استَمتعوا وتفاعَلوا، وقبلها لا نَنسى الذّكر والصّلاة على قُدوتنا الأولى صلّى اللّٰه عليهِ وسلّم.
-
يَقول أطّباء النّفس أنّ الألم والحُزن شيئان لا تُفلح في تفادِيهما، وأنّ المشاعِر السلبيّة لا تُستأصل مِن نفس بشريّ، فذلك الجسَد الّذي يتغذّى على كمّ هائل مِن الفُضول والغبَاء يتغذّى أيضًا على كمّ لا بأس به من المشاعِر السلبيّة والإيجابيّة، ممّا يُثبت أن البشريّة تحمل غباءً بحتًا وُجب عليه الانقراض.
سعلتُ بعُنف أقفزُ فزعًا مِن حيثُ اضطجعَ جسدي أعلى ذلك السّرير الأبيض، مُقابلًا ذلك الرّجل صاحب الثّوب الدّاكن.
جفلتُ عِندما أمسك كَتفي وَنفضتُ يَده عمدًا، لكنّي انحنيتُ مُدّعيًا النّدم ومتظاهرًا اللَا شعُورية، فزمجرَ هو مُنزعجًا حتّى أستقيم، وفورها وعيتُ أني نائمًا، وأن ذلك الرّجل يكون سيّدي المُستحدث الّذي نَهاني عن العبَث، لفحتُ زَفيرًا ساخنًا أثرَ النّوم الّذي لا أدري إلى متى امتدّ، واسقمتُ واقفًا أُعدّل تشابُكات شعري عفويًّا.
"جائع؟"
ما الأمر مع غَبائه البارِز؟
أومأتُ بخفّة، لا مرحب بسُؤاله المُستفز."اتبَعني، ولا تعبَث."
أنا لم أعبث منذُ جئتُ إلى هُنا، ما سَبب تِكراره لهذا الأمر المُزعج؟
تبعتهُ مُجاريًا خُطواته السّريعة وقد اعتدتُ عُنف سُرعته وعدوِه، ليَقودني إلى غُرفة وَاسعة بها طَاولة مُتوسّطة الحَجم تجمع ثلاثّ، المرأة الّتي أجفلَتني مِرارًا ليلة أمس، ذلك الفتَى الأصهَب صاحِب سُلوك الفُتور، وهرّة بَيضاء تحملُ شَريطًا بُرتقاليًّا حول عُنقها؛ تُجالسهم أعلى الطّاولة المَشحونة ببعضِ الأطبَاق المَطبوخة حديثًا.
أتساءَل كم مِن الوقتِ نِمته، فحتمًا أنا نمتُ بوَفرة لدِفء الغُرفة المُحتضن. عدوتُ سريعًا إلى داخِل الغُرفة عندما غفلتُ عن سيّدي المُستحدث الّذي سار بعيدًا، لكنّي عندما جاريتُ سُرعته وقفَ ثابتًا، بينما سعلتُ أنا بخفّة بسَبب وتيرة أنفاسي السّريعة.
أشارَ لي بالجُلوس جِوار الفتى الأصهَب، أي أمام المرأة المُرهقة مُباشرةً، فتوتّرت وتردّدت بعض الشّيء، لكنّي جلستُ سريعًا عندما حدّق بي سيّدي المُستحدث، الّذي لا أدري عن اسمه أو لقبه شيئًا حتّى الآن.
جاورتُ الفتى صامتًا، مَع بعض الشّعور بالاستِغلال البحت حيثُ أني ارتديتُ منامتهُ حتّى الآن.
كانت تِلك الأنثى تُناظرني بين الحِين والآخر بينما أُشاركهم وسيّدي المُستحدث الطّعام بنفسٍ ملأتها الرّيبة، وكلّما ناظَرتها وجدتُ وَجهها شاحبًا إلى حدّ مُخيف، وكيانها مُرهق، والنّهك يشعّ منه.
YOU ARE READING
بَين كفّين.
Randomالبشريّة كانَت قضيّة حُلوَة المذَاق، لكنّ مَرارة مُباغتة قد لسَعت حواسّي في نِهاية الطّريق، وبدلًا مِن إشبَاع نَفسي بحُلوها، نبشتُ بالمُرّ فيها والتهمتهُ دُفعة واحِدة، فوقعتُ أسيرًا، أسيرٌ لِذلك الكمّ الجذّاب مِن الغَباء البَحت، ورِياح الفُضول العَل...