أنا فتاة تتأرجح بين التعقيد والبساطة، تتجاذبها المتناقضات بين الفرح والحزن، بين الطاعة والعصيان. أجد راحتي احياناً في الأمور الممنوعة . أسعى لطريق الطاعة، لكنني احياناً أجد نفسي تنحرف نحو العصيان.
أدرك جيداً الفروقات بين الحق والباطل، لكنني احياناً أختار ما يمليه عليَّ عقلي، سواء كان من رحم الخطيئة أو منبع الفضيلة.
أنا فتاة تكره الرضوخ، أحياناً أنسى أصلي وغايتي، فأجد نفسي تهوي نحو الهلاك. احياناً أخرى أقترب من حدودي، فأرتفع بنفسي عن تقديمها لمن لا يستحق.
حياتي ما هي إلا صفحات في كتاب القدر، أعيش ما اختاره الله لي وأتفكر في سبب وجودي. القدر متعب، يهدم ما بنته نفسي من آمال وأحلام.
أما نفسي... فهي نفس غريبة، تتشابك فيها الحيرة بين دلائل الحياة، أعجز عن فهمها وحل ألغازها. أحاول بكل السبل أن أفهم مرادها، لكنني أفشل في كل مرة.
أرفض الماضي ولا أستطيع تقبل المستقبل، أكره الحاضر وأغض الطرف عن زلاته. تدهشني نفسي بقدرتها على التلاعب بعقلي، تتسلل إلى أفكاري حتى تثير فيها الفوضى.
كما أنني أخبرت نفسي بالأمس، قبل أن يغادر عقلي نحو عالم الأطياف، بأننا إذا عدنا للحقيقة ونظرنا إلى أنفسنا من جانب آخر، سنجد أننا مجبرات. لم أتحدث مع نفسي بدين أو علم، بل بالمنطق.
أنا وهي نجبر يومياً على فعل أمور لا يتقبلها العقل ولا يستريح لها القلب. نحن مجبرات على الاستيقاظ صباحاً لممارسة يوم لا نطيق حتى الكلام فيه، مجبرات على النوم في أوقات نود فيها أن نفعل ما يرضي أنفسنا، ونجد أنفسنا نفكر في أمور لا نحتاج إليها.
نأكل طعاماً لا نشتهيه ونشرب ماءً لا نرتوي به . نحن مجبرات على الاختيار قبل أن يداهمنا قدر الوقت...
مجبرات على تقبل العائلة، وتقبل الأصدقاء،
وبهذا الحديث أجبرت نفسي على نوم طويل جعلني أغوص فيه الى ساعات طويلة ، غير مبالية إذا كان لدي التزامات أم لا. فأنا الشخص الذي يعتمد عليه الجميع، سواء في الأمور الشخصية أو العامة، حتى أنني أحيانًا أعتمد بعضي على حل بعضي .