الفصل الحادي والعشرون

11.5K 226 59
                                    

جالسةٌ جوارُه في السيارة التي باتت رائحة دخان السجائر تملؤها، جالس هو كعادتُه بعنجهيتُه المُفرطة بينما هي تُراقب أوجُه المرء من خلف النافذة الزُجاجية المطلية بالأسود تمنع الأعين عنها، و تلك الساعات العصيبة تمر أمام عيناه لتتجلى قسوته معها في العمل، و كأنه شخص هي لا تعرف شيء عنهُ، أغمضت عيناها و عادت برأسها للخلف و لم اللحظة مراقبته لها، حتى صفّ سيارته جانبًا إلا إنها لازالت على وضعها، أطلق تنهيدة مُعبقة بـ رائحة التبغ و إلتقط كفها و قرّبُه من شفتيه و قبَّل راحتُه، فتحت عيناها و نظرت له و جانب شفتيها ينزوي بسُخرية مريرة، و كأنها تسأله أين كان! نظر لها و فهم نظرتها، فـ قال بصوته الرخيم عكس ذلك الجَهوري:
- قولتلك مش هتتحمليني في الشغل! و كان عندي حق!

طال صمتها، حتى هتفت و الدمعات تبرُق داخل مقلتيها:
- عايزني أمشي مش كدا؟ مش عايزني معاك في الشغل صح؟

مدّ أناملُه و سار بـ إبهامة على كرزتيها و غمغم بـ رغبة:
- عايزك معايا في البيت و بس! عايزك متتشغليش عني .. وقت ما أعوزك .. ألاقيكِ!!!

- إنت أناني!
قالت و هي تشعر بغصة في قلبها تحاول بكل ما أوتيت من قوة كتمها، و رُغم ذلك صَوتها كان خافت .. نبرتها هادئة، فـ مسح على خصلاتها و عيناه الجريئة تتشرب مِحياها، و قال بصوت مُحمَّل بالمشاعر:
- أناني في حُبِك!

دققت النظر له للحظات، فـ أخذ ذقنها بين إنمليه، و إقترب من ملاذُه بـ بُطئ و عيناه مثبتة عليها، أغمضت عينيها و حتى تلامست شفتيه بـ خاصتها فـ غمغمت بـ بُطىء:
- كان عندك حق! الشغل شغل! مافيش فيه جوزي و مراتي!!

فُتحت عيناه على مصراعيها، و إبتعد بعض إنشات، و هتف بحدة!:
- أفهم إيه من كلامك ده؟ إنك مصممة؟!

فتحت هي الأخرى عيناها، و قالت بجمود:
- أيوا!!

حملق بها للحظات ببرودُه الثلجي، إلا أنه لم يستطع السيطرة على أعصابه، وضرب المقود بكل قسوة، إنتفض جسدها من هيئتُه التي أرعبتها، و نظرت أمامها بإنتصار و صوت أنفاسه العالية الغاضبة أشفَت القليل من غليلها منُه! سار بالسياره بسُرعة عالية تتخطى المئتان، فـ إرتعش بدنها حتى أنها من دون وعي منها تشبثت بذراعه المستند جوارُه من ناحيتها ضامة إياه لصدرها و مستندة برأسها فوق كتفه العضلي، تُغمغم بصوت مبحبوح:
- فـ .. فهد!!!

و بمجرد لمسها لـ ذراعه، و صوتها المُختنق بالعِبرات و هي تنطق إسمه بتلك الطريقة، هدأ من سُرعة السيارة، يشعُر بدمعاتها بللت أذرُع قميصُه الأسود، أخذ نفسًا عميقًا و حاوط رأسها بذراعه الذي كانت تستند عليه، قرّبها من صدرُه وقبّلها من رأسها، أدركت ذاتها فـ جففت دمعاتها و إبتعدت عنه بهدوء لتلتصق بـ باب السيارة مُغمضة عيناها و لازال جسدها يرتعش، فـ قال بضيق من بُعدها عنه و كأن جسده يُطالبها بتلك اللمسات مجددًا:
- بتبعدي عن حضني ليه؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 08 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

انتقام ملغم بالحب - للكاتبة سارة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن