهي جايه وينها السدِّيم يمه؟
نَايف مسك أمه وهو يحطها قدامه: السدِّيم ماعاد بتجي يمه خلاص راحت
الأم تغيرت ملامحها وحطَت يدها على قلبها من مسّها الألم: ك كيف ماهي جايه! وين راحت!
نَايف ناظر في تمِيم: خذ أمك يا تمِيم خذها
تمِيم فزّ وهو يمسك ذراع أمه ويهتف: أهدي يمه أكيد انه يهذري أهدي وامشي اجلسي الحين نسمع,مشَى مع امه وجلسها على الكنب وكلًا منهم يترقب رد نَايف الصامت ..
نطَق بعد صمت طويل: السدِّيم في بيت زوجها
نطَق تمِيم بصدمة: اييشش!!!
الأم كَانت علامات الاستنكار طاغيه على وجهها: وش الي تسولف فيه وش زوجه!
نَايف تكلم وهو يتحَاشى النظر بعين أمه: الي سمعتيه خذاها زوجها لبيتها
تمِيم فَارت أعصابه وهو يشوف أمه تتوجع من قلبهَا ومو قادره تتنفَس قام بعصبيه وهو يرفع رأس نَايف ويتكلم بعلو صوته بوجهه: لا تحنِي رأسك ورد علينا زي الرجال لا ترمي بألغاز وتعور قلب أمك بهالسّم أنطق يا بني آدم وينها أختك! وش سويت بها يا نَايف وش سويت!
نَايف تكلم بلا وعِي: وش سويت غير أني غسلت شرفها قبل ما تندسه ووش تبيني أسوي لا شفت أختك في عز الليول وعز الصحراء مع غريب مجالسها! وش تبيني أسوي وأنا وقت أنشده يتركها يقول بوجهي ومانت لامسها! وش أسوي وأنا حطيت القضوه بيني وبينه ووقفت لأجل تمسكه بدال ما تمسكني وش أسوي يا تميم وش أسوي يلحقكم العار؟ ولا أسد بابه!
قامت الأم بهالأثناء وهي تجرّ خطاويها بكل صعوبه,رفعت يدها وهي تضربه بكف على وجهه ونطقت بقهر: ياحِيف ياحِيف تصدق الردى بأختك؟ أختك الي من أمك وأبوك أختك الي تعزوى فيك أختك الي تشوفك الأب من بعد أبوها؟ تصدق فيها أبليس وفعايله ما تعرف تربيتي ولا أنت حتى أختك ما عرفتها عشان تعرف تربية امك؟
نَايف عجز ينطق كلمه غير إنه أحنى رأسه وهمس: صدقت عيني والي شافته عيني
الأم نزلت دموعها الي عجزت تحبسهَا وبدت تضربه بقهَر: عينك ما عرفت أختك! قلبك ما شاف الصواب؟ ولا أنت بالساهل ينلعب عليك من الشيطان؟,كرَرت ضربات يدها على صدره وهي تتوَجع من ألم قلبها على الضنى ومن ألم روحها على فقد الضنى ..
نَايف كان تاركها تفرَغ شعورها ويتلقى كلامها بمرَارة ..
الأم وقفت وهي تنَاظره ثم أردفت: أطلع من بيتي ولا ترجع إلا فيها ولا ترا
قطع كلامها نايف الي أردف: تزوجوا وصارت في رعايته ولا أقدر أسحبها من بين يدينه
نطَقت الأم ودموعها على خدها: أعرف وينها في وخذني لها ولا تشوفك عيني لين ما تحصل بنتي ولا ترا الروح ماهي راضيه عنك ليوم الدين
نَايف ألتفت وهو يطلع من البيت ويسكر الباب ومجرد ما طَلع طَاحت الام على الأرض وهي تبكي بقهر ..
تمِيم أنحنَى وهو يحاوطها ويحاول يحتويها ويهدِيها وهو يمسك على كتفها: بحصلها وعد بحصلها وإن كانها مو مرتاحه بخليه يطلقها بالرضا ولا بالقوه لا تبكين يابعد هالكون لا تبكين يا جنتي وناري والله ما يصير خاطرك الا طيب
الأم نطقت وهي تحس بالأسى يأكل جوفها: أستجير بالله ثم فيك يا جنِيني أسالك بالله يا تمِيم إن توعدني أختك ما تخليها بغربة وبيد غريب ما تدري هو الحين محتويها ولا يصفعها ما تدري هو الحين يقدرها ولا يقولها باعك أخوك ومالك قيمة تكفى يا تمِيم لا تخلي بنتي بأرض الله الوسيعه بدون أحد وضلع وسند
تمِيم باس يدينها ورأسها وأنحنى وهو يبوس قدمها,ناظر في عيونها وهو الدموع تجمعت بين عيونه: لا يا روح الجنِين ودنياه لا يابعد هالكون ومن فيه لا تنهزمين لا ترتجيني وأنا والله أذبح روحي عشان عيونك أبشري بالي يرضيك ويسعدك حتى لو كان موتي
الأم حطت يدها على خده وهي تهز راسها بالنفي: ما أبي غير بنتي يا تمِيم جيبها لي ولا خذني لها
تمِيم باس يدها: أبشري يا أم تميم أبشري وحصل
الأم سندَت راسها على كتفه وتمِيم حاوطها وهو يمسح على كتوفها ويهديها ويقرأ عليها آيات الرحمَن لين ما غطت بين دموعها وعلى كتفه تَاركه تمِيم تنزل دموعه بحرَقه وقهر على حَال أمه وعلى حَال أخته المجهول,ناظر في السمَاء وهو يهمس: قدرني يارب العباد على تحقيق مبتغاها وأحمي أختي بقوتك الي ما تضام يا رب العالمين ..
أنت تقرأ
أنتي قصّيدة غزل لاجيت أبكتبها // أغار من واحدٍ يتخيل أوصافك
Misterio / Suspensoياللي علينـا بالمحبـه تغليـت يالله توكـل رافقتـك السلامـه لاتحسبني بتبعك كـان صديـت ماتبعك دام الراس وسطه كرامه من صد جازيته بصده وصديـت ومن يتبع المقفي يقل احترامـه وكانك نويت تذل هالراس اخطيت والله لتبطي مانزل مـن مقامـه انا ترى لاقفيت ياهيه اقف...