part 2. ||بعـضُ الأحلامِ تتـحقق

39 3 86
                                    

على عتبةِ بابه يقف ببدلته السوداء وشعرِه المبعثرِ بعشوائية وبيده اليمنى زجاجةُ خمر مُستهلكٌ نصفها واليد الأخرى تحمل سيجارة

كان على وشك الدخول فاستوقفه جاره المتطفل سائلا
"ألم يكن عُرسك اليوم؟ أين عروسك؟"
"لا شأن لك"

جملة من ثلاث كلمات أخرست المتطفل الذي تحمحم بإحراج مستئنفاً الحديث
"وُضعت هذه الرسالة في صندوق البريد الخاص بك قبل قليل"
"بما أنه خاصٌ بي لماذا رأيت ما به"
سحب منه الورقة بعنف دالفاً للمنزل مُغلقا الباب  في وجه جاره الذي تمنى له ليلة سعيدة ولم يرد عليه

أخذ له كرسياً من على الطاولة وأطفئ سيجارته ورمى زجاجته على الأرض
استند بساعده على سطح الطاولة قبل أن يفتح الرسالة باليد الأخرى ليعرِف فحواها

بحث عن إسم المُرسل الجاهل الذي كـان بإمكانه ارسال رساله نصية بدل الورقية لكنه لم يجد إسمه

ًيبدو أنَّها الحقيقة كلُّ شيءٍ انتهى فعلا ..
هل قلتُ كلَّ شي ء!
ربما كلُّ شيء بالنسبةِ لكَ أنتَ  حقاً انتهى
أما بالنسبةِ ليَّ فلم ينتهي شيء
ِلكنني لاحظتُ مؤخراً أنَّني أصبحتُ واثقةً أنَّك لم تكن من البداية في خارطةِ نصيبي ...

اعذرني ولكن حرَّي بي أن امسكَ لساني من الدّعاءِ بأن يجمعني الرّب بك بكلِّ خيرٍ، فاتضحَ أنَّني لستُ الخيرَ الذي تنتظرهُ ولستَ الخيرَ الذي انتظرتهُ أيضاً

كانَ لابدَّ أن أمنعَ قلبي من أن يرتجفَ عند سماعِ اسمك ليس لشيء ولكن  لأُبعد عنه الأذى قدر المُستطاع فلا شيء يُوجع أكثرَ من كونِ قلبي ينبض لأجلك وقلبكَ ينبضُ لاجل غيري .

كلُّ ما فعلتُ  لأجلك صدقني لم أسمع بهِ يوماً ولكنني لا أدري أيضاً متى اعتدتُ أن افعلهُ
متى أعتدتُ  أن لا تخلو صَلواتي من اسمك

حتى وصلَ بي الأمرُأنَّني أشعرُ بالأنانيةِ إن دعوتُ لنفسي دونَ ذكركَ ..
أَتعلم
ليتني لم أفعلْ كلَّ هذا ..
لقد باتتْ هذه التَّفاصيلُ أشدَّ ما يُؤلِمني في غيابكَ
  غيابكَ عن قلبي لا عيني ..

فلطالما كنتَ غائباً عن عيني ولَيشهدْ الإله أنَّك كنتَ حاضراً في قلبي دائماً،
ولكن هذهِ المرة عليَّ أن أُصدقَ أنَّكَ لا تنتمي لهذا القَلب ولم تكن تنتمي له يوماً ،ولكنني صدقتُ ذاكَ الوهمَ معك حتى غرقتُ فلا أنا بالتي أجيدُ السِّباحة ولا بالتي تريدُ النَّجاة !

َّولكن اليوم أرى نفسي اتهاوى في عُمقِ ذاكَ البحرِ ،والجديرُ بي أن احاولَ الصُّعود للسطحِ،لعلَّي ألمحُ واقعاً غيرَ ذاكَ الذي خِفتُ دائماً أن أجده ..

BAD MAN /KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن