I

525 25 23
                                    

تحت ضوء القمر الذي يتسلل من تلك الستائر الشفافة التي ليس لها قوة على منع ضوء القمر الساطع على دخول ذلك الجناح.

وفي ذلك القصر ذو الطابع القديم الذي يكسوه الكثير من الٱثار و المنحوتات غالية الثمن.

ذو هالة من الهيبة و الثراء الفاحش أينما سلطت نظرك سوف ترى شي يقدر ثمنه بمئات الليرات من الذهب.

قصرٌ لا يسمع به شيء سوى صوت صراخ و إنتحاب كاترينا زوجة الملك , ملك مملكة سحاب.
مملكة بسيطة ذو شعب بسيط يأمل بالاستقرار و العيش بسعادة.

يزرع الأرض ذهاباً و إياباً و يتنهد بقوة من حينٍ إلى أخر
إنه الملك
ملك مملكة سحاب "إيساب"

نفذ صبر ذو الشعر الغرابي و العيون الحادة هو ينتظر وريثه مما دفعه إلى الصراخ بمعاملة القصر.
_ما الذي يجري لقد مر ساعة بالفعل أريد رؤية وريثي طفح الكيل!

صرخ بغضب في نهاية حديثه مما أدى إلى إرتجاف تلك المسكينة الواقفة أمامه تتمثل الثبات و القوة.

_أعتذر أيها الملك و لكن الأمر ليس بيدي كما تعلم.

صوتها مليىء بالاحترام , بالطبع هي تُكلم الملك الذي يهابه الجميع بلا أي إستثناء
ملكٌ معروف بجبروته و قوانينه الصارمة.

زفر أنفاسه و ما كاد يتكلم حتى سمع صوت بكاء من داخل الجناح الذي تتموضع به كاترينا .

نظر نحو ذلك الباب ثم خطى نحوه بخطوات سريعة و كأنه يسابق الريح دالفاً إلى الجناح.

ألقى بنظره إلى تلك المسكينة التي تحتل السرير و وجهها الذي يشبه البدر جمالاً
تمركز على وجهها العديد من قطرات العرق الذي تدل على جهدها.

وقف الملك أمامها ينظر لها دون مشاعر و من ثم قلب عيناه ناحية القابع بجانبها.

في حقيقة الأمر الملك لا يهتم لـ كاترينا ، لقد أُجبر على الزواج منها على أي حال ، هو فقط يهتم بـ وريثه الذي سوف يحمل اسمه.

ألقى بنظره على كتلة اللحم التي تتمركز بـ جانب كاترينا
إنحنى له حتى إتضحت ملامحه الطفولية الملائكية
همس بجانب إذنه:

_جريفن ، اسم رائع أليس كذلك؟ لقد إنتظرتك لوقت طويل ، و ها أنا ذا أشبع عيناي برؤيتك.

ثم قام بوضع قبلة صغيرة على جبهته
نظر إلى كاترينا و عيناه خالية من الحب مهما بحثت بها.

و قبل أن يخطي بـ خطواته خارج الجناح إستوقفه صوت كاترينا المتعب

_ها قد جلبت لك وريثك ، هل يمكنك تحريري؟

_يمكنك بالطبع ، لماذا سوف أمنعك؟
و كأنني أحبك !

أنهى كلامه بـ إبتسامة ساخرة

_ عندما أرتاح سوف أغادر ، لا تهمني أنت ، أيها الملك!

خطى بـ خطواته نحوها و عيناه اكتساها اللون الأحمر ، و باغتها بوضع يديه حول عنقها يجعل من أنفاسها تتدهور.

_إياك حتى أن تفكري مجرد تفكير بالتحدث بهذه النبرة معي
حنجرتك التي تتلفظ بهذه النبرة و حبالك الصوتية أقلعها هل فهمتِ!

سحب يديه من عنقها و بدأت كاترينا بـ التنفس بـصعوبة، و عيناها قد كساها غشاءٌ من المياه المالحة تنذر في إقتراب هطولها على وجنتيها , أغمضت عيناها تمنعهم من ذرف دموعهم أمام هذا الشيء الذي تكلم بسخرية.

- ويحك لما تبكين هل ٱلمتك أيها المسكينة؟ أشعر بالشفقة عليك

تركها إيساب و خرج دون آي إهتمام.

تركت العنان لعيناها و سمحت لهم بالبكاء ، هي كانت خائفة، بالطبع الجميع يخافه لأنه ذو طباع جبّارة ، صارمة ، لا ترحم.

بدأ جريفن بالبكاء و كأنه فهم الحديث الذي دار بينهم.

لم تهتم كاترينا لـ بكاءه و قامت بتوضيب ملابسها ثم غادرت الجناح، ثم القصر ، ثم المملكة بأكملها حيث المجهول .

غادرت تاركة خلفها إبنها يبكي غير مهتمة له ، ولا كأنه خرج من رحمها للتو!

كيف للأم أن تترك إبنها الذي حملته لمدة تسعة أشهر و هي مدة ليست قصيرة.

هل حقاً لا تملك مشاعر تجاهه
لم تشعر بالحزن أو الشفقة حتى؟
هل يعقل لإنسان أن يكون قاسياً هكذا؟

عندما علم الملك إيساب بـالأمر لم يهتم لأمر كاترينا فهو كان ينتظر ذهابها منذ زمن

كل الذي قام بفعله هو تعين إحدى العاملات لكي ترعى وريثه جريفن و هي "سامية"

The end of the first chapter.

the monster u created حيث تعيش القصص. اكتشف الآن