بـسم اللـه الرحمـن الرحيـم
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
فظننتُ أنَّ تلكَ المرَّة ليستْ كسابِقتها، أغشَيتُ عينيَّ بعُصبةِ الثّقة فعَمِيتُ عن أفعالِهم، مضِيتُ كالأعمى حتّى أوقفَني عابرُ سبيلٍ نازعًا عُصبتي، لأجدَ نفسي كنتُ أسيرُ كلّ ذلكَ الطريق وحيدًا، بِلا رفيقٍ، وحتّى بلا مَن يتساءلُ عن إذا كنتُ قَد دُهِست أسفلَ عجلاتِ سيارةٍ أثناء سَيري هكذا أم لا... ومُنذ حينِها وأنا أشعرُ بالامتنانِ لعابرِ السّبيل ذلك، إذْ جعلني أكتشفُ.. كَم أنا أحمقٌ كبير.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
يراقب شروق شمس يوم جديد بينما يتداخل الدخان في ذلك المشهد أمامه، الدخان المنبعث من لفافة تبغه التي قرر إشعالها في الشرفة كي لا تزعج النائمين بالداخل ..
تنهد نادر الذي كان يقف بوجه شاحب، لعله لم يتحدث كثيرًا بعد ما حدث أو يفضي بما يشعر به لأي من إسماعيل أو يحيى الذي أتى بالأمس، لكن ذلك لا يمنع أن هناك معركة قائمة داخل عقله.
أبعد كل تلك الأفكار عن رأسه وهو يخرج هاتفه، قام بالعبث به قليلًا حتى عثر على رقم هاتف دولت الذي نظر له بتفكير ..
نفض تلك الفكرة عن رأسه تمامًا، لا لن يترك غضبه وضيقه يتحكمان به تلك المرة، فهو لا ينقصه المزيد من المشاكل بعد ما حدث مع أبيه ولا يريد أن يدمر أيضًا حياته العاطفية ..
خاصةً أنه بات مُصرًا على الحصول على وصال لذلك لن يعبث أو يقوم بأفعال متهورة، ففي النهاية الفتاة لن ترغب بالزواج بشاب طائش وغير ملتزم، ولعل ذلك الأمر بالإضافة إلى أمر والده .. كانا دافعًا له كي لا يبكي كالصغار ويحاول التغيير للأفضل، ليُري والده أنه قادر على تحمل المسئولية أولًا، ولينال حُبَّه ثانيًا.
ألقى نادر سجائره وتوجه إلى الداخل ليجد إسماعيل الذي كان نائمًا وصوت شخيره يكاد يوقظ الأموات في قبورهم.
بينما يحيى لا وجود له بالغرفة، وهنا تذكر نادر أمره حيث جاء على الفور بمجرد مكالمته لإسماعيل، وقضى الليل في محاولة التهوين على صديقه وإخباره أن كل شيء سيكون بخير وأن والده غاضب ليس إلا، وسيسامحه وينسى الأمر.
ترجل نادر إلى خارج الغرفة ليستمع إلى صوت بالخارج مما جعله يتعجب، خرج نحو البهو ليجد نادية والدة إسماعيل تجلس برفقة يحيى ويتحدثان بمنتهى الأريحية بطريقة توحي أنهما رفقاء منذ زمن بعيد أو ما شابه ذلك ..
-وبعدين عملت ايه بعدها؟؟
قالت نادية من بين ضحكاتها تنتظره أن يكمل قصته ليوقف هو ضحكاته قليلًا ويتابع وهو يأخذ كوب الشاي من الطاولة الصغيرة أمامه:
-ولا قبلين ياستي اضطريت ساعتها أروح البيت بقميص المدرسة والبوكسر بتاع ابن المستر، كان يوم ما يعلم بيه إلا ربنا.
أنت تقرأ
هُنا تلاقَينا(غير مكتملة)
Romanceسكنها وملجأها، مُخلِّصها من شقائها، فرّت إليه من ماضيها وحياتها المغلفّة بالظلام. حيث لا قواعد، فقط الشر هو من يقود زمام الأمور، ولكن أذلك الشر أبدي؟ أم أنه هناك شعاع خير آتٍ لينير تلك العتمة؟ على كل حال فإن كان -هو- صاحب ذلك الشعاع فلن ينير تلك...