ثلَاثي الشّياطِين

الثّعلب الأحمَر.

نِصيحة٢: إنْ وقعْتَ فِي جُحْر الشيَاطِين لا تهرُب فقَد فاتَ الأوَان..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أفلت منكبها ورَاح يسنِدُ ذرَاعهُ علىَ ظهر الكرسي كأنّه يحضنها و رمَى الدفترَ الذي أخذه منها ثُم بداَ يحَادِثهَا بصَوتٍ منخَفضٍ

" أنتِ تجاهلْتنِي مسبَقًا صحيح؟ "

وَصلتهاَ كلِماته مسببّة غصّة في حلْقها جعلَت صوتهَا يخْرجُ بنبرة مرتعبة

" ا.. انا فقط قمتُ بما يفعله الجميع "

ضربَ كفّه على ظهر الكرسي الذي تستند عليه فوصلها تردد ذلك وابتعد من جانبها جالِسا على الطاولة أمامها بعد أن أبعد اكلها للجهة الأخرى وطفقَ مرّة أخرى يسْتفسُر منْها

" ومالذِي يفعَلهُ الجمِيع؟ "

" تجاَهُلك.. " ردّت بدون تفكِير وبجرْأة كبِيرة عمّا اعتادت.. ليُبادِلها بنظَرات غيرُ مفهُومَة وقدْ زفَر بمَلل

" لقد نقَلتُ عنْك حلّ وظِيفة الرّياضيات منْ الدفتَر السابِق.. هذَا أكثَر مايمْكنني التعَامل بهِ معَ أمّ النظّارَة العبقَرية خاصَتنا "

تكلّم بتكَلّف وابتسَامة خزْي تزيّن محيَاه ثمّ نقَر على جبهَتهَا بينَما يعدّل وقفَته فقدْ رأَى أنّها شخْص مملّ ليسَ ممّن يجدُ متعتَه معَهم.. حرّك قدمَيه معلِنًا المغَادرَة لكنْ اتضّح أن أهمّ ماكَان يودّ فعلَه قدْ كادَ أن ينسَاه..فأمسَك عن السّير وأولجَ كفّه في جيْب سرواله الجينْز الأسود مُخرِجًا ورقَة منكمِشة

" أتعلَمِين ماهَذه؟ "

صوّبت عينيْها ناحِية الورَقة قبِيحة الشكْل ثم هزّت كتفيها مُجيبَةً بإشَارة الصّمت..

فتَح طيّات قطْعة الورَق لتظْهر علَيها علَاماتُ الحبْر دونَ أن يتّضِح ماهُو مكتُوب ولذلكَ فقدْ مدّ ذراعهُ لهَا يُتيحُ لهَا أن تقرَأ المكتُوب على المَوضع الذي حطّ أحد أصابعه عليه

" كَايل ريدْفيلْد! "

قرَأت الإسمَ بِصوتٍ هامِس فاشتغَل دمَاغهَا فورًا يرِيهَا صوُرتهُ بمخيّلتها.. الطّالب الثَاني لدفْعة هذَا الفصْل أحمَر الشّعر الذِي لا يكّف عن مدْحِ وسامتِه وذكَائه.. الثعْلبُ الماكِر كايلْ

" نعمْ! ماخطْبه؟ "

تحدّثت مُتسَائِلة وفمُها يحَرّك مضغة الخبز المحْشوَة داخِله.. أمّا جايْسون فقدْ ضحِك وهوَ يعيِد ادخَال الورَقة إلى جيْبه بلْ وكفّيه الاثنين أصبَحا داخِل جيُوبه الآن ثمّ يردِف باستهْزاء