صداء الماضي في جنة منسية

13 0 0
                                    

صرير الباب المفتوح ببطء قطع صمت الغرفة الثقيل. انسابت خيوط ضوء رفيعة عبر الشقوق، كاشفة عن غرفة غارقة في الظلام والفوضى. ستائر مسدلة، ملابس متناثرة، وعلى الطاولة المجاورة للسرير، إطار صورة مقلوب.

"مارسلين؟" همس صوت الأم، مترددًا كما لو كان يخشى إزعاج شبح.

كومة من الأغطية على السرير تحركت قليلاً، كاشفة عن وجه شاحب لفتاة في التاسعة عشرة من عمرها. عيناها، المحاطتان بهالات داكنة، حدقتا في والدتها بنظرة خاوية.

. "حزمت لك بعض الملابس الصيفية،" قالت، محاولة إضفاء نبرة مرحة على صوتها.

"قلت لك، لا أريد الذهاب." جاء صوت مارسلين أجش، كما لو كان غير مستخدم لأيام.

جلست كارول على حافة السرير، ممدة يدها لتمسح خصلة شعر عن وجه ابنتها. "عزيزتي، أعلم أن الأمر صعب. لكن—"

"صعب؟" قاطعتها مارسلين، وقد اشتعلت شرارة في عينيها لأول مرة. "لوكاس مات، أمي. مات. وأنت تريدينني أن أذهب في إجازة؟"

"ليست مجرد إجازة، مارسلين. إنها فرصة للشفاء، للتنفس."

مارسلين أشاحت بوجهها، عيناها تقعان على الإطار المقلوب. بيد مرتجفة، رفعته. وجه لوكاس الضاحك حدق إليها من خلف الزجاج، شعره الأشقر يتطاير في الريح، وذراعه حول كتفيها. صورة التقطت قبل شهرين فقط من الحادث.

"كان يحب المغامرات،" همست مارسلين، أصابعها تتتبع ملامح وجهه. "كان دائمًا يتحدث عن زيارة هاواي."

كارول أومأت، دموعها تترقرق. "لهذا اخترتها. ربما... ربما يمكنك العيش بعض المغامرات التي كان يحلم بها."

للحظة، بدا أن شيئًا ما تغير في عيني مارسلين. وميض من الذكرى، من الحياة.

"ماذا لو لم أستطع النسيان؟" سألت، صوتها يرتجف.

ضمتها أمها بقوة. "الأمر لا يتعلق بالنسيان، حبيبتي. بل بتعلم كيفية العيش مع الذكرى. لوكاس سيريدك أن تعيشي."

بعد لحظات من الصمت الثقيل، أومأت مارسلين برأسها ببطء. "حسنًا،" همست، "سأذهب."

-------------------------------------------------------------
هبطت الطائرة بهدوء على مدرج مطار ليهو في جزيرة كاواي، عجلاتها تصرخ على الأسفلت الساخن. مارسلين، التي كانت غارقة في أفكارها طوال الرحلة، انتفضت من غفوتها القلقة. صوت قائد الطائرة يرحب بهم في "جزيرة الحدائق" بدا وكأنه يأتي من عالم آخر.

قلبها يخفق بسرعة، أصابعها تتشبث بمسند المقعد. كانت هذه أول رحلة لها بدون لوكاس منذ سنوات. لحظة خروجها من الطائرة، ضربتها موجة من الهواء الدافئ المحمل برائحة الزهور والبحر والأناناس الناضج. شعرت بدوار خفيف - مزيج من إرهاق السفر والإحساس الغريب بأنها في عالم مختلف تمامًا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 25 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Lost in The Hawaiian Forests حيث تعيش القصص. اكتشف الآن