٢- 《نقطة تحول》

101 26 14
                                    

مورينا سميث
إلهي... لقد اقتربت نهاية الفصل الدراسي، وخلال هذه الفترة، أنا وهذا الشاب نحصد نفس الدرجات، بل نحصل على الدرجة الكاملة. ولكنني أتساءل حقًا، كيف يكون الأمر سيان بينه وبيني؟ أنا أتخلى عن كل لحظة من عمري الثمينة من أجل عدم فقدان أي درجة. كيف يمكن له أن يحضر جميع المناسبات، من الاحتفالات والندوات إلى لعب كرة القدم؟ أتساءل متى يجد الوقت للنوم ومتى يذاكر دروسه؟ الوقت الوحيد الذي يبدو أنه مكرس للتركيز الكامل هو أثناء المحاضرات وأثناء الاختبارات!

أبذل قصارى جهدي، ولا يمكنني تقديم أكثر من ذلك. أرغب في الحصول على المركز الأول دون أي مانع، حتى أتمكن من الحصول على منحة عمل، فهذا هو أملي الوحيد في قضاء حياة جيدة. لكني أخشى الإخفاق في آخر أمل لدي...

■■■

كان هاري يستمع إلى ما يقوله خاطرها هي الأخرى، فلقد تخلى عن معرفة سبب سماعه أفكارها هي إجبارًا، دونًا عن الآخرين فخلال ذلك الوقت، لم يتوقف هذا الأمر حتى إنه أعتاد إليه وأصبح يعرف محطات يومها والتي كانت باهتة دون تفاصيل لشأن يخصها، بل كان كل ما تفعله لغيرها من أسرتها وجيران شارعها المتواضع، مما أثار فضوله عن تلك الفتاة وحياتها وما يحدث بها، كأنها من عالم آخر لم يسمع عنه ولم يعرف عنه إلا القليل من أحاديث الناس العابرة.

هاري والتر
المنحة مجددًا! حقًا، لو عددت عدد المرات التي تذكر فيها منحة العمل، لوجدت أن هذه الجملة تأخذ النصيب الأكبر من حديثها. ولكن هذه الفتاة مجتهدة وتكاد تقتل نفسها. في أوقات كثيرة، أنظر إليها وأدقق في هالات وجهها السوداء وفقدان الوزن الذي تعانيه من إهمال وجباتها. كيف تجلس بالساعات أمام الحاسوب دون حراك حتى تنهي الفروض والأبحاث لتحصد درجات إضافية، حتى إنها لا تقبل بانضمام أي زملاء لإنهاء عملها. في البداية، كنت متحيرًا، ظننت أنها تعاني من متلازمة نفسية، ولكنني سمعتها تؤكد لنفسها أن ما تفعله هو الصحيح. فهي تريد التأكد من نتيجة عملها ولا تثق في غيرها، وتخاف أن يتخاذل أحدهم في عملهم المشترك وألا يخرج على أكمل وجه، مما قد يضطرها إلى خسارة أي درجات.

ولكن تلك الفتاة مبهرة أيضًا. أحيانًا أغار من إصرارها، ليس فقط في الدراسة، ولكنها فتاة تملك مبادئ قوية، لا تقبل بالغش ولا تقبل بأن تستغل أي شخص كان. تملك عزة نفس قوية، من ينظر إليها، لا يخيل له كم المآسي التي تعيشها.

بالرغم من وجهها الذابل من الإرهاق، إلا أنني كثيرًا ما أحسدها. أحسدها على شعورها عندما تحصد درجة كاملة أو تجيب عن سؤال بدرجات إضافية أو عندما يثني عليها الآخرون. أفكر أحيانًا، هل أنا سعيد بالفعل؟ بل كيف سيكون حالي إن كنت لا أملك تلك الموهبة ولم أولد لأهل وعائلة ثرية؟ كانت حياتي سهلة حد الملل. ماذا سيحدث إن كانت حياتي تشبه حياتها؟ هل كنت سأستطيع أن أخطو بحياتي؟ قد تكون صدمة لكم بأن أخبركم أنني أشعر في أوقات كثيرة أن داخلي فارغ جدًا، وأنني على الرغم من أن الجميع يحسدني، إلا أنني إن نظرت بعمق داخلي سأجد أنني لم أحقق شيئًا. هل أعماني بريق أعين الناس حولي عندما أنجز شيئًا هم أخفقوا فيه؟ هل أحببت إعجاب الناس ووجودهم حولي كنجم مضيء؟

ليلة صيفية.✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن