بعد وقت كافٍ من مراقبة جهاز الجاذبية، وبعد أن خطط أمجد للعملية بشكل كامل، انطلق هو وأدهم لأداء تلك العملية بينما بقيت مع بسمة في المخبأ متسلحة بالسلاح الذي كان تقريباً فارغاً من الرصاص..كانت خطة أمجد لا تحتاج لتنفيذها إلا اثنين، لذلك كنت أكثر راحة بالبقاء هنا مع بسمة عوضاً عن اضطراري الذهاب مع أمجد لأي مكان.. شاهدت بسمة تدور قلقة في الكهف كعادتها وهي تفرك يديها قبل أن تغمغم "أتظنين أنهما سينجحان؟"
أجبتها بهدوء "لم لا تتفائلين خيراً؟ كفي عن التحرك فأنت تسببين لي التوتر"
لكنها لم تتوقف وهي تكاد تحفر الأرض بخطواتها المتواصلة.. في تلك الأثناء، كان أمجد وأدهم قد وصلا للجانب الثاني من الجبال حيث موقعنا المعتاد للمراقبة، فقبعا هناك وأمجد يراقب الوضع قرب الجهاز بالمنظار، ثم قال "علينا التسلل دون أن يرانا الحراس والاختباء حتى قدوم المروحية.. حاول ألا تصدر أصواتاً عندما نصل"
هز أدهم رأسه موافقاً، فبدآ نزول الجبل محاولين الاختباء خلف صخوره بعيداً عن الأعين رغم أن الظلام كان غطاء ممتازاً لهما.. وفي الأسفل، شرعا بالسير الحثيث نحو موقع الجهاز محنيي الظهور محاولين ألا يلفتا الانتباه بسيرهما على الأعشاب، فاضطرا لأخذ دورة واسعة حول المنطقة قبل الاقتراب.. كان الجهاز بعد أن اقتربا منه يصدر دويّاً منخفض المدى بشكل يسبب الازعاج باستمراريته وانخفاضه، لكن الاثنان لم يهتما بالأمر وهما يربضان في موقع اختاراه بحيث تخفيهما الصخور عن أعين الحراس وأجهزة المراقبة.. كانت عدة ساعات تفصلهم عن وقت الشروق، مما يستوجب أن ينتهيا من الجزء الأول من الخطة بأسرع وقت..
رأى أمجد أحد الحراس وهو يمشي قريباً من السور ليطرد الملل بعد ليلة قضوها في مراقبة مملة.. ثم جلس في بقعة قريبة وهو يحاول إشعال سيجارة..
أشار أمجد لأدهم بإشارة صامتة ليستعد، ثم تحرك من موقعه مبتعداً عن نور الكشافات في دائرة واسعة حول السور المحيط بالجهاز ومتفادياً أن تلمحه أجهزة المراقبة حتى وصل لبقعة تخفيه بعض الصخور فيها عن الأعين.. فقبع في موقعه بانتظار أن يبتعد الحارس الذي كان يقف هناك ويزفر متمللاً.. وبعد ما يتجاوز النصف ساعة، تحرك الحارس من موقعه متجهاً نحو الآخرين وهو يتحدث بصوت خفيض.. فزفر أمجد وهو يرفع سلاحه ويصوبه نحو باب حديدي صغير في السور، وقد فسّر له وليد أهميته وعمله.. كان أمجد بهذه الحركة يعلنها حرباً مع الحراس، لكن أهم ما في الأمر هو تجاوز هذه العقبة..
وبعد أن أحكم التصويب، أطلق عدة رصاصات نحو ذلك الباب الذي انبعج مع الرصاصة الأولى قبل أن تخترقه الرصاصات الأخرى لينطلق من قلبه شرر مفاجيء مع فرقعة قوية.. ومع صوت الرصاص فإن الحراس تحفزوا بدهشة قبل أن يفاجؤوا بنور الكشافات ينقطع، بالإضافة لأجهزة المراقبة التي توقفت عن العمل مع انقطاع الكهرباء عنها، بينما ظل جهاز الجاذبية يهدر كالمعتاد بسبب اعتماده على مولد كهربائي ضخم يضمّه السور بقلبه....
أنت تقرأ
حمراء
Science Fiction((رواية خيال علمي)) ازداد بكاؤها أكثر وقالت بصوت مرتجف "ماذا تعتقدين أنهم سيفعلون بنا في الكويكب العاشر؟ هذا الكويكب هو منجم كبير، والساكنون فيه هم عمال السخرة الذين يقضون حياتهم في استخراج ما في المنجم" قلت مقطبة "هذا لا يعني شيئاً.. نحن لسنا.." صا...