5

499 23 288
                                    











إثبات وجودك بالتعليق يجعلني أستمر لذلك لا تنسى التعليق
————————

(شغل الاغنية في الأعلى لتجربة أفضل)










~ مِن ذكريات سيزَر ~

"ما هو الحُب بالنّسبة إلَيكم؟" في صفّ نهاية اليوم الدراسي سألَ الأُستاذ ذلِك ناظرًا للطّلاب الأطفَال أمامه، حيثُ إعتلَت الهمسَات و الضّحكات، فالأفكَار شكّلت غيمةٌ مترابطةً و متعاقدة في السّقف.. و هذا السؤال الرّنان أيقظَ أصفر العينانِ من شرودِه، لم يسبِق إلَيه أن فكّر بهذا من قَبل.. ماهو الحُب بالفِعل؟، لتهطلُ إجابات الطّلاب بعدَ وقت التّفكير القصير "الحُب هو عندَما آكلُ الحلوى" لتأتي إجابةٌ ثانية "الحُب هو عندَما يعانقنِي والداي" كانَت الإجابات متتاليةٍ دون توقفّ و الأستاذ يستمعُ إليها جميعًا بإنصات "الحُب هو عندما لا يوبّخني مَن أُحب"

و هذهِ الأجوبة حلّقت مثل سرعوفٍ فضولِي واقفٌ عند مسمعِ سيزَر، فكّر بوالدته.. فهيَ تقومُ بكلّ هذهِ الأشيَاء، هَل هيَ تحبّه حتّى و إن كانَت توبّخه في بعض الأحيان؟.. هل هذا معنى الحُب حقًا؟، ربّما هي تحبّه حتّى و إن أخلّت بشروط الحُب... ليأتِي جوابٌ آخَر من الطّلاب "الحُب هو عندما تكون في علاقةِ حُب" ليضحكَ بعض الطّلاب على هذهِ الإجَابة الّتي أحرجَت الأستاذ قليلًا ناظرًا لسيزَر الّذي كان الوحيد لم ينطُق بشَيء،

فهذهِ الإجابةَ الأخيرة جعلته يفكّر بوالدتهُ مجددًا.. فهي دائمًا ما تكونَ مع رجالٍ مختلفين كلّ ليلةٍ تقريبًا.. و دائمًا ما تكون في أوجِ لحظاتِ السّرور معهم، فوجههَا المُتعب دائمًا، يضيءُ مثل إكتمالِ القمر في الظّلام، هكذَا رآها سيزَر.

"و أنتَ سيزَر؟" جاءَ السّؤال مسرعًا، صمتَ أصفر العينان ناظرًا في أرجاءِ الصّف للطّلاب الّذين صاروا يتحرّون إجابته.. كلّ فكرةٍ في رأسهِ تعقّدت لترسمَ إجابةٍ إستنتجهَا من حياةِ أمّه، ليُجيب وهو ينظُر للأستَاذ بصفراوتَيه "الحُب هو..عِندما تنام الليل مع أشخاصٍ مُختلفين كلّ يوم" و ما إن أنهى إجابتهُ تعالَت الضّحكات و الأُستاذ فهمَ إجابتهُ بمنظورٍ بالغ وهذا أحرجه،

لتأتيه السّخرية من أحد الطّلاب "أنتَ لا تعرِف الحُب أبدًا"، كانت عيناه الصّفراء تنظرُ لهذا الضّجيج الّذي حدثَ في الصّف بهُدوء، ثمّ أتى صوتُ الجَرس معلنًا نهايةَ اليوم الدّراسي.. فتبدّد الطّلاب و حملوا حقائبهم.

كَبش الشّيطان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن