١٠. عينان

7 2 0
                                    




في صباح اليوم التالي، حملت فطوري وجلست قرب أدهم الذي كان يتناول فطوره بشيء من عدم الشهية استغربته.. فقلت وأنا أتناول فطوري بدوري "هل يستغرق منك اتخاذ قرار كل هذا الوقت؟ مرّ يومان وأنت صامت تماماً.."

قال دون أن ينظر لي "لست متأكداً بعد.. هذا قرار لا يمكن التراجع عنه متى ما تمّ.. وماذا عن بسمة؟ كيف نتخلى عنها جميعاً ونتركها؟"

ابتسمت معلقة "لو كان قلقك بسبب بسمة فلا تحمل هماً.. ستذهب معنا، هي فقط تريد دفعة قوية لتستقر على رأي.. وانضمامك لنا هي الدفعة التي نريدها.."

نظر لي بعدم فهم، ففسرت قائلة "وجودك يطمئنها أنها تستطيع البقاء حتى بعد رحيلي وأمجد، لأنك تمثل لها الحماية الكافية من الآخرين.. أما إن قررت الرحيل، فهي حتماً ستلحق بنا ولن تبقى وحيدة هنا.. وهذا ما أراه أنا أنسب لها أيضاً.."

غمغم أدهم وهو يكمل فطوره "سأفكر بالأمر.. فهذا قرار كبير بالنسبة لي.."

أنهيت فطوري بسرعة وقلت وأنا أقف "سننتظرك.. فنحن لن ننفذ خطتنا قبل دراسة وافية ستستغرق وقتاً.."

بدا لي أدهم غارقاً في حيرته، وظننت أنه سيستغرق أياماً للاقتناع بالفكرة والانضمام إلينا.. لذلك كانت دهشتي كبيرة عندما انضمّ إلينا تلك الليلة في مسكن أمجد وقال فور دخوله "لقد قررت.. سأرحل معكم.."

ابتسمت أنا وأمجد بارتياح، بينما بانت صدمة كبيرة على وجه بسمة التي انضمت إلينا تلك الليلة.. ثم أطرقت بقلق ظاهر وتردد كبير.. فتوجه لها أمجد بالحديث قائلاً "وماذا عنك يا بسمة؟ ألم تستقري على رأي بعد؟"

قالت بصوت منخفض "أنا خائفة.. الهرب بالنسبة لي مستحيل.. وعواقبة أفدح من أن أستطيع تحملها.."

فقلت لها "خذي وقتك للاستقرار على رأي.. لكن ليكن اختيارك ما لن تندمي عليه في المستقبل.."

صمتت عن التعليق وهي تخفض رأسها، فانصرفنا عنها للحديث عما يفترض بنا فعله في هذه المرحلة..

**********************

عندما تقدمت منا بسمة، حيث جلسنا في زاويتنا المعتادة، بخطوات ملؤها العزيمة بعد يوم، علت الدهشة وجهي الرجلين بقرارها الذي أعلنته بالهرب معنا.. بينما علت ابتسامة شفتي وأنا أقول "مرحى.. لم تخيبي توقعاتي البتة.."

علق أمجد بعدي "أرجو ألا تترددي في قرارك هذا يا بسمة.. وكلنا سنكون معك.."

لم يظهر على وجهها أي تردد فيما علت صوتها رجفة خفيفة وهي تقول "أنا خرقاء، مترددة، وأكاد أقفز ذعراً من ظلي.. فهل تعدونني أنكم لن تتركوني أسقط في أيديهم؟ أنهم لن يعذبوني ولن يسجنوني من جديد؟"

حمراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن