زهرة اللهب

12 3 0
                                    

____________

"كنت مثل السمكة في البحر عندما رأيتو عينها غرقت "


____________

وبينما كنت غارقة في فجوة عميقة من اليأس، تضيع أناملي على مفاتيح البيانو المهترئ، تلتقط أذناي صوت الباب وهو ينفتح ببطء، يصدر صريرًا طويلاً كأنه آتٍ من عالم آخر. ارتجفت أوتار البيانو تحت أصابعي، تماهت النغمات مع الصرير، كأنهما يتحدثان لغة الحزن ذاتها.

ارتفعت رأسي ببطء، متجاهلة للحظة ما كان تحت قدمي، وركزت نظري على الباب. كل تفاصيله القديمة والمتهالكة بدت واضحة أمامي، حتى اللحظة التي رأيت فيها ظلالًا تتحرك في الإطار. كان الظلام يزحف من الخارج، لكنه لم يكن مخيفًا بقدر ما كان غريبًا. شعرت بأن الهواء في الغرفة قد تغير، أصبح أثقل وأكثر كثافة، كأن الغرفة بأكملها تتنفس بصعوبة.

بدأ سامويل في السير نحوي، خطواته متزنة وثابتة، تحمل معها مزيجاً من العزم والتردد. لم أتحرك من مكاني، وكأنني جمدت في مكاني، غير قادرة على فعل أي شيء سوى التحديق في وجهه. في داخلي، كانت مشاعر مختلطة من الخوف والترقب تتصاعد، تحاصرني بقوة.

عندما اقترب بما يكفي، رفع رأسي بإبهامه بلطف، كأنه يحاول قراءة أعماق روحي من خلال عينيّ. نظراته كانت حادة ومليئة بالألم والغضب، لكن هناك شيء آخر أيضًا، شيء لم أستطع تفسيره تمامًا. شعرت بأن العالم من حولي يتلاشى، لم أعد أسمع سوى نبضات قلبي المتسارعة ورؤية وجهه القريب.

"ميرندا،" قال بصوت خافت، وكأن اسمي يحمل ثقل كل المشاعر التي يخبئها داخله. حاولت أن أبتلع ريقي، لكن حنجرتي كانت جافة، كما لو أن الكلمات خانتني في تلك اللحظة.

أغمضت عيني للحظة، محاولةً جمع أفكاري، لكنني عندما فتحتها مرة أخرى، كانت نظراته لم تزل متشبثة بي. شعرت بتلك اليد التي رفعت رأسي تتحرك ببطء، تلمس خدي بلطف غير متوقع. لم أكن أعلم ماذا أتوقع منه، هل سيكمل ما بدأه أم أن هناك شيئًا آخر يدور في عقله؟

"لم أعد أعرف ماذا أفعل،" همس، وكأن الاعتراف كان ثقيلاً عليه بقدر ما كان مفاجئاً لي. "كنت أعتقد أنني أستطيع إنهاء كل شيء، لكنني..."

ومن دون أي تردد، اقترب سامويل أكثر حتى شعرت بأنفاسه الدافئة تلامس وجهي، ثم أطبق شفتيه على شفتي. كانت القبلة مفاجئة ومليئة بالعاطفة المكبوتة، وكأن كل المشاعر التي لم يُعبر عنها من قبل انطلقت في تلك اللحظة. لم أستطع سوى الاستسلام لذلك الشعور، مغمضة عينيّ وغارقة في دوامة من الأحاسيس المختلطة.

كانت شفتيه دافئتين وحازمتين، تنقلان إحساسًا بالحنين والندم والرغبة. تسارعت نبضات قلبي بشكل جنوني، وكأنها تحاول اللحاق بتلك اللحظة العاطفية. يده كانت ما زالت ترفع رأسي، لكن ببطء، أحاطت الأخرى بخصري، جاذبة إياي أقرب إليه، كما لو كان يخشى أن أهرب منه مرة أخرى.

Brokenحيث تعيش القصص. اكتشف الآن