٣ | لوركان

11.5K 1.3K 3.9K
                                    

احداث الرواية للان..هي نفس المسار
الزمني قبل فصل ديكارسيس في غراب.

لوركان | ٣

الفصل الثالث : قطرات حبر زرقاء والبرق.

المملكة منعت تمامًا السير على سقوف المنازل والمتاجر، والغرامة لذلك مرتفعة جدًا لدرجة ان لا أحد يتجرأ ويفعلها لكن الان...سرت انا وكايزا على سقوف متاجر شوارع لندن العالية. «الهواء منعش بشكل لا يوصف عكس السماء.» قال.

نظرت للسماء التي كانت سوداء بغيوم رمادية هائلة، اشعر بخفقان قلبي كي أحلق في وسطها حتى الفجر لكن الانواء الجوية حذرت من التحليق الليلة وأعرف أنني لو بدأت الطيران لن أتوقف حتى تبزغ الشمس. اخذت نفس عميق وتزامنًا مع ذلك هبت رياح ليست باردة أنما منعشة بنسيم لطيف، محمل برائحة أشجار رطبة.

الطقس هدد بمطر غزير لكن للان كان الجو منعشًا، برياح قوية لكن لطيفة يشعر بها المرء على بشرته، أغمضت عيناي أركز عليها تحيط بي من كل مكان وجهة، الامر يشبه شعور التواجد في مسبح او في الماء؛ حيث تشعر بالماء يلتصق بك من كل جانب، في كل انش، وكأنك لا تنتمي له لكنه يحتويك بكل الأحوال..أحساس الرياح مشابه لذلك لكن أفضل بأضعاف.

لان لمستها مختلفة جدًا، مراعية حتى عندما تهب بقوة. مرت من فوق انحناء جناحيّ ومن ثم نزلت على طولهما لتغلفهما من الاسفل والجانبين، تتغلغل من خلال الريش وترسل قشعريرة جيدة الى عمودي الفقري. الوقت الوحيد الذي تجتاحني فيه رغبة في خلع وشاحي هو عندما يكون هناك رياح، لا شيء يضاهي الاحساس بها على الجلد.

«أحذر.» نبه كايزا من أمامي ونظرت الى حيث اشار بعيناه؛ حيث رأيت فردين من الشرطة يسيرون بين الناس ويراقبون الأوضاع بصمت.

لم نكن نسير بالضبط على جانبي السقوف ذات الطوب البُني أنما على القمم المدببة الطويلة خاصتها ولهذا لن يشعر الذين في داخل المتاجر بخطواتنا، وبالتالي لن نسبب مشاكل، كما ان السقوف كانت مرتفعة بما فيه كفاية حتى لا يرانا إي أحد من الناس الكثيرين بالاسفل. خفضت نظري الى الارض حيث زحمة الناس الذين يسيرون في الشوارع بين المتاجر على الجانبين وهم مبتسمين، ينظرون الى المحلات الشهيرة التي تفوح منها رائحة القهوة والكتب والمعجنات باستمتاع، أضواء الفوانيس البرتقالية تنعكس عليهم، أمسكت حزام حقيبة كتفي الجلدية وادخلت يدي الاخرى في جيبي، أعتمد في التوازن على أجنحتي بدل ذراعيّ، افردهما اكثر واتركهما للرياح في هذه الليلة الجميلة...لقد مرت فترة منذ ان خرجت من المستودع وكان الطقس جيدًا وحلوًا هكذا.

الشرطة ركزت الليلة على الارض بدل السماء لان اليوم من الايام التي يكون بها المكان مزدحمًا ارضيًا، ولان الانواء الجوية حذرت كثيرًا من التحليق ليلًا بسبب قدوم عاصفة قوية ولن يخاطر معظم الغربان، حتى المجرمين، بانكسار اجنحتهم.

الجنوبي | Southern حيث تعيش القصص. اكتشف الآن