فَتى أُمِه

82 7 4
                                    


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لَقد عَشِقَ تشانغبين والدته .

كان يراها أبهَى نساء العالم وأحسَنهم خُلقًا، لم يُرد إلا سعادتها وكان يسعَدُ لسعدها .

لقد أحبها .

منذ ان كان في الثَّالثَة أحب النَوم بين أحضانها، بينما هي تَقرأ له قِصة ويَديهَا تُمشِط خُصلات شَعرهِ الأشعَث .

لا يزال يتذَكر شِتاء رَبيعِه الرابع البَارد، يجلسُ بين أحضانها واللحافُ يُغطِّ كلاهما، يَشربُ الكاكاوَ الدَافِئ بينمَا يستمعُ لصَوتها الناعِم يسرُد أحداث القِصه، يَرتعشُ بِخوفٍ عِند طَرقِ البَرقِ لنافِذِته .
" أوما انا خَائِف . "
لكن كانت دَائمًا هناك تَضمه وتَهمسُ بِصوتِها الدَّافِئِ دِفء الكاكاوِ لِتَهدِئتِه .

" لا تَقلَق طِفلي ماما هنا . "
يَهدَأُ إرتجَاف جَسده عندمَا تَضمُه لها أكثَر ويَرتَخي  بأمانٍ، ويُغمِضُ جَفنَيه حين تُغني لَه تَهوِيدةَ نَومه .

لَم تَكن تَلاحِقه الكوابيسُ ابدًا حينها .

في سِنِّه الخامِس كان يُشاهِد أفلَام ديزنِي، وكان يَكره ان جَميعَ الأميرَات لَيسَ لَديهم أمًا .

يتَذكرُ العُطله الصيفيه حين استَمعَ إلى مَارثُون كامل لَهن كان مُتشوِقًا، لَكن بَكى بِحرقَه حين رَاودتهُ فِكره مَوتِ والدتِه وتَزوُج والِده لِأخرى .

حِينها لَم يَترُك أحضَانها ابدًا .

في السَّابِعه وحين تَقديمِه للمَدرسه .
" أوما لا أُريدُ تَركك . "
كان مُتوترًا ولا يُريدُ تَركَها لكِنهَا وعَدتهُ بالكَثيرِ من الأحضَانِ عِند عَودَتِه، وفَرحَ كأنهُ نال جَائِزته الكُبرَى .

أحسَن التَصرُف وتَمنَّى إنتهَاء دوامِه باكرًا، كان يَلعبُ مع الجَميع ويُجرِب كُل شَيء كان مُنبهِرًا وسَعيدًا .

حِين وَجد وَالدَه في الخَارج شَرعَ لِعنَاقِه بِقوة .
كان يُحبُ والِده ويرَاه قُدوة .

" هاااع طِفلِي الرَائِع، كَيفَ كان يَومُك، هل الرَوضَه رَائِعه ؟ "
سَأله أثنَاء حَمله له يَسيرُ وصُولًا لِسيَارتِه .
" أجَل كانت جَيدَه، مُتحَمس لِإخبَار أوما بِكل شَيء . "

" وأوما أيضًا مُتحَمسه لِسمَاعِ يَومِك، هاك إصعَد هيَّا . "
أدخَلهُ قَبل أن يتَأكد تَأمين البَاب جـيدًا، ويـشرَع لِلناحِيه الأخرَى .

فَتى أُمِه || تَشانغبِين . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن