My

1.7K 66 9
                                    

بعد يومٍ شاقٍ في عَمله، توقَف بسيّارته أمامَ متجَرِ البِقالة الواقِع في بدايةِ الشَارع ليَبتَاع مُشترياتَه لِهذا اليوم، ترجَّل مِن سيارتِه حامِلاً مِظلةً تَحميهِ مِن الأمطارِ الغزيرةِ لتلك الليلة

الأمطارُ غزيرةٌ تكاد تَظن أنّ السحابَ كان يُخزنها مُنذ القَرن الماضي؛ فكُلّ الشوارعِ غَرقت بالمياه والناسُ في بيوتِهم يحتمُون الآن، لا يُمكنه حتى التَفكيرِ بالمُشردين في الشوارع والحَيواناتِ كيف يُمكنهم تخَطي هذا الجو بسلامٍ

حينَ خرجَ مِن البقالة حامِلاً مشترياته ضَغط على زرِ جهاز التحكم الإلكترونيّ الخاص بسيارتِه ففُتحَت يَضع الأكياسَ بها ثم أغلقَ الباب خَلفه يدور حَول السيارة ليصعد ويعود أخيراً لشقته

لكن ما اسْتوقَفه صوتٌ خفيضٌ قادمٌ مِن الزقاق الضيق القريبِ مِن المتجر، كان الصَوت يُشبه المواء؟ نعم لكنه مُواءٌ ضعيفٌ للغاية يَكاد لا يُسمَع كأنه لهرٍّ صغيرٍ أو مريضٍ للغاية

ولقلبِه الحنون لم يَستطع تجاهلَ الصوتِ فسار لداخل الزقاقِ يُنير بشاشة هاتفِه وسط الظلام محاولاً التقاط هيئة القِطة، ووَجدها! قِطةٍ صغيرةٍ ذات فراءٍ أسودَ قدَّر عمرها بنظره بضعة أشهر معدودة، رقّ قلبه للمنظر كثيراً، تلك القِطة المسكِينة، بالتأكيد ستموت إن بقيتْ هنا

وبهدوءٍ حاول عَدم إفزاعها وحَملها ليأخذها معه لكن المسكينة فَزعت وحاولتْ الهربَ وما إن حَاصرها في نهاية الزُقاق حاولت خَربشته، لكنه في النهاية أمسَكها بعنايةٍ ماسِحاً على فروها برقةٍ محاولاً تهدأتها، ونجح!

واضعاً إياها على فخذِه قاد عَائداً وماسِحاً على فرو جسدها بيده الحرة مِن القيادة مما أعطى القِطة شعوراً بالأمان، فنامت حَتى وصل بها لعُنوان شقته

فَتح باب شقته بصعوبةٍ بسبب القِطة بين يديه والمشتريات في اليدِ الأُخرى لكنّه نجح وحين دخلَ قابله نُباح كلبِهِ الصغير

" تاني توقف سَأضع المشترياتِ جانباً وسَنتعرفُ عليها سوياً "
هتَف تايهيونغ لكلبِه المتحمس للحُصول على صديقٍ جديدٍ في وحدته، حيثُ أن تايهيُونغ الذي يعْمل مُحامياً في أحد مكاتب المُحاماة في المدينة مشغولٌ بصورةٍ كبيرةٍ طوال اليوم ويبقى المسكين وَحيداً في الشقةِ الفارغة من سواه منتظراً مالكه

لكنّه على وشكِ الحصول على صديقٍ جديد!! ذيله يَهتز من الحماسِ المفرط مِما جعل المالك البندقي يضحك مستطلفاً الكلب الصغير

" إذن أيتها القِطة الصغيرة، أنا تايهيونغ وهذا يونتان، مرحباً بكِ في منزلنا المتواضع "
رحب بالقِطة في الشقة وسرعان ما سمع مواءً منها رداً على قوله، لم يفهمه لكن هناك من فهمه بشكلٍ واضح

A Cat ~ vkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن