~مدخل●●
ولأن قدرة الله عظيمة في البعث والخلق والشفاء وغيرها مما يعجز العقل البشري عن تصوره فسبحانه وتعالى تنزه عن كل نقص رحيم بعباده الصالحين الذين يطيعون أوامره ويقدسونه لذلك فهو يمنحهم الراحة والطمأنينة أو حتى يبتليهم حتى يعودوا إلى الله ولا يلهون عنه بشئ آخر ويتضرعون له أملا وطمعاً في المغفرة والرضوان وهذا فضل من الله عليهم ..أشرقت الشمس تلك الآية العظيمة من آيات الله تغطي الكون بأشعتها الذهبية لتمحو تلك الظلمة والبرودة بدفئها وحرارتها ونورها جالبة معها السرور,استيقظت تلك الفتاة التي تبلغ الثانية عشر, نهضت ببطئ تفرك عينيها مع تلك الابتسامة على محياها التي تزيدها جمالاً وقفت ورتبت سريرها اتجهت ناحية المرآة تسرح شعرها بهدوء وتربطه بربطة زرقاء ثم اتجهت للنافذة تفتحها فإذا بذلك النور والضياء الذي شمل الغرفة تنظر للسماء وتقول "الحمد لله على نعمة الاسلام" ,أخذت تتمتم بكلمات غير واضحة منها "أصبحنا وأصبح الملك لله" أخذت تردد تلك الأذكار حتى انتهت وهي تغلق باب غرفتها لتخرج وتمشي بخطوات ثابتة ,حتى وجدت طاولة يجلس عليها ثلاثة أشخاص تقدمت وقالت :السلام عليكم
فردوا عليها بابتسامة :صباح الخير يا حنين, جلست وأخذت تتناول طعام الإفطار,
فقال الرجل بابتسامة :اليوم أول يوم في الإجازة أتمنى أن تستمتعوا بأوقاتكم وتستفيدوا منها وتختموا فيها القرآن إن شاء الله ^_^.
فرد عليه الابن الأكبر بسعادة : قريباً سأختمه يا أبي, فلم يعد لدي سوى ثلاثة أجزاء.
فنظرت الأم لحنين قائلة بتساؤل : ماذا عنكِ يا بنتي ؟
فقالت حنين بابتسامة (والجميع منتبه لها) : ممم أنا أحفظ مع الشيخ وأحفظ غيره في وقت فراغي لذلك لم يعد لدي سوى جزء واحد !
فنظر الجميع لها باندهاش, فقال الأب بفرح : بارك الله فيكِ يا صغيرتي, أرأيت يا عمر أختك ستختمه قبلك. (فنظر عمر لحنين بحنق وهي محمرة الوجه وتضحك من منظره),
فقال مصطنعاً الهدوء :لا يهمني.
فقالت الأم بعصبية : كفا كلاماً الآن أين ذهبت آداب الطعام!؟
فقالت حنين باهتمام :أمي, سوف أذهب عند صديقتي تقى, وبعدها سنذهب معاً لدار التحفيظ التي ستفتح اليوم حتى أتم حفظي وأراجع القديم حتى لا آنساه
(فأومأت لها الأم وهي تأكل)
فقال عمر مستغربا : أختي غير باقي الفتيات, فغيرك يذهب للهو والتسوق!
فنظرت له قائلة بهدوء : سأتم حفظي أولاً وأختم القرآن إن شاء الله فالإجازة فرصة رائعة لذلك ^^ ألا توافقني ؟
فقال الأب بعصبية : كفي كلاماً ><
فقالت الأم في نفسها ضاحكة : هذا لأنه لم تتح له الفرصة بالكلام .
مر الوقت على ذلك المنزل السعيد المنير بالإيمان المرتاح البال برضا الله*كانت الفتاة جالسة مع والدتها في غرفة المعيشة تترقب الساعة
تك.. تك..
حتى جاءت الساعة أخذت تتأمل حنين الساعة حتى انتبهت ووقفت بفرح ونظرت لها قائلة:أمي, أنا ذاهبة الآن مع السلامة (وهي تتجه ناحية الباب)
فقالت الأم بجدية :حسناً ,لا تتأخري
(فأومأت لها حنين باسمة وأغلقت الباب).
جاء الأب.. وفتح الباب, ليجد زوجته جالسة, ما إن رآها حتى اتجه نحوها وجلس بجوارها فانتبهت له.
فقال بفرح: عندي خبر جميل.
فبادرته باستغراب : ما هو يا أبا عمر؟
فقال (وهو يخرج ظرفاً من جيبه بسعادة) : الشركة كافأت العاملين فيها بمكافئة مالية زيادة عن المرتب لأن المدير قد افتتح فرعاً آخر .. بهذا المال سنتمكن من الذهاب في عمرة أو حج ما رأيك في الحج ! فبادرته قائلة :فكرة جميلة لكننا ذهبنا منذ سنتين للحج ما رأيك في العمرة
فقال بتفكير : حسناً سأرى .. لا بأس*لم تمض نصف ساعة حتى دق جرس المنزل, ففتحت الأم الباب لتجد تقى مع حنين المستندة عليها والأم تنظر اليهما باستغاب!
فتحت عينيها لتجد نفسها على سريرها في غرفتها وحولها أسرتها و طبيب بجوارها وقف الطبيب وخرج
فخرج وراءه والدها وأخوها والأم بجوار ابنتها.
قالت الأم باشفاق:سلامتك يا بنتي تقى أخبرتني بكل شئ.
قال الطبيب بحزن : يؤسفني القول أن مستوى السكر عند ابنتكم عال جداً .بعد مرور دقائق التفت الأسرة حولها وأخبروها بما قاله الطبيب, فابتسمت حنين
وقالت : لا بأس خير إن شاء الله .
مرت الأيام والشهور والمرض يشتد عليها أكثر وحالتها التي تزداد سوءا كلما تناولت دواء الأنسولين, ونظرات الأب والأم والأخ الذين ينظران لها بإشفاق وهم عاجزين عن شفائها بكل الوسائل حتى قارب المال الذي ربحه والدها من الشركة بأن ينفد.
وفي ليلة جلس الأب مع الأم , وقال بجدية: يا أم عمر قررت أن أسافر وأقوم بعمرة وأدعو الله أن يشفي ابتنتا فكما ترين حاولنا بكل الوسائل
فابتسمت له وقالت : الله معك لن أطلب منك أن آتي لأنه يجب علي البقاء بجوار حنين والمال لا يكفي .كانت تصلي حنين خاشعة لله بأن يشفيها من مرضها أو يأخذ روحها لأنها قد أثقلت على والديها وقد ساءت أحوالهم كان يأتي إليها الشيخ يقرؤها وهي تقرأ وتحفظ ورائه تأتي إليها صديقاتها يلاعبنها ويضاحكنها وهي تحمد الله وتشكره حتى اقتربت أن تذبل .
والدها أخذ يشرب من ماء زمزم الشريف ويدعو الله أن يشفي ابنته وعزيزته فهي ابنته الوحيدة بعد عمر. حتى في يوم قالت خالتها لوالدتها "أن هناك طبيبة ماهرة ستشفى عليها بإذن الله".
ذهبت عندها أملاً هي ووالدتها حتى أعطتها حبوباً وأخرى لحرق الدهون لأنها عامل من عوامل ارتفاع السكر مشت عليه وتركت الأنسولين جاءت لكي تقيس نسبة السكر حتى انخفضت كثيراً حتى قاربت المستوى الطبيعي .
أخذت تمشي على العلاج حتى عاودت التحليل كما أمرتها الطبيبة لكن .. انخفضت نسبته كثيرا!!!وأصبح كالمعتااد لقد شفيت يا حنين! "قالتها الأم بفرح".
نزل والدها لبلده وعلم بالأمر حتى صلى ركعتين شكراً لله وهمت هي الأخرى لتقول في نفسها : عشت أياماً صعبة عرفت فيها قيمة الصحة ولولا فضل الله علي وتعب والداي ودعائي وصلاتي لما شفيت فالحمد لله والشكر لله على كل حــال.
♦مخرج●●
وهكذا تم شفاء الطفلة بأذن الله الواحد لولا تقرب تلك الأسرة لله وتعبهم الدائم ..فالحمد لله على كل حال سبحانه وتعالى ذو فضل عظيم على عباده المخلصين..
أنت تقرأ
- فضل الله "قصة قصيرة"
Short Story~مدخل●● ولأن قدرة الله عظيمة ف البعث والخلق والشفاء وغيرها مما يعجز العقل البشري عن تصوره فسبحانه وتعالى تنزه عن كل نقص رحيم بعباده الصالحين الذين يطيعون أوامره ويقدسونه لذلك فهو يمنحهم الراحة والطمأنينة ..حتى يبتليهم حتى يعودوا إلى الله ولا يلهون ع...