part2

283 8 2
                                    

بقلم#عهد_تلمسي
ملتفين حول مائدة العشاء ، الحاج سعيد اليعقوبي فرأس الطابلة ، رجل كبير شاد فعكازو كيتبين عليه الوقار ، الى جانبه الأيمن ولدو البِكر يوسف ، و حداه الزوجة ديالو حكمة ، امرأة خمسينية محتافظة بجمالها ، لابسة زيف أبيض و قميص أخضر جى مع وجهها ، فالجانب الأيسر ولدو الثاني جواد و حداه الزوجة ديالو جميلة لي صغر من حكمة بشويا و لابسة كسوى طويلة و مخرجة شويا من شعرها من الزيف لي لايحاه فوق راسها . ثم على امتداد المائدة جالسين أحفاد الحاج سعيد .
جوديا : (موجهة كلامها لحكمة ) ماما واش خويا ما غيرجعش ؟
حكمة : (تنهدات ) ما نعرف أ بنتي .. را عارفاه ما كيعطيش نيتو لشي حد .
سعد : دوى معايا البارح و يمكن غيجي هاد الاسبوع و لا الاسبوع الجاي .
جميلة : (باستهزاء و كتشوف فحكمة ) تلقياه ثاني غاطس فشي قضية حتى يجيب شي كارثة للعائلة كيف موالف .
حكمة حدرات راسها بامتعاض ، يوسف اكتفى بأنه رمقها بنظرات كون صابت تكون قرطاس كون راها ولات رماد ، سعد بقى كارز على القبضة ديالو ، بينما الجد سعيد ضرب بالعصى ديالو فالأرض بقوة .
الحاج سعيد : جميلة شفتك تماديتي .. جواد علّم مراتك ان السكوت شويا نعمة و فيه خير لينا و ليها .
تلفت جواد خنزر فمراتو لي قلبات عينيها و دورات وجهها ساخطة على ردة فعله .
عصام : (نازل من الدروج ) ياك لاباس شكون مقلق ليا الواليدة ؟
الحاج سعيد : ( و هو مركز عينيه على ماكلتو ) اولا هاد الدار عندها قواعد ، و مني نكونوا كنتعشاو كلشي كيتجمع على الطابلة ، ثانيا الام ديالك عارفة راسها شدارت ! (وقف مع آخر كلمة قال و خرج للجردة بلاما يتلفت ) .
غير خرج ناض سعد من الطابلة ما عاجبو حال ، و تبعوه لاخرين ، بقات غير سناء و عصام لي نزل جلس حداها .
عصام : ياك لاباس مال هادوا ؟
سناء : ( بتمياق ) الموضوع المُعتاد
عصام : (كياكل ) اممم و نتي شتك صاقلة !
سناء : (قلبات وجهها ) و آش بغيتيني ندير مثلا ؟
عصام : (ضحك ) انا عارف و نتي عارفة شكيضور ليك فداك الراس .
ناضت سناء من الطابلة منساحبة بلا ما تجاوبوا ، طالعة فالدروج و دماغها كيضور و يخطط ، علاش لا و حب حياتها غيرجع ، هي البنت الصغيرة ديال جواد و جميلة ، و من ديما ولد عمها كان هو نقطة ضعفها و حلم حياتها تزوج بيه و يبادلها نفس المشاعر ، تعلقها بيه ماكانش عادي بل هو تعلق مرضي زاد و كبر معها من الصغر . دخلات لبيتها كتفكر و تبتسم غير بوحدها و هي كتخيلوا داخل مع باب الفيلا .

أشعة شمس حارة تستقر على وجهها و تداعب وجنتيها ، قطّبت جابينها و جاجبيها كتفتح فعينيها بشويا ، ناضت من فراشها و توجهات للحمام ، غسلات حالتها و توضات ، صلات و نزلات ببيجامتها الحريرية البيضاء فاتجاه المطبخ . دخلات و الكل استقبلها بابتسامة ، لما لا و هي حسناء هاد الفيلا ، لي ملكات قلوب الخدامات بجمالها و طيبتها و حسن أخلاقها .
ساجدة : (بابتسامة ) صباح الخير أ الغزالات
التافتات ليها دادا نعيمة و هي كتقرا عليها المعوذتين فخاطرها : صباح الخير و الرباح يا وردة الدار .
كانت دادا نعيمة هي المسؤولة على اعمال الدار و فنفس الوقت كانت ليها مكانة كبيرة فقلب ساجدة و فهد نظرا الى أنها هي لي رباتهم و سهرات على رعايتهم خصوصا ان الأب ديالهم السي المختار كان مشغول بالمستشفى ديالو و محطّم خصوصا بعد ما توفات الزوجة ديالو .
قربات ساجدة من داداها و باستها فحنكها : يخليلي الزين
دادا : لاواه أ بنتي .. الزين كلو ديتيه نتي .
ابتاسمات بخجل ، هي الفتاة التي كلما سمعت مديحا في جمالها أو أخلاقها اعتلت وجنتيها حُمرة خجل جميلة .
ساجدة : (كتشوف فالخدامات كيطيبوا بكمية كثيرة ) ياك لاباس أ دادا .. لاش هاد الماكلة كاملة ؟
دادا : على ما فراسكش بلي فهد قاليك غيدير حفلة ليوم و يعرض على صحابو و الموظفين لي عندو فالشركة .
ساجدة : (ضحكات ) ما مشى تا دارها .. صحابلي فاللول هي كان ضاحك .
دادا : ايوا مني جى قالها ليا البارح قلت علاش لا نفرحوا بيه و نيت يستاهل .. لمهيم أ بنتي را فطورك كاين فوق الطبلة .
ساجدة : بابا خارج ؟
دادا : لا الحاج راه فالجردة .
اكتافات أنها حيّيات باقي البنات لي فالكوزينة و خرجات بلاما تشغلهم على خدمتهم و اتاجهات لعند باباها .
ساجدة : بابا حبيبي ( و هي معنقاه من اللور )
المختار : نوّارة الدار ، العزيزة بنت الغالية .
ساجدة : (ابتاسمات و جلسات حداه ) فهد تاهو ولى كيعيط ليا بيها .
المختار : (كيوز يديه على راسها ) هاداك فهد را خاصني نتفاهم معاه ! العزيزة بنت الغالية انت بوحدي لي نقولها ليك .
ساجدة : (كضحك حتى تسدوا عينيها ) كتغير من فهد أ بابا ؟
المختار : ( كيبتاسم ليها ) الله يخليك ديما ضاحكة أ بنتي .. الله يفرشك بالرضى و يغطيك بالرضى
ساجدة : (باست يديه ) آمين أ بابا و يخليك ليا .
فالعشية كانت الجردة عامرة بالمدعويين و مطلوقة موسيقى هادئة و فهد كيستقبل الضيوف و راسم ابتسامة عريضة على وجهو .
ساجدة كانت مازال كضور فبيتها ، ديما فاش كتكون شي مناسبة كتحس بالاحراج ، ما كتعرف ما تلبس و كتحس باللي الجو اصلا ماشي جَوْها . حسات بدقات خفاف فالباب .
ساجدة : ووي تفضل
دخل فهد بكامل أناقته لي بمجرد ما شافها ترسمو على وجهو علامات الدهشة : شفتك باقي ما لبستيش ؟
ساجدة : موحالش غنزل
فهد : ساجدة لعني الشيطان و لبسي تقابك و نزلي .. رانس مفتاخر بيك أ ختي هكا و ما تفكريش بلي غتباني فشكل و لا شي حاجة .. (قرب ليها ) بالعكس أتباني نتي هي أجمل و أحسن وحدة فهاد الحفل ( باس ليها راسها )
ساجدة : (ابتاسمات من بعد ما فرحاتها هضرتو) واخا غير سبقني انا جاية .
توجهات لخزانة الملابس ديالها ، جبدات خمار مع النقاب ديالو فالبُني .. تقابلات مع المرآة بعد ما كانت لبساتهم و لبسات سبرديلة GC و خرجات و هي كتردد فسرها " اللهم صلي و سلم على الحبيب المصطفى " لأن بالصلاة على النبي كلشي كيتحل و كيف جاء فحديث انه جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، قال: الربع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: النصف؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: الثلثين؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: يا رسول الله! فأجعل صلاتي كلها لك؟ قال: إذًا تكفى همك، ويغفر ذنبك " و هادشي كيدل على أهمية و أجر الصلاة على النبي (صلوا عليه و سلّموا ).
هبطات فالدروج و الأعين بدات كتحط عليها ، أول ما شافها فهد تقدم ناحيتها و شد ليها فيديها . البعض كانوا عارفينها بحكم كانت كتجي مرة مرة للشركة و لكين الاغلبية ما كانوش عارفين شكون هاد الأميرة المنقّبة لي مجرد نظارات عينيها كتخلي الانسان مشود ليها و لسحرها .
تقدمات هي و فهد و النظرات عليها ، قربات منو و دوات فودنيه : عفاك غير سير شوف ضيوفك و خليني نجلس فشي بلاصة ، راه كلشي كيشوف فيا
فهد : ( بدورو تحنى لودنها ) غير بقاي معايا .. هدوك را قاتلهم غير الفضول .
بينما هوما هكا حتى وقف عليهم ، لابس طقم اسود و ابتسامة على وجهو .
حمزة : فهد مبروك عليك أ لعشير
التفت ليه فهد و تعانقو عناق أخوي .
فهد : كتبارك ليا بحالا نتا براني .. ما تنساش راك جزء من هاد النجاح .
حمزة : (ابتسم ) الخدمة معاك ديما ناجحة ...( حوّل نظرتر لساجدة )
فهد : نقدّم ليك حتي ساجدة .. ساجدة هدا صاحبي و اليد اليمنى ديالي فالشراكة .. الى ما قلتش هو الشريك ديالي .
ساجدة : (ابتاسمات تحت نقابها حتى تسدوا عويناتها ) متشرفة بمعرفتك
حمزة : الشرف ليا ( و هو مطوّل الشوفة فيها )
حسات ساجدة بالإحراج من نظرات حمزة ، و فلتات من يد فهد ، اعتادرات و مشات جلسات ففوطوي كان قريب ليها ، بقات كتشوف فأجواء الحفل و كتأمل الناس كيضحكوا و كيتناقشوا حتى طلب فهد من الجميع الانتباه .. تحولات الانظار إليه و هو راسم ابتسامة جميلة على وجهو .
فهد : ليوم بغيت نشكر اي واحد ساهم من قريب أو من بعيد باش ربحنا البروجي و باش وصلات الشركة للمستوى لي هي عليه .. و كنشكركم كذلك حينت لبيتوا الدعوة .. و ما نساش عائلتي لي عطاوني الدعم و كانوا واقفين معايا .. بابا لي ماقدش يحضر و ختي (توقف باش يبتاسم و ضور عينيه جيهتها) ساجدة (فهاد الأثناء تحولات الانظار ليها و الحضور قدروا يفهموا شكون هي من بعد ما كانت شاغلة أ حاديثهم مني نزلات هي و فهد ) .. كانت معايا طول هاد المدة كتحفزني باش نعطي أقصى ما فجهدي .. شكرا ليك أ العزيزة بنت الغالية .
ابتاسمات تحت نقابها مع آخر كلمات قال و بدات كتصفق و توالات التصفيقات من وراها ديال الحضور .
جالسة فالجردة شاردة فالتفكير ديالها بعد ما غادروا المدعويين ، كانت لابسة البيجامة ديالها و طالقة شعرها ، توحشات شموخ ، الحصان ديالها لي رباتو مني كان باقي صغير و مولفة تزوروا فالفيرمة لي عندهم خارج المدينة ، كتفكر بلي خاصها تمشي تماك شي يومين باش تصفي دماغها و ترتاح ..كانت منغامسة فالتفكير حتى لتاحق بيها السي المختار و فهد .
السي المختار : نوّارة ديال الدار جالسة بوحدها !
ساجدة : (ابتاسمات) و هاد الساعة ما لقيناش لي يجلس معانا ( بدلع )
فهد : و حنا بسلامة آش كنديروا هنا .
جلسوا جنبها و بداو كيتبادلوا أطراف الحديث على الحفل كيداز و على البروجي الجديد حتى نطق فهد بكلام جديد عليها .
فهد : احم .. العزيزة بنت الغالية ..
ساجدة : ( شافت فالسي المختار ) هادا را باغي دابا شي حاجة
السي مختار : وا سمعي ليه بعدا أ بنتي
ساجدة : هي تا نتا فراسك شغيقول أ بابا !
فهد : ساجدة بلاما نطول عليك .. صاحبي حمزة لي كان معانا فالحفل .. راه دوى ليا عليك و قاليا باغي يجي يخطبك و ناوي الحلال .. صراحة انا ما عرفت ما نقوليه و بغيت حتى نتشاور معاك .
كأن يد ما سحبتها بقوة في دوامة كبيرة ، مجموعة أحاسيس اجتاحتها في نفس الوقت دون سابق إنذار ، هي التي لم تفكر يوما في الارتباط ، كيف سترُد على عرض كهذا ! .. ماكانتش أول مرة شي حد يطلب يديها و لكن هاد المرة مختلفة بحكم انه صديق مقرّب من خوها و صديق للعائلة كذلك و هي ديما حاطة بين عينيها حديث : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) .. و هي كانت كترفض فقط لأنها ما عندهاش دراية بأخلاق داك الخاطب .
فهد : (دوز يديه قدام عينيها ) أ سبحان الله فين مشيتي
ساجدة : (تنهدات و شافت فباباها ) بابا نتا شنو بان ليك فهادشي ؟
السي المختار : وا بنتي الدري كنا كنعرفوه من شحال هادي و كنعرف الأب ديالو .. ماعمري شفت عليهم شي حاجة ديال العيب .. غير هو شوفي نتي شنو رأيك .
ساجدة : (بعد صمت ) قوليه يجيب واليديه و الله يدير لي فيها الخير .
فهد : ( ابتسم و باس ليها راسها ) اللهم آمين
السي المختار : ( ربت على كتفها ) الله يكملك بعقلك .
ساجدة : (باست يديه ) آميين
استأذنات و تمشات طالعة فالدروج متوجهة لغرفتها .. دخلات و استلقات مباشرة على السرير ديالها .. كانت محتاجة تختالي براسها و تفكر ، كتشوف بلي باقي حتى الربع من أحلامها ما حققاتهمش و دقّ الزواج بابها .. خايفة تندم على قرارها و حايرة واش تزيد القدام و لا توقف بلاصتها .. دوامة من الافكار خلاتها تسد عينيها و تستسلم للنوم .

شريان قلبي (طور التنزيل)Où les histoires vivent. Découvrez maintenant