١ - 《مخادع أم فائق!》

149 26 25
                                    

 في منزل عصري، يقف شاب أمام مرآة طولية في غرفته غير المنظمة. يرتدي ملابسه، يستمع إلى أغنية صاخبة يردد كلماتها وكأنه مغني روك مثل الفرقة التي يستمع إليها. الغرفة مليئة بالفوضى حتى الحد الذي يؤذي العين، ملابسه ملقاة على الأرض وأوراق مجعدة في كل ركن. كل أجهزته الإلكترونية في الغرفة تعمل حتى وإن لم يستخدمها. هناك شيء واحد فقط ليس عشوائيًا: شهادات التقدير التي تملأ الغرفة. هذه الشهادات العلمية والرياضية توضح مدى تفوقه منذ الابتدائية وحتى الفصل الدراسي الأخير في الجامعة. وبالنسبة للشهادات الرياضية، فقد حصل على تفوق كحارس مرمى في منتخب الشباب الخاص بطلبة بريطانيا.

عندما اقتربت الأغنية من النهاية، قام برش عطرًا على ملابسه، ثم نمق بعض خصلات شعره السوداء المجعدة بلطف. وبينما ينظر إلى نفسه في المرآة، يردد لنفسه:
- إنه الفصل الأخير لترك تلك الحياة الجامعية... ولنبدأ عهدًا جديدًا، يا هاري.

إنه هاري والتر، الفتى الذي يحسده الجميع فلقد حصد الوسامة، التفوق دون أدنى جهد و لم يذق معنى الخسارة يومًا، حتى إنه ولد بيت هادئ لأب يعمل بالخارج والأم ربة منزل تنعم بأموال زوجها.

دلف إلى سيارته حتى يصل إلى الجامعة في يومه الدراسي الأول للنصف الثاني من سنة التخرج في عام ألفين وأربعة عشر. عندما اقترب من الوصول إلى بوابة الجامعة، لاحظ أن سيارات الطلاب والأساتذة مكتظة أمام البوابة.

بعد ثوانٍ قليلة، قام بإيقاف محرك السيارة وإغلاق النوافذ، ثم عقد ذراعيه ونظر نحو اتجاه البوابة، فقد سمع أفكار أحد حراس الجامعة وهو يؤكد في خاطره، أن الأساتذة فقط سيدلفون والطلاب سيأتون بعدهم بحوالي عشر دقائق.

لكن لحظة! هناك شيئًا نسيت أن أخبركم به، هاري يمتلك قدرة خاصة تمكنه من سماع أفكار الآخرين عندما يريد ذلك. ربما هذا هو السبب الأساسي وراء تفوقه الدراسي، حيث لم يكن يحتاج للجد والاجتهاد مثل أقرانه. كان يكفيه أن يسمع أفكار المعلمين والطلاب المتفوقين، وحتى في مجال الرياضة، فوجوده كحارس مرمى كان أمرًا بديهيًا، حيث مهمته الأكبر كانت أن يعرف اتجاه الكرة ليتمكن من صدها.

■■■

"لماذا كل هذه السيارات لمجرد طلاب يافعين؟"

هاري والتر
ما هذا الصوت الذي أسمعه؟ لماذا يزعجني من قيلولتي؟ حسنًا، ما المشكلة في وجود سيارات للطلاب، إنها الجامعة التي تضم النخبة من الطلبة، لذا حتى الأثرياء يتزاحمون للانضمام لها؟ ولكن ... من صاحبة هذا العقل الكلاسيكي... لحظة... لماذا أستمع إلى صوت أفكارها دون إرادة مني؟!

حسنًا، ربما هي قريبه مني وهذا لم يكن صوت خاطرها، سأقوم بتشغيل موسيقى حتى يفتحوا البوابات.

" أثرياء حمقى بكل مكان!"

بحق الرب، من تكون هذه المزعجة، ولما استمع إلى أصوات أفكارها ... على كل حال لقد أفسدت قيلولتي، لنرى من تكون.

ليلة صيفية.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن