استقر بنا المقام في مغارة جديدة بعيداً عن الأولى في جانب آخر من الجبال، قبل أن تمر عدة ساعات على شروق الشمس.. ورغم ذلك شعرت أن هذا تصرف غير حكيم منا بعد انكشاف موقعنا الأخير.. لابد أن المؤسسة ستسعى لنبش الجبال كلها عما قريب بحثاً عن هذا المخبأ.. كما أننا اضطررنا للتخلي عن المركبة في موقع بعيد شيئاً ما لئلا تستدل المؤسسة علينا عبرها..كان أدهم يسير بشيء من العسر نحو المخبأ.. فقد كانت إصابة ساقه على شيء من السوء حيث بدت الدماء واضحة وهي تغرق ثيابه، فقال أمجد لأدهم "ها قد وصلنا.. اصبر قليلاً بعد.."
غمغم أدهم "وهل سمعتني أتذمر؟"
وأضاف "أرجو فقط ألا يكونوا قد تبعونا واستدلّوا على مخبأنا هذا.."
دلفنا المخبأ فجلس أدهم جانباً بعسر بينما قلت وأنا أتأمل المخبأ "ألا تخشون من انكشاف أمرنا من جديد في هذه الجبال؟"
قال وليد "سنبقى هنا الليلة فقط حتى نتمكن من العثور على موقع آخر أكثر أمناً.. خروجنا كجماعة أكثر خطراً من بقائنا هنا"
لم يعلق أحدنا بكلمة بينما كشف أمجد عن جرح أدهم الذي سببته رصاصة، فاستخدم قطعة من القماش لتنظيفه قبل أن يتفحصه جيداً.. ثم تنهد وهو يقول "الرصاصة لم تستقر في ساقك.. لقد جرحتك بشكل جانبي فقط وإن لم يكن سطحياً.. هذا من حسن حظك"
وأسرع يضغط على الجرح ليوقف تدفق الدماء التي استمرت تغرق ساقه وقال "لو كان وليد لا يزال على رأس عمله لطلبنا منه بعض العدة لمعالجة جرحك.."
سمعنا وليد من خلفنا يقول "ومن قال إنني أعجز عن هذا؟"
وغادر بصمت وسط الدهشة التي ظللتنا، بينما اقتربت بسمة من أدهم وهي تسأله بقلق شديد "هل أنت بخير؟"
هز أدهم كتفيه وهو يقول متجنباً النظر إليها كما أضحت العادة مؤخراً "هذا ليس بالجرح الخطير.. ليس شيئاً مقلقاً.."
لست أدري لم توترت بسمة أكثر قبل أن تسرع بالابتعاد، بينما اقتربتُ أنا من أدهم لأطمئن عليه بدوري.. وبعد فترة خلناها طالت أكثر من اللازم، دلف وليد المخبأ وهو يحمل حقيبة صغيرة وقال "المركبات عادة تحمل مثل هذه العدة لمواجهة الطواريء.. إنها لك أيها العنيف.."
غمغم أدهم مقطباً "ألن تكف عن استخدام هذا اللقب؟"
قال وليد مبتسماً "أنا لن أنسى لكمتك لي ذلك اليوم الذي كدت تقتلني فيه.. ولم أسامحك عليها بعد"
قال أدهم باستنكار "أنت من هاجمنا.. أكنت تريدني أن أستسلم دون مقاومة؟.."
لم يعلق وليد وهو يرمى الحقيبة الصغيرة تجاهي فالتقطتها قبل سقوطها.. وفتحتها لأجدها تحتوي على زجاجات أدوية وأربطة وغيرها ثم قلت له "شكراً لك.. وإن كنت أتمنى لو تعاملت معها بحرص أكثر"
أنت تقرأ
حمراء
Science Fiction((رواية خيال علمي)) ازداد بكاؤها أكثر وقالت بصوت مرتجف "ماذا تعتقدين أنهم سيفعلون بنا في الكويكب العاشر؟ هذا الكويكب هو منجم كبير، والساكنون فيه هم عمال السخرة الذين يقضون حياتهم في استخراج ما في المنجم" قلت مقطبة "هذا لا يعني شيئاً.. نحن لسنا.." صا...