في أعماق مكتبة قديمة مظلمة، حيث كانت الكتب تتكدس على أرفف من الخشب المتهالك، كان هناك كتاب مشؤوم مخفي عن الأنظار. كان كتاب شمس المعارف، نص غامض يُقال إنه يحتوي على سر الحياة ونهايتها على حد سواء.
ذات ليلة عاصفة، عندما كانت الرياح تضج خارج النافذة، تجرأ طالب يُدعى أحمد على دخول المكتبة المحظورة. كان قد سمع همسات عن الكتاب الأسطوري وكان فضوله يتغلب على خوفه.
بينما كان ينفجر عبر الأرفف المتربة، صادف أحمد كتابًا قديمًا ذو غلاف من جلد بني، عليه رسم رموز غريبة. كان كتاب شمس المعارف. أحس أحمد بقشعريرة تسري في عموده الفقري عندما فتح الكتاب بعناية.
انتشرت الصفحات الصفراء الباهتة أمام عينيه، مليئة بالرسومات والتعاويذ الغامضة. بدأ أحمد القراءة، مُنجذبًا بالكلمات مثل فراشة إلى لهب. ومع كل صفحة يقرأها، شعر وكأنه ينزلق إلى عالم من الظلام والجنون.
فجأة، تحركت الصفحات تحت أصابعه وسُمعت همسة شريرة من الكتاب. ارتجف أحمد وقام في رعب وذهول. أمام عينيه، كان الحبر على الصفحات يتلوى ويتحول، مكونًا أشكالاً شيطانية.
امتدت الظلال من الكتاب وأحاطت بأحمد، تضغط عليه بقوة أكبر. بدأ يسمع أصواتًا غريبة في أذنيه، أصوات تنادي باسمه. شعر بالجنون يستولي عليه، كما لو أن عقله تمزيق من الداخل.
في لحظة من اليأس، تمكن أحمد من الإمساك بالكتاب وإغلاقه. لكن الأوان كان قد فات. لقد فتح بابًا لم يُقصد فتحه، وقد جلب معه الرعب الذي لا يمكن تخيله.
منذ تلك الليلة المشؤومة، لم يكن أحمد هو نفسه مرة أخرى. طاردته الكوابيس، وبدأت الأمراض الغريبة تنهش جسده. وسرعان ما أصبح مجرد صدفة لما كان عليه من قبل، ظلًا لشخص كان قد وقع ضحية لعنة كتاب شمس المعارف.
وهكذا، ظل كتاب شمس المعارف مخفيًا في أعماق المكتبة القديمة، تحذيرًا للأجيال القادمة من الذين تجرأوا على فتح أبواب عقولهم عالياً جدًا.