فركت كاحلي برفق بعد أن فككت رباطه.. بعد يوم، كان الألم قد خفّ كثيراً، مما أراحني.. ففي ما نحن فيه تكون أي إصابة على تفاهتها سيئة جداً بل كارثة.. اقترب مني أمجد متسائلاً بقلق "هل أنت أفضل حالاً الآن؟"غمغمت بهدوء "أفضل حالاً من قبل.."
فقال وهو يشير للرباط المرمي جانباً "لا تنسي إعادة ربط كاحلك من جديد.. لا نريد أن تسوء حالته في هذه الظروف.. كما يجب عليك رفع قدمك عن مستوى الأرض قليلاً.."
لم أعلق على قوله أو أنظر له مباشرة في عينيه، ثم بعد لحظة صمت طالت وتمنيت أن تنتهي، سمعته يقول بخفوت "هل حقاً بكيت لموتي يا حمراء؟"
صمتُّ دون تعليق وإن احمر وجهي بمزيج الإحراج والحنق، فأضاف بصوت مبتسم "سمعت أنك بقيت مكتئبة لا يجف دمعك عدة أيام.. بالإضافة لبكائك الحار عند رؤيتي.. أليس كذلك؟"
فقلت له بجفاء "وما الذي تستفيده من مثل هذا السؤال؟"
قال وابتسامته تتسع "كيف لا أفيد من معرفة ذلك؟ على الأقل، سأعرف من هي حمراء حقاً، وسأعرف ما يخفيه برودك وجفاؤك هذا.."
قلت بلهجة هجومية "لا يعني بكائي أي معنىً خاص مما قد يدور في ذهنك.. ألن تحزن لموت شخص عشت معه أياماً طويلة وأنت ترى أنه لا يستحق مثل هذه الميتة؟ ألا تظن أن منظراً كالذي رأيته قد يفزعني ويثير ذعري ويقضّ مضجعي لليالٍ عدة؟"
قال بتحدٍ "لا أصدق ذلك.. حتى بسمة لم تنفعل بالشكل الذي بدا عليك.. أتريدين إقناعي أنها أكثر ثباتاً وتحملاً منك؟"
أشحت بوجهي دون أن أمنحه إجابة ترضي غروره، ولما شعرت بيده ترتفع تجاهي، قلت له بشيء من الجفاء "أرجوك احتفظ بيدك لنفسك.. ولا تسبب لي ضيقاً أكثر مما بي.."
شعرت به يحرقني بنظراته، قبل أن يزفر بشيء من الضيق والحدة، وابتعد دون كلمة أخرى.. بينما بقيت أنا متنازعة المشاعر وقد تداخل ضيقي مع حيرتي من تذبذب معاملتي لأمجد.. لم أستميت برفض كل محاولاته للتلطف معي؟ لم أذعر من كلماته الرقيقة ومن لمسته الحانية؟ لست أدري.. حقاً لست أدري.. فغمغمت لنفسي بحدة "يكفي ما تسببه لي من انفعال لا أحبه ولا أبغيه.."
**********************
بعد أن اختفى أمجد لفترة بسيطة مع مغيب الشمس، عاد إلينا ومعه شخص لم نتبينه للوهلة الأولى.. ولكن فور أن سقط نور المصابيح التي وزعناها في المخبأ عليه تبينت فيه وليد بزي الحراس المعتاد.. يبدو أنه قد هرب من عمله هذه المرة أيضاً ليتمكن من الحضور إلينا، وقد قال أمجد فور دخوله "وليد قد وعدني بمساعدتنا في عمليتنا هذه.. لذلك حضر إلينا هذه الليلة"
أنت تقرأ
حمراء
Ciencia Ficción((رواية خيال علمي)) ازداد بكاؤها أكثر وقالت بصوت مرتجف "ماذا تعتقدين أنهم سيفعلون بنا في الكويكب العاشر؟ هذا الكويكب هو منجم كبير، والساكنون فيه هم عمال السخرة الذين يقضون حياتهم في استخراج ما في المنجم" قلت مقطبة "هذا لا يعني شيئاً.. نحن لسنا.." صا...