بغداد ، و تحديدا في قرية « جبسية» وبين سحرتها استقرت ساحرة شابة تدعى ( ناريج) مع أختها (غيم) التي لم يتجاوز عمرها تسعة أعوام .
(ناريج) كانت هاربة من قبيلتها بسبب قتلها للزعيم فاستقرت أعلى قمة الجبل في منزل خشبي بسيط، كانت تفرغ معظم وقتها لممارسة السحر والطلاسم، سعيًا وراء حماية أختها من كل مكروه.
في ليلة كان فيها القمر مكتملا ومضيئا المكان بالكامل طرق باب منزل (ناریج) ثلاثة طرقات خفيفة أتبعها صوت أثار أقدام قادمة، كانت ناريج) نائمة على حصيرة افترشتها على أرض الغرفة فاستيقظت مفزوعة و قالت لأختها التي كانت مستيقظة وجالسة على سرير حاملة قصة كانت تقرأها في
زاوية الغرفة : سمعت شيئ؟..
اغلقت (غيم) تلك القصة وقالت :
- نعم..سمعت طرق الباب
(ناريج) وهي تنهض متوجهة لباب المنزل بهدوء :
لا تخرجي
طرق الباب مرة أخرى أكثر قوة، فاسرعت (ناريج) وهي تحدث نفسها بصوت غير مسموع يخالطه الاستغراب : من
قد يكون؟!
اقتربت من الباب بقلق و نضرت من فتحت الباب بعين واحدة ثم فتحته بهدوء لترى رجلان ضخمان من قبيلتها الأول (عبيد) طويل القامة، أصلع الرأس، كان يرتدي بذلة غريبة لونها أسود وكانت ملامحه مخيفة و يبدو غاضبًا، أما عن الأخر ( شوقي ) فكان أطول منه قليلا ، كذلك أصلع الرأس ، وكان يرتدي ملابس صيفية مبرزة عن عضلاته الضخمة كان هاذان الرجلان إخوتها و خلفهما حصانان أسودان آتيا بهما .
ابتسمت (ناريج) بعد رأيتها لهما و قالت :
«ماذا تفعلون هنا في هذا الوقت ؟»
اقترب (شوقي) منها و امسك يدها و قال :
- القبيلة تبحث عنك في كل مكان ..عليكِ الهروب من هنا فقد اصبحت مكشوفة يا (ناريج)
(عبيد) بغضب :
- كان يمكنكِ الإبلاغ عنه عوض توريطنا معك
- الإبلاغ عنه؟..كان سيقتلني أيها الاحمق
فرد بعصبية
-صاحبة المشاكل
ثم أضاف :
-ابن زعيم القبيلة يبحث عنك مقابل ثمن باهض!
ضحكت ناريج وقالت :
-سيرى وجهي ضاحكا عليه!
تحول غضب (عبيد) لهدوء وقال :
-وماذا ستفعلين الآن
(ناريج) وهي تغلق الباب :
-لا أعلم!..لازلت مستائة من فعلي!
( شوقي) : اخبرنا (عتروف) انك غدرت الزعيم!
(كارينا) بنظرات ثاقبة : نحن لسنا قوم غدر..لقد كانت معركة انهت بهزيمته
ضحك (عبيد) وقال :
-انتهت بهزيمته؟.. هل أنت متأكدة؟
-ماذا تقصد؟
-هل أنت واثقة من أنه ميت؟
(شوقي) مقاطعا بدهشة:
- بدأت أومن بأنه خالد!
(ناريج) بتعجب : لم أفهم!؟
-ذلك الثور لا يعرف الموت!..ربما لا يزال حياً
(ناريج) ضاحكة :
-أنا من انتزعت قلبه النابض من ضدره!
-اذا كان حيا فستهلك القبيلة كلها!
(ناريج) بسخرية :لا تبالغ!
(شوقي) ضاحكا بخبث :
-في النهاية نحن جميعا سنهلك
(عبيد) بتهكم :
- هذا كلام لمن لا يملك أطفال يعني بهم ولا زوجة يحميها
زفرت (ناريج) بعصبية وقالت:
-ماذا أفعل الآن؟.. لذيك حل لهذه الورطة؟..
- لا..لا أملك ولكن..
قاطعه (شوقي) قائلا :
-لذي حل ..
-ما هو؟
سكت (شوقي) للحضة ثم قال :
-اعرف عجوز ربما تساعدنا ..
استغربت (ناريج) من كلامه ثم قالت :
-كيف ستساعدنا عجوز؟!..
-ستساعدكِ أنت ليس نحن..ستكونين أكثر أمانًا عندها ..
ابتسمت (ناريج) وقالت :
-أنا لا أثق بالعجائز..
(عبيد) بغضب :
- لا تكوني عنيدة يا بنت ..
نضرت (ناريج) ل (عبيد) و قالت :
- من قال لك أنني لست مواقفة ايها الجبان؟..
ثم سكتت و أعادة نضرها ل (شوقي) وقالت :
-أين تسكن هذه العجوز؟..
(شوقي) مبتسما : في «بابل»
(ناريج) : متى إذا؟..
نضر (شوقي) ل (عبيد) ومن ثم أعاد نضره ل (ناريج) و قال :
-لا أعلم.. ربما عندما تكونين مستعدة ..
-حسنا إذا.. هذا سببكم للمجيئ؟..
- في الحقيقة.. أبونا يريد التحدث معكِ .. لذلك نحن هنا من الأساس
-أين هو الآن؟
-احضري (غيم) أولاً..اشتقت لها
ابتسمت (ناريج) وقالت وهي تفتح الباب :
- انتظر..
دخلت (ناريج) للمنزل و امسكت بيد أختها (غيم) و اخرجتها لهما ، لتركض نحو (عبيد) و الذي انحنى لمعانقتها بفرح .
(عبيد) مبتسما وهو يقبِّل يدها :
-كيف حال الصغيرة؟
(غيم) مبتسمة :
- بخير يا أخي و أنت؟
- في أحسن الأحوال يا فراشتي..
(غيم) وهي تتلمس رأسه الأصلع مبتسمة :
-هل حلقت شعرك؟
(عبيد)ممازحاً:
- نعم.. أصبحت قبيحا أليس كذلك؟..
-كلا!!
ثم نضرت ل (شوفي) وقالت ضاحكة بقوة :
-و أنت كذلك؟!!
اقترب (شوقي) منهما و أخذها من حضن (عبيد) و عانقها بقوة ثم قبلها و قال :
-نعم..ألا يعجبك هاكذا ؟!
- لا.. أحببته!
(شوقي) ضاحكا :
- أصبح رأسي يشبه البيضة
ضحكت (غيم) ثم قالت :
-تماماً!!
تحول مزاح (شوقي) لهدوء و قال بجدية :
- هل أعجبكِ المكان هنا؟..
تغير وجه (غيم) لعبوس و لم ترد على سؤاله و نضرت لأختها بإحباط ، فهم (شوقي) قصدها و قال :
- لا بأس.. ستنتقلين قريبا يا حلوة ..
(غيم) مبتسمة بفرح :
-مرحى!..
(ناريج) متفاجئة :
-حقا؟!
نضر (شوقي) ل(ناريج) بابتسامة عريضة ولم يرد هلى سؤالها ثم فك العناق و قال ل(غيم) :
-أراك غدا..
ابتسمت (ناريج) وقالت لأختها :
- هيا ادخلي.
جرت (غيم) للداخل ، ثم قالت (ناريج) ل (شوقي) :
-هيا قل .. أين هو ؟
-في «كهف الحور»..
تحول هدوء (ناريج) لعصبية ثم قالت :
-ماذا يفعل هناك؟.. هل جنن؟
- لماذا؟
-المكان خطر عليه
(شوقي) مبتسما :
-من قال أنه خطر؟
-سكان «جبسية»..
(عبيد)باستهزاء :
- يقولون أن تنينا يسكنه صحيح؟
(شوقي) باستحقار :
-خرافات لعينة
زادت عصبية (ناريج) وقالت
-ليست خرافات ايها الأحمق..لقد مات معضم سحرة هذه القرية الغريبة بسبب دخولهم هنا
(شوقي) بهدوء :
-أعلم..لكنه المكان الوحيد الذي لا يمكن للقبيلة الدخول اليه.. لكن لم أفهم!؟..ما علاقة السحرة بالتنين؟
- انه الطمع.
استغرب (شوقي) من ردها ولم يفهم ما تقصده وبعد لحظة صمت شدت (ناريج) شعرها بيدها اليمنى وبدأت تضرب جينها بيدها اليسرى كنوع من الندم ثم قالت وهي ملخبطة :
- لماذا؟..لماذا؟
- لأنه المكان الأنسب للقائك..
امسكت (ناريج) يد أخيها (عبيد) وقالت :
- ما كان عليه تعريض حياته للخطر بسببي
ضحك (عبيد) و سكت للحظة ثم قال :
لا تقلقي بشأنه
-انها تبالغ!!
(ناريج) بنبرة قلقة :
-أريد الذهاب إليه الآن
(شوقي) متعجبا : ما كل هذا الخوف؟!..الأمر لا يستحق كل هذا القلق
تقدمت (ناريج) ناحية الحصانين وقالت :
-تعال معي
(شوقي) وهو يلحق بها :
- انتظري ..
أراد (عبيد) اللحاق بهم لكن (شوقي) منعه و أمره بالحرص على أختهم الصغيرة .
ركبت (ناريج) على الحصان و انطلقت بسرعة اسفل الجبل ثم ركب (شوقي) الحصان الأخر و الحق بها مسرعا ، بينما دخل (عبيد) المنزل وجلس على كرسي خشبي كان أمام الباب ونادى (غيم) قائلا :
-تعالي يا صغيرة!
(غيم) وهي داخل الغرفة :
- ها أنا آتية..
خرجت (غيم) من الغرفة جريا و جلست على حجره وهي ماسكة قصة كانت تقرأها قبل النوم .
(عبيد) مبتسما وهو يتصفح القصة :
- عن ماذا تتحدث ؟
(غيم) وهي تشير لشخصيات مرسومة عليها قائلة :
-هذا هو البطل الخارق .. وهذه حبيبته الأميرة ، .. أما هذه العصافير فهم الخدم..
- أسطورة رائعة..
-سأكون مثلها عندما أكبر ..
ضحك (عبيد) وقال :
-أنت أجمل منها ايتها الأميرة الصغيرة
ابتسمت (غيم) وقالت:
-حقا؟!.. شكر لك يا أخي
ظل (عبيد) يمازح (غيم) و يلعب معها حتى نامت على حجره فأدخلها للغرفة و قبَّل جبينها ثم خرج من المنزل وجلس على عتبته و بدأ يراقب الغيوم الكثيفة التي كانت تحجب بين الحين و الأخر ضوء القمر بسبب تحركها .
أما عن (شوقي) و (ناريج) فقد قطعا مسافة بعيدة حتى وصلا أمام بوابة كهف ضخم
نزلت (ناريج) من على الحصان و تقدمت نحو بوابة الكهف و قالت بقلق :
-ماذا فعلت يا أبي!؟..
(شوقي) وهو خلفها :
-فعل الصواب
التفتت (ناريج) لأخاها ببطئ ثم قالت بقلق شديد :
-هيا تعال
اقترب (شوقي) منها و قال مبتسما :
-أنت في أمان معي..
ثم أمسك بيدها و قال :
_هيا..
دخلا معا في ذلك المكان الشبه مظلم حتى اختفيا في أعماقه ، كان الكهف مثل مجموعة من الأنفاق المظلمة الطويلة ، وكانت مداخله الكبيرة مضاءة بضوء القمر كأنها مجموعة من البوابات كل واحدة منها تأدي لطريق مختلف ،و كانت أحجاره الضخمة متفرقة في جميع أطرفه، وعلى حسب أقوال ساكنوا «جبسية» فإنه يخص تنيناً ، والذي يدعى«تنين الحور» و هناك شيوخ يدعون بأنهم تمكنوا من رؤيته عندما دخلوا كهف الحور ، وقد وصفه أحدهم بأنه تنين أزرق ضخم ، فمه الكبير المليئ بالأسنان الحادة يخرج منه نيران مشتعلة مثل عيناه ذات البياض الناصع ، له قرنان طوال شديدة الانحناء على رأسه ، وكان جلده الخشن مغطى بالحراشف الصغيرة و له أجنحة ضخمة مغطية ظهره بالكامل.
استمرا (شوقي) و (ناريج) بالنزول إلى مسافة ليست باليسيرة ، تحول بعدها مسار الكهف من النزول إلى الأمام ، بعدما وصلا إلى أرض مستوية يمكنهما الوقوف عليها ، لمحت (ناريج) نارا مشتعلة في وسط الطريق وكان جالس أمامها رجل عجوز ذو لحية بيضاء طويلة مرتديا ملابس متسخة و ممزقة و هو والدهما (عزيز)، وما إن علمت (ناريج) افلتت يد (شوقي) واسرعت ناحية (عزيز) الذي فور ما رأهما نهض و ابتسم قائلا:
-أهلا
عانقت (ناريج) أباها بقوة و قالت باكية :
-لقد اشتقت لك يا أبي!!
(عزيز) مبتسما :
شأنا أيضا يا ابنتي..
ثم قال مرة أخرى :
أين (عبيد) ؟!..
(شوقي) مبتسما :
-مع (غيم)
ثم اقترب منهما وقال :
-لما ترتدي هذه الملابس؟
-حتى و إن أخبرتك لن تفهم
-لماذا؟
-أمر يخص السحرة
ابتسمت (ناريج) وهي تعانقه قالت :
-ما كان عليك تعريض حياتك للخطر بسبب
(عزيز) بشيئ من التهكم :
- أعلم.. لكنه نائم الآن
فكت (ناريج) العناق و قالت وهي تمسح دموعها المنهمرة :
من؟!
-«تنين الحور»
-كيف علمت؟
أمر (عزيز) أبنائه بالجلوس و جلسا حول تلك النار المشتعلة و قال لهما :
-تنين الحور نائم الآن في أخر الكهف .. اخفضا صوتكما قدر الامكان
(شوقي)بصوت منخفض :
-من أخبرك بذلك؟
-شياطيني..
-هل هم معك الآن؟
-نعم.. هم معي في كل مكان و زمان
-وهل تراهم؟.
- نعم
(ناريج) :
-ولما لا نراهم؟..
(عزيز) مبتسما :
-لأنهم ليسوا في خدمتك
-هل تهزأ بي؟.. نحن السحرة نرى الشياطين حتى ولو لم تكن تخدمنا ..
-صحيح.. لكنهم من مخترقوا السمع.. وهذه النوعية من الشياطين لا ترى إلا من صاحبها
(شوقي) مبتسما :
-هذا أمر السحرة لا دخل لي به
(ناريج) بصوت منخفض :
- اذن أمر التنين ليست خرافات؟
(شوقي) :
-من الواضح أنه أمر حقيقي
(عزيز) مغيراً الحديث :
-هل تعلمين سبب دعوتي لكِ؟..
(ناريج)مبتسمة باستغراب :
-من أين آتي بالعلم؟..
-لا بأس.. سأخبركِ...
أخبر (عزيز) ابنته عن مدا رغبة قبيلتها بقتلها و بأن رأسها مهدور عند أبناء الزعيم و أخبرها كمية الخسائر التي الحقت بالقبيلة بسببها.
(ناريج) :
-لست مسؤولة عن ما حدث يا أبي ..
قاطعها (شوقي) قائلا :
- لا بأس..
(عزيز)بغضب :
-لستِ مسؤولة؟!..تتكلمين و كأنكِ بريئة
- نعم أنا كذلك ، وكما تعلم أن البراءة لغة القلوب النقية التي لا تعرف المكر والخداع، وما فعلته كان قتالاً لا غير.
- ما سببه؟
(ناريج) بحزن :
- لقد أراد استغلالي يا أبي ألا تفهم؟
-ماذا سنقول الآن أمام القبيلة؟..
-وهل يهمك ما تقول أمام قبيلة وقحة؟
-في النهاية نحن منها لا تنسي ذلك ..
-أنا لست منها ولن أكون منها .. لقد كان أمر الانتماء إجبارياً
سكت (عزيز) و ظل يحدق بأعينها بشكل غريب و بهدوء
(شوقي) باستياء :
-ماذا تفعل يا أبي؟
(عزيز) وهو لازال محدقا بأعين (ناريج) قائلا :
-أفكر فيما سيقولون عنك يا (ناريج)
(ناريج) باكية :
-علمت ذلك..
(عزيز) بخيبة أمل:
-لقد جلبتِ لنا العار يا ابنتي
(ناريج) وهي تنهض بشيئ من الغضب :
جلبت لكم العار هاه؟..
(عزيز) بهدوء :
-اجلسي!!
صرخت (ناريج) في وجهه بقوة قائلة :
-لن أجلس ..
و ما إن أكملت كلامها حتى سمعوا صوت صاخب مثل زمجرة الأسد البري ، كان صوت يقشعر له البدن من غلطته
(ناريج) باستغراب يخالطه الدهشة : ما هذا؟
ازداد صخب الصوت بشكل مرعب ، ليغلق الجميع آذانهم و بعد لحظة وجيزة تكونت عاصفة من الهواء العاتية اطفئت تلك النار المشتعلة و بدأت أرضية الكهف تهتز بقوة لتسقط (ناريج) على الأرض وصرخت قائلة وهي تحاول الامساك بشيء ما :
«ماذا يحدث؟..ما هذا!!!»
(شوقي) صارخا وهو ماسك أذنيه بيديه :
-لا أعلم.. لا أعلم
(عزيز) بهدوء :
- لقد استيقظ
(شوقي)بعصبية :
- من؟!!
(عزيز) بغضب :
- قلت لكم سابقا بأنه « تنين الحور»
ثم القت (ناريج) بنضرها للبعيد لترى ضوء أزرق ساطعا بدأ بالوضوح شيء فشيء ليضيء المكان بالكامل .
زادت قوة العاصفة أكثر لتهتز (ناريج) و اصطدمت بصخرة كبيرة بقوة حتى فقدت وعيها.
رأى (شوقي) أخته ملقاة على الأرض وعلى وجهها ندوب ومن أنفها دماء تسيل ليصرخ قائلا :
لا..انهضي!!.
امسك (عزيز) بعصاه التي كانت ملقاة على الأرض ووقف بصعوبة ثم ابتسم وقال بصوت عالٍ :أراك لاحقا..
ثم ضرب بعصيه الأرض و بدأ بتمتمة طلسم أنقله من هناك فوراً .
(شوقي) بغضب :
-لا تذهب!!!
بقي (شوقي) وحده يصارع تلك الأصوات القوية و بعد لحظة وجيزة توقفت فجأة ليفرّ هاربا تاركا (ناريج) فاقدة للوعي .