رفعت رأسي بالكاد وأنا أسمع الباب يصفق بقوة خلفي.. لقد استيقظت فجأة لأجد نفسي في مبنى الإدارة.. وهناك، دام عذابي ساعتين تقريباً لم يعاملي أحد فيهما كفتاة.. تلقيت الركلات واللكمات وأصنافاً أخرى من العذاب على أمل أن أتكلم.. أن أخبرهم بالكيفية التي تغلبت فيها على السوار.. لكني لم أستسلم لهم ولا أنوي ذلك، ما دامت هذه هي الطريقة الوحيدة، فلا أنوي أن أخسرها الآن، خاصة أن أثر الأحجار قد زال منه ولم يبق ما يكتشفون به سري..رأيت أحد الإداريين وهو الذي استجوبني سابقاً بمساعدة الحراس يجلس على الكرسي المقابل لي تفصلنا طاولة فقط وهو يحدجني بنظرات حانقة.. ثم سألني السؤال الذي لا يمل من تكراره بلغة نايو "الأفضل لك إخباري بما فعلته بالسوار أثناء هروبك.. لقد نفذ صبر المسؤولين وهم يتوعدونك بعقاب قاسٍ.. هذه هي فرصتك الوحيدة.."
قلت متضجرة "لقد أخبرتكم.. غمرت السوار في الماء لفترة طويلة.. أي جهاز يفسد إذا تعرض للماء، أليس كذلك؟"
ضرب الطاولة بيده صائحاً "إلا هذا.. كيف تريدين إقناعي أن جهازاً مضاداً للماء قد تعطل بعد تبليله؟ هذا هراء"
قلت مقطبة "ربما كان على وشك التعطل عندما غمرته بالماء.. فسرّع هذا بتعطيله"
قال بحدة "كذب.. الجهاز عندما ارتديتِه كان جديداً تماماً.. ومعه ضمان لمدة تسعين سنة.. أخبريني الحقيقة الآن.."
أشحت بوجهي مغمغمة "مادمتم تكذّبوني، فلا أملك أي شيء أخبركم به.."
صرخ عندها بغضب شديد "اسمعي أيتها البلهاء.. أنا أحاول مساعدتك والتخفيف من العقاب الذي قد تنالينه.. لكنك...."
قاطعه صوت طرق على الباب، فسمح لصاحبه بالدخول وهو يتأفف.. فدلف رجل آخر يرتدي لباساً عادياً ونظر لي بغير اهتمام، فتجاهلته وأنا أطرق بتعب شديد، فيما تجاهلني هو الآخر قائلاً "وصلت الدفعة الجديدة من الدواء.. يجب أن يتم توزيعه على...."
أشار له الرجل الأول ليصمت بإشارة خفيّة فيما لم أرفع رأسي تجاههما وأنا أفكر.. إنه لم يتحدث بلغة نايو.. بل بلغة أخرى.. بالفرنسية بالأحرى، ويبدو أنني أجيدها فقد فهمت كل كلمة نطق بها.. وإن كنت سابقاً أجهل إجادتي لها..
سمعت الرجل الأول يحدثني قائلاً "اخرجي وأغلقي الباب خلفك.."
لقد حدثني بالفرنسية، رغم أنه لم يستخدمها معي سابقاً.. فتجاهلته لسبب ما.. شعرت أنه يختبرني، ولم أدرك غرضه من هذا لكني قررت خوض هذه اللعبة الصغيرة قدر ما أستطيع.. علّني أخرج بشيء مفيد من حديثهما..
قال لي بشيء من الحدة "أخبرتك أن تخرجي الآن.."
تجاهلته من جديد وأنا أتثاءب.. فصرخ فجأة "ألا تسمعين؟"
أنت تقرأ
حمراء
Bilim Kurgu((رواية خيال علمي)) ازداد بكاؤها أكثر وقالت بصوت مرتجف "ماذا تعتقدين أنهم سيفعلون بنا في الكويكب العاشر؟ هذا الكويكب هو منجم كبير، والساكنون فيه هم عمال السخرة الذين يقضون حياتهم في استخراج ما في المنجم" قلت مقطبة "هذا لا يعني شيئاً.. نحن لسنا.." صا...