الفَصلُ الأوَّل.

131 17 37
                                    


أحيانًا، أكثر اللحظات التي تبتسم فيها، هي نفسها التي تتمنى لو تختفي فيها.
.
.
.

أحد الأحياء في أحدى المدن الصغيره
طلعت بسرعه تحاول ترفع صندوق ثقيل مع أخوها اللي كان يشيله لحاله

حاولت تمسكه عنه: هاته عنك ثقيل عليك
تجنبها ودفها بخفه: ليش اخليك تشيليه دامه ثقيل وخري

ناظرت بالسياره وشافت انه باقي بس بعض الأكياس شالتهم كلهم دفعه وحده ولحقته: يلا عشان ناكل بموت جوع

ارتمى بالكنب بعد ماحط الصندوق بتعب شديد: عنان تكفين اسكتي شوي

ارتمت مثله هي الثانيه جنبه: يلا تكفى عاد شوف حطينا ونقلنا كلشي بس باقيلنا ترتب

جلس بعدما استجمع طاقته: قفلتي السياره؟
عنان: لا
وقف وكان رايح لبرا: يا سهم طلبت لنا اكل تمام

مارد عليها سهم اللي طلع اساسًا
نزل لسيارته يقفلها ويقفل الشنطه اللي تركتها عنان بأهمال
رفع راسه يطالع البيوت اللي حوله كيف ان اغلبها فاضيه
وماحد ساكن بهالحي الا قله
ناظر البيت اللي جنب بيتهم الجديد وشاف ان فيه سيارتين صافطه

تحرك يبي يدخل بس استوقفه صوت وراه
: السلام عليكم
سهم استغرب شوي ماحس بأحد حوله ولاسمع خطوات أحد لف عليه: وعليكم السلام والرحمه

ابتسم الشخص وسأل: ناقل هنا؟
سهم: ايه
مد الشخص يده بعدماقرب منه: يا هلا والله انا جارك اعتبر نفسك بين اهلك

رد له الابتسامه: تسلم مشكور ماتقصر يـا

: أنيس اسمي أنيس

سهم: تشرفنا أنـيس
أنيس: يلا لايكون ازعجتك وقاطعتك ماابي اشغلك معاي
سهم: لا مابه ازعاج
أنيس ببتسامه: أشوفك على خير

تعداه أنيس لبيته وظل سهم يطالعه لين دخل
كان بيدخل بس استوقفه دباب المندوب اللي جاب الأكل فقرر يأخذ منه دامه برا

..

في حي ثاني بنفس المدينه

علا صوته عشان تسمعه: يلا يمه انا بروح لسهم وصلو
مشت لعنده بخطواتها الثقيله المتباطئه ونطقت بصوتها المرتجف: يا ولدي شحقه ماتأخذني لهم

مسك يدها وباسها: يا يمه ارتاحي انتِ تعرفين كيف النقل وان كلشي على بعضه وهم محتاسين فبساعدهم شوي بجيبهم لك لاتخافين

ابتسامتها كانت مرتسمه بوضوح بوجهها اللي ترك الوقت اثره عليها: ان شاء الله ان شاء الله ربي يكتب اجرك ساعدهم واذا بغيتو شي اتصلو علي يا سراج

سراج: ابشري يلا استودعتك الله

تحرك سراج مسرع لأن بعيد عنهم، وبينما هو برا راحت امه لأحد الغرف متفقده اللي فيها

دخلت على اللي كان جالس على جواله ويبتسم وانتفض وصار يتلمس شاشة الجوال ويرفع الصوت

سألته اذا كان يبغى شي ورد عليها بأنه مايبي شي
الجده بفرحه: خالك سراج راح لسهم وعنان اليوم وصلو
لاحظت ان ملامحه وجهه تغيرت وامتعضت: يمه لاتطرينه
دخلت لعنده ومسحت على راسه بهدوء: يا يمه متى بتفهم ان سهم ماله دخل هذا قضاء الله وقدره هذا شي مقدر لك ومكتوب ان الله يبتليك

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 6 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غَياهِب العقْلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن