ماهذا الذي.....
فتح الأمير عينيه متفاجئا مما قابله فور دخوله الغرفة.
غرفة بيضاء واسعة منارة للغاية كأن الشمس قد اشرقت وسط جدرانها غير مبالية بظلام الليل السائد خارجا.
توسطت الغرفة الفارغة منصة بيضاء متوسطة الطول، كانت تحمل كتابا مغلقا مزخرفا في أطرافه بالذهب الخالص.
كان الكتاب يتوهج، كان يناديه.
_اقترب.....هيا تعال لا تخف.....
الصوت الأنثوي ذاته يتكرر، إنه صادر من الكتاب.
لم يكن الكتاب ينادي اذنيه ولا جسده، كان ينادي روحه، قلبه، حواسه و مشاعره.
كان يحس بالصوت الذي يناديه يصدر من اعماق نقاط روحه، صوت يتخلله و يلتف حول مسارات قلبه.
كان يشعر و كأن حبلا خفيا يسحبه بسلاسة ليقترب من الكتاب، ليفتحه و يقلب صفحاته.
صارت مقاومة الصوت صعبة، شعور غريب يتعدى رغبته و إرادته الحرة التي تحاول المقاومة، شعور بيدين يتحركان بخفة، يدان تتلاعبان بقلبه و روحه كأنها مجرد لعبة.
لم يستطع التحكم في جسده الذي بدأ يسير عنوة من دون أي تدخل منه، صارت خطواته ثقيلة، يتم جره نحو مصير يجهله و هو يأبى الرضوخ.
_اااه تباا!! جسدي يتحرك من تلقاء نفسه!! لا أستطيع كبحه البتة!
و في لحظة فتح عينيه اللتين كانتا مغمضتين إثر محاولته للمقاومة ليرى الكتاب أمامه.
كان الكتاب ككائن حي يتنفس، ليس مجرد غلاف سميك يأوي بضعة صفحات بيضاء محملة برشفة من الحبر.
توقف الصوت لكن و فور اقتراب أليكساندر بالشكل الكافي فوجئ بالكتاب يفتح من تلقاء نفسه.
كانت الصفحات تتقلب بسرعة شديدة، بدأ الكتاب يتوهج و يشع بنوره الغريب، كان يهتز مع كل صفحة تقلب فيه، هبت فجأة رياح عاتية صادرة من الأوراق المتطايرة في الجو و التي تمزقت من شدة تقليبها.
_ماهذا الذي؟!!-
و قبل أن يكمل جملته حتى، فوجئ بالكتاب يسحبه إلى الداخل، حاول المقاومة، حاول الصراخ، حاول حتى استلال سيفه القابع في خاصرته لكن النهاية كانت واضحة.
ابتلعه الكتاب.
التهمه كفريسة لاحول لها ولا قوة.
صارت الغرفة فارغة تماما.
لا نفس لأي مخلوق حي يسمع منها.
عادت لسكونها الدائم، اُغلق الكتاب على نفسه و عاد ليتربع بوقار على عرشه كما كان قبلا.
اختفى الأمير أليكساندر من الغرفة.
.
.
.
.
.
.
.
.
_هيا فلتحرك الشراع!! تأكدو أن كل شيء جاهز سنصل إلى اليابسة قريبا أيها الطاقم!!
شاب يبدو عليه أنه في أواخر عشريناته.
شعر طويل و مجعد يجعلك تتوه في شدة سواده و قتامته و وجه عليه مسحة من الوسامة تتوسطه ندبة تخط على محياه تاريخا من المغامرات، و بشرة سمراء قليلا.
كان واقفا في مقدمة السفينة يلوّح بنصله الذي يحيي الشمس في كي مرة تنعكس بأشعتها البراقة عليه.
_سيدي يبدو أننا قد حصلنا على غنائم نفيسة للغاية في آخر عملية نهب لنا هاه....
ضحك ضحكة خبيثة تنم عن سعادة و رضى كبيرين.
تنهد بينما يلف سيفه و يتفحصه
أجاب أخيرا:
معك حق..... أن تكون قرصانا لهو أمر مربح للغاية حقا.....سنبيع كل ما كسبناه بسعر باهظ، سنبيع كل شيء في السوق القريب من الميناء لذا كونوا مستعدين و جهزو كل ما كسبناه يا شباب!!
كانت الشمس تلقي بأشعتها موجهة السفينة في طريقها.
طريق من بحر يلمع سطحه بلمعانٍ جوهري فيروزي جميل، متباهيا بزرقته و صفو سطحه.
كان الزعيم جالسا على أحد الصناديق الموضوعة في مقدمة السفينة شارد الذهن إلى أن حدث ما أعاد وعيه إليه في لحظة واحدة.
أنت تقرأ
رحلة بين طيات التاريخ
Fantasiمسار مرسوم بخط رفيع بحبر من الحماسة، بفرشاة تحركها يد ترتجف مع كل نبضة لهذا القلب المتلهف، تكاد الصرخات تخترق ضلوعه، يرغب في فتح نافذتي الغموض على مصراعيهما و يخطو خطوته الأولى في كتابة قصته، قصة فتى يدون عظمة إمبراطورية الاختلاف، امبراطورية تجمع بي...