٢٣. اختناق

8 2 0
                                    




لم يكن النهار قد انقضى عندما عدت للمخبأ بقدمين منهكتين.. كنت قد تركت وليد يواصل بحثه عن مخبأ جديد لنا وعدت بعد أن أُنهكت تماماً.. لحسن الحظ لم يكن بحث الحراس قد بلغ هذا الجزء من الجبال بعد، لكن لا نعلم متى سيحدث هذا.. لذلك التزمت جانب الحذر أثناء عودتي حتى دلفت المخبأ وأنا أتنهد بعد ذلك السير الطويل..

لاحظت على الفور اختفاء أمجد، لكني لم أعلق على ذلك وتوجهت لجانب المكان لأريح جسدي قليلاً.. لكني لم أخطُ خطوتين حتى سمعت خالد يقول لي "جيد.. أتيتِ في الوقت الملائم.. اذهبي واستدعي أمجد بسرعة"

تساءلت مقطبة "وأين هو الآن؟"

أجابني خالد "قرب المباني الإدارية.. أرسلته ليراقب الوضع لي قليلاً، لكنه تأخر ولم يعد.. اذهبي إليه ولا تتأخري أنت أيضاً"

قلت بشيء من الاستنكار "ولماذا يجب أن أذهب أنا؟"

قال خالد ببساطة "لأن بسمة لن تذهب وحيدة بأي حال.. ووليد ليس هنا أيضاً.."

كدت أقول له لم لا تذهب أنت، لكنه قول خالٍ من أي تهذيب.. بينما قال أدهم وهو ينهض بعد أن رأى ملامح التعب مرتسمة على وجهي "سأذهب أنا عوضاً عنها.."

لم تكن ساقه قد تحسنت بعد، فقلت بسرعة "لا تفعل.. ستسوء حالتك أكثر مع السير عليها.. سأذهب أنا وأعود سريعاً"

لم يعلق خالد بكلمة وهو يعود لأوراقه.. بودي أن أعرف كيف يعمل عقل هذا الرجل؟.. إن تصرفاته وانفعالاته غير طبيعية بالمرة.. ولما سألته عن موقع أمجد بالضبط، فإنه قد شرح لي الموقع بكلمات موجزة قبل أن ينشغل عني من جديد..

اتخذت طريقي نازلة من الجبال وعبر الغابة إلى الموقع الذي حدده لي خالد.. كنت بضيق شديد من اضطراري مخاطبة أمجد بأي شكل من الأشكال، وهو كان يدرك ذلك فقد أصبح يتجنبني ما استطاع في الآونة  الأخيرة..

**********************

تقدم وليد بخفة من ذلك الموقع الذي حدده مسبقاً، فتأمل الحارسين الواقفين وسط الأشجار وحيدين يتلفتان حولهما.. نظر وليد حوله بحذر، ثم أسرع يتسلق الشجرة القريبة بهدوء دون أن يصدر أي صوت.. ارتفع عالياً ليتمكن من إلقاء نظرة على المنطقة حولهما..

نظر بحذر لما حوله وتفحص المنطقة جيداً ليتأكد من عدم وجود أي كمين قريب قد جهز له.. ولما تأكد من خلو المكان لأمتار عديدة من أي بشر، عاد للأرض بهدوء، وأمسك سلاحه بتأهب، قبل أن يشق طريقه نحو الحارسين.. ولم يكادا يريانه حتى رفع سلاحه في وجهيهما وهو يقول بصرامة بلغة نايو "اخلعا أجهزة اتصالاتكما وارمياها إليّ مع أسلحتكما.."

حمراءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن