الفصل الخامس والثلاثون

9 2 1
                                    

في الصباح الموالي ينبعث هدوء غريب يلف الأجواء الخريفية في الخارج بلطف كأن الزمان يتوقف برهة ليستمتع بجمال هذه اللحضة... غيوم تغطي السماء وتزينها بلون رمادي يفرض وجوده، لكن هذا لم يمنع تسلل خيوط الشمس الملكية أسفل الغيوم ببطئ ... جوٌّ كهذا كفيل باعادة شحن طاقة جميع كائنات هذه المنطقة بدون استثناء...
انّها السابعة صباحا ...و كغير العادة استيقظت أنجيلا باكرا تقلب رأسها يمينا لتجد لارا نائمة بعمق وأنفاسها تعلو وتهبط بهدوء... ابتسمت بارتياح، انّها حقيقية!... قبلتها على جبينها ونزلت بهدوء من على سريرها لتجد أليس وكريستن ليس هناك... فقد كانت الكنبة والفراش الأرضي الذي افترشنه البارحة فارغا...
تفحصت هاتفها لترى اي اتصال من جاكلين لكنها لم تجد... "ربّما لا يزال غاضبا من كلامي البارحة"
قالت في داخلها ثم استطردت ونزلت للطابق السّفلي لتسمع صوت همسات خفيّة صادرة من المطبخ... دخلت هناك لتجد كريستن وأليس تمسكان بعلبة مربى الفراولة وكل واحدة تجذبها لطرفها
كريستن:"ابعدي يداك عن الزجاجة اتفقنا انني أنا من سيصنع شطائر الفراولة"
أليس وهي تلهث :"ابتعدي أنتِ الم تقولي البارحة أنكِ ستعدين البان كيك؟ ام أنكِ تعرضين مهارتك أمام أليكس فحسب؟"
انتزعت كريستن العلبة من أليس :"هذا ليس من شأنك أنتِ أيضا لا تجيدين صنع البان كيك"
استعادت أليس العلبة بعنف وقالت  باستفزاز :"على الأقل لم أكذب لأعجب شخصا ما"
كتمت أنجيلا ضحكتها وقالت :"لا داعي لذلك فأنا من سأعد البان كيك"
كريستن بفرح:" اذن بما أنني لن أعد البان كيك وأليس ستحضر الشطائر فسأجلس أرتاح قليلا ريثما تعدون الفطور"
رنّ جرس الباب، والتفتت أليس لكريستن :"لا أضن ذلك، اذهبي لفتح الباب أولا"
زفرت كريستن بملل واتجهت لفتح الباب لتجد جاكلين وأليكس مبتسمين
جاكلين :"صباح النور هل استيقظتم ؟"
كريستن بابتسام وهي تحدق بأليكس المبتسم هو أيضا :"نعم تفضلا"
جاكلين :"لا داعي لذلك فنحن مشغولان"
ثم أعطاها كيسا ورقي وتابع :"في طريقنا للعمل مررنا على المخبزة وهذه بعض المرطبات بالصحة والعافية "
اتكأ أليكس على الباب وقال بابتسامة:" أنا من نصحته بذلك"
زفر جاكلين بقلّة حيلة:" حسنا إنه صاحب الفكرة، هل أنت مرتاح الآن!"
ضحكت كريستن وقالت بخجل :"شكرا"
ودّعتهما ودخلت وهي تحمل كيس المرطبات بين ذراعيها نحو المطبخ.
كانت أنجيلا قد بدأت فعلا لوضع أول قطعة عجين في المقلاة التفتت نحو كريستن :"من كان على الباب؟"
كريستن بابتسامة :"إنه أليكس وجاكلين أحضرا بعض المرطبات لنا"
أليس وهي تضع فطائر الفراولة على الطاولة :"سلمت يداهما"
ابتسمت أنجيلا وزفرت بارتياح هذا يدل على أنه ليس غاضبا مني كثيرا...
بعد مدة كان كل شيء جاهزا تقريبا بقي وضع الصحون فقط على الطاولة... وبينما هن منهمكات في وضع الصحون دخلت عليهن لارا في غرفة المعيشة:"صباح الخير "
التفتن جميعا لمصدر الصوت محدقين بها وقلن بهدوء مضطرب :"صباح النور "
ابتسمت لارا :"هل أساعدكن في شيء؟"
اتجهت كريستن نحوها وأمسكت يدها ثم أجلستها على الطاولة :"لا داعي فكل شيء جاهز"

ما بعد الهدوء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن